نجلاء ابو زيد 

الأسرة أولا 

تزوجت من أحد أقربائى، وأنا أعمل محاسبة بأحد البنوك الخاصة، وهو لديه محل لبيع العطور ولم أخجل من عمله أبدا لأنه إنسان محترم جدا، وقد تقدم للزواج منى بعد أكثر من خطوبة فاشلة، وتأخر إنجابي لفترة وتحمل معى رحلة العلاج حتى أكرمنا الله بابنتى، ومؤخرا جاءته فرصة عمل بإحدى الدول العربية وسافر فعلا وانتقلت للإقامة عند والدتى حتى فاجأنى أنه يريدنى أن أترك عملى وأسافر معه لأنه سيستقر هناك، وطبعا القرار صعب فعملى فى أحد البنوك الخاصة لن يسمح لى بأخذ إجازة طويلة، وإذا سافرت سيضيع مجهودى وما حققته على مدار سنوات، وأنا لا أحب البقاء بالبيت ولا أحب الغربة، لكنه مصر وأرسل لوالدته لتسافر له وفى انتظار موافقتى، ولا أعرف ماذا أفعل أصر على رفضى مما يعرض حياتى الزوجية للخطر وقد يصل الأمر للطلاق أو زواجه بأخرى كما ألمحت لى حماتى قبل سفرها أم أترك عملى وأسافر لأصبح زوجة وأم وأعيش بلا هدف فى غربة لا أحبها؟

ولاء

أعرف جيدا أن كلا القرارين صعب لكن عليك التريث والتفكير فى ابنتك وزوجك الذى تحمل الكثير معك والآن يريد أن يجمع شمل الأسرة أيا كان المكان، وعليك ألا تفترضى كل ما هو سيئ فيمكن أن تأخذي إجازة لشهور فقط وتجربى الإقامة مع زوجك، ويمكنك أن تخبريه أنك اخترت أسرتك لكنك تريدين أن تعملى وابدئى فى البحث عن فرصة عمل وإذا وجدت يمكنك الاستمرار معه، والآن فى حديثه عن الإقامة الدائمة اظهرى مرونة فى تفكيرك وستجدين الكثير من الأمور تحل ولا ترفضى لمجرد الحفاظ على عملك لأنك إن فعلت ذلك ستندمين بعد فترة، وعليك إدراك أنه بعد الزواج تصبح الأسرة فى المرتبة الأولى فى كل قرارات المرأة.

أنا وأختى

تزوجت شقيق زوج أختى، وفى البداية كنت أشعر بأنني محظوظة لأنني لن أبتعد عن أختى التى أحبها وتفهمنى وتساعدنى فى كل شيء ولكن بعد مضى فترة على زواجى وتأخر إنجابي وهى لديها طفلان بدأت أغضب من طريقة معاملة حماى وحماتى لها، فعندما نجتمع يهللون للأولاد ويطالبونها بالراحة ويقولون اتركى كل شيء وانعمى ببعض الراحة وتبدأ حماتى فى مطالبتى بمساعدتها فى كل شيء، وعندما نسافر للمصيف أشعر بأن هناك فرقا كبيرا فى المعاملة وأختى تحاول طيلة الوقت ألا تجعل موضوع تأخر الإنجاب يؤثر على، لكن للأسف بدأت أنظر لحياتها واستقرارها وأفتعل مشاكل مع زوجى لكى لا نجتمع معها وزوجها، أشعر بحزن وغضب فأنا أحبها لكنى دون أن أشعر بدأت أحسدها ولا أعرف كيف أحافظ على علاقتنا التى تقل تدريجيا؟

إيمان 

أقدر معاناتك الشديدة بين حبك لشقيقتك وغيرتك من استقرار حياتها لكن هنا عليك التحدث مع والدتك ومع شقيقتك نفسها، أخبريها بحزنك وألمك لتأخر إنجابك وأنك لا تريدين التواجد كثيرا وسط عائلة زوجك لأن هذا يشكل ضغطا نفسيا عليك، حاولى أن تصنعى لنفسك مجتمعا خارج الإطار العائلى ليقل الضغط النفسى على أعصابك واهتمى ببيتك وزوجك لأن تحسن حالتك المزاجية مرتبط بشكل كبير بسعادتك داخل بيتك، كما يمكنك التعامل مع أولاد شقيقتك كأنهم أولادك لن يستطيع أحد إخراجك من حالة الغيرة من شقيقتك إلا نفسك ومساعدتك لها على عمل أى شيء تتفوق فيه حتى يحدث الحمل، وعليك الانتباه فسوء حالتك النفسية قد ينعكس بالسلب على فرصتك فى الحمل، اهتمى بنفسك واخرجيها من الحزن ولا تعتبرى كل كلمة تقولها حماتك أنها فرق فى التعامل، قللى من حساسيتك تجاه الآخرين وتدريجيا ستستطيعين تدارك الأمر واستعادة علاقتك بأختك طالما أنها تحبك وهى نفسها قد تقف معك وتساعدك فى إسعاد نفسك.

الدنيا بخير

أشعر بسعادة غامرة عندما أجد من يساعد غيره أو يقدم خدمة لشخص لا يعرفه، أو يقف ليسمح لأسرة بالمرور فى طريق لا يقف لهم فيه أحد ليعبروا بأمان، رؤيتى لهؤلاء الأشخاص يمنحنى طاقة إيجابية لا مثيل لها، فطالما هناك بشر مازالوا قادرين على الإحساس بمن حولهم ومواساتهم فى أحزانهم وجبر خواطرهم فى أزماتهم ستظل الدنيا بخير، وطالما هناك أناس يسعون للإصلاح بين الأزواج وقت الخلاف وبذل الجهد والوقت لحماية أسرة من التفكك ستظل الدنيا بخير، فمثل هؤلاء هم من يجعلون للأيام معنى لأنهم لا يفكرون فى أنفسهم لكن يعيشون بمبدأ أن الإنسان للإنسان عون ومهما مروا بمشكلات تجدهم راضين متفائلين واثقين أن رب الخير لا يأت إلا بالخير، وبالرغم من قلة أعدادهم لكنهم حولنا فى كل مكان كالشموع التى تضيء فى الظلام، ومعظمنا قابل هذه النوعية فى لحظة ما أو موقف ما، ودوما يظل متذكرا لها متمنيا أن يكون مثلهم قادرا على مساعدة الآخرين لتظل الدنيا بخير.