أماني ربيع
يعاني الطلاب في رمضان مشكلات تتعلق بالتركيز والقدرة على المذاكرة أثناء الصيام، خاصة مع تغير ساعات النوم وتناول الأطعمة الدسمة، بجانب كثرة المشتتات مثل العزومات والسهرات ومتابعة المسلسلات والبرامج، لكن الأمر ليس صعبا وإنما يتطلب تنظيما جيدا للوقت والجهد مع مراعاة الاختيار المتوازن للطعام.
فى السطور التالية نستعرض مع خبراء التربية وعلم النفس والتغذية أفضل الطرق للمذاكرة خلال شهر رمضان.
فى البداية تقول د. هبة رضا، استشاري التغذية: إن التغذية السليمة عنصرا مهما من أجل تقوية الذاكرة وتعزيز القدرة على التركيز خاصة بالنسبة للطلبة، وتعتبر وجبة السحور أهم وجبة خلال الصيام، لذا يجب التركيز على الأطعمة التي توفر الطاقة تدريجيا على مدار اليوم، مثل الكربوهيدرات المعقدة الموجودة في الشوفان، الخبز الأسمر، لأنها توفر طاقة دائمة للجسم، والبروتينات مثل: البيض، اللبن، اللحوم الخالية من الدهون، فهي تساعد على الشعور بالشبع وتقوي التركيز، وكذلك الألياف الموجودة في الفواكه والخضراوات، والتي تساعد على الهضم.
وبحسب خبيرة التغذية، خلال وجبة الإفطار يجب تجنب الأطعمة الدسمة والمشروبات الغازية، والتركيز على الأطعمة الخفيفة والصحية، وتناول وجبات خفيفة صحية بين الإفطار والسحور، مثل الفواكه المجففة والمكسرات، وترطيب الجسم بشرب كمية كافية من الماء والسوائل بعد الإفطار وقبل النوم، لأن الجفاف قد يؤدي إلى ضعف التركيز.
لا للكسل
تذكر د. إيمان أنور، الخبيرة التربوية أن هناك اعتقادا شائعا بأن رمضان شهرا للكسل، ويبرر الناس فيه التكاسل عن أداء واجباتهم في العمل أو الدراسة بتعب الصيام، رغم أنه فرصة حقيقية لتنظيم الوقت والحياة والصحة العامة.
وتقول: يجب على كل طالب وضع جدولا دراسيا مرنا يراعي أوقات الصلاة والواجبات مع تخصيص فترات راحة قصيرة بين أوقات المذاكرة، واختيار الوقت المناسب لمراجعة الدروس وفي الغالب يكون بعد السحور مباشرة وقبل الفجر، وبعد الإفطار بساعتين تقريبا، ويفضل تقسيم المادة الدراسية إلى وحدات صغيرة يمكن فهمها واستيعابها بسهولة، مع تحقيق الاستفادة القصوى من الوقت، والتركيز على المذاكرة، وتجنب المشتتات مثل متابعة مواقع التواصل الاجتماعي على الهاتف ومشاهدة التلفزيون.
وتشير د. إيمان إلى أهمية مراجعة المادة باستمرار لأن ذلك يساعد على ترسيخ المعلومات في الذاكرة، مع تقسيم المعلومات إلى نقاط رئيسية، لافتة إلى وجود تطبيقات تكنولوجية تساعد على تنظيم الوقت والمذاكرة، مؤكدة على أن وضع برنامج يومي للمذاكرة يساعد تلقائيا في تهيئة الجسم والذهن للمذاكرة في هذا التوقيت مما يجعل التركيز والتحصيل الدراسي أسهل.
تنظيم الوقت
يعد العامل النفسي أمرا لا يجب إغفال تأثيره فيما يتعلق بقدرة الطلاب على التحصيل الدراسي خلال رمضان وتحدثنا عنه د. سعاد السيد، استشاري الصحة النفسية وتقول: هناك تصور نمطي لشهر رمضان وهو أن وقت الصيام للنوم وعدم القيام بأي مجهود، بينما بعد الإفطار وقتا للكسل أيضا بسبب تناول الطعام الدسم والجلوس أمام التلفزيون أو النزول لقضاء سهرات رمضانية مع الأهل والأصدقاء، وهذا أمر خاطئ.
وتشير إلى أهمية الحصول على ساعات نوم كافية، خاصة وأن الكثيرين يعانون خلال رمضان تغيرا في نمط النوم الخاص بهم، لكن يمكن استغلال فترة القيام من أجل السحور وصلاة الفجر في المذاكرة، حيث يكون الذهن أكثر قدرة على الاستيعاب.
وتتابع: إذا كان كل شخص يختلف عن الآخر يفضل أن ينظم كل طالب وقته ويخصص ساعات المذاكرة خلال الأوقات التي يشعر خلالها بقدرة أكبر على التركيز مع مراعات تقسيم كل مادة لأجزاء لتجنب الشعور بالتعب، مع توفير بيئة تساعد على المذاكرة من حيث الهدوء والإضاءة الجيدة.
ساحة النقاش