سماح موسى

فى وقت اقتصرت فيه العلاقات على الرسالات الإلكترونية الخالية من المشاعر، والمعايدات البريدية خاصة وسط مشاغل الحياة المتلاحقة يأتى رمضان ليتيح الفرصة لتجمع الأصدقاء والجيران على موائد الإفطار ليوطدوا العلاقات وينبذوا الخلافات، ويغرسوا بنفوس أبنائهم قيم الصداقة والود وحق الجار..

في البداية تقول أمنية محمد، 34عاما من محافظة البحيرة: منذ أن تزوجت لم يكن لي أية اختلاط بجيراني لضيق الوقت وضغوط الحياة المستمرة، لكن العام الماضي تعرضت لحادث كبير فوجئت بتواجد جيراني بجانبي وتقديمهم لى يد المساعدة بكل ما يملكون من وقت ومال، حينها أدركت أنهم أقرب الناس لي بل أقرب من أهلي، لذا أصبحت أخصص أول يوم في شهر رمضان لنقضيه معا بحديقة العمارة بكل سعادة ومرح، الكل يتبادل الحديث والخبرات، ونتشارك الوجبات والمشروبات.

ويقول محمد السعيد، من محافظة أسوان: اعتدت وأصدقاء الطفولة التجمع معا في شهر رمضان يوما على الإفطار، بالإضافة إلى بعض الأيام بعد صلاة التراويح، ونستغل هذا الشهر لقضاء بعض الوقت لأننا قد لا نتمكن من الالتقاء طوال العام لظروف العمل التى تجعل الكثير منا لا يتواجد فى المحافظة لأشهر طويلة.

وتحرص منال عاطف، 36عاما من محافظة الشرقية على تنظيم إفطار جماعى مع زملائها فى العمل وتقول: بالنسبة لي الإفطار الجماعي داخل العمل له طعم آخر فأنا أحب زملائي وأحترم جدا مديري لما لهم من فضل كبير علي منذ التحقت بالعمل، قبل موعد الإفطار الجماعى أجتمع مع زملائي لتحديد أنواع الأكلات والمشروبات التي ستكون على مائدة الإفطار، والتى يشترك الجميع فى إعدادها بكل حب.

 

يعلق د. محمد محمود صبره استشاري الصحة النفسية والإرشاد النفسي على تجمع الأصدقاء والجيران فى رمضان قائلا: شهر رمضان فرصة للتقرب إلى الله والعيش في سلام داخلي مع النفس والآخرين، واسترجاع أجمل الذكريات مع الأصدقاء التي لا تنسى لتبادل حكايات الطفولة، وما أجمل أن تحضر الأطفال خاصة أن هذا الجيل يقتصر تعامله مع أصدقائه وأهله على السوشيال ميديا، فلا مانع من دعوة أصدقائنا للإفطار حتى يروا أولادنا معنى الصداقة ونرسخ لديهم هذه القيمة، بالإضافة إلى أن هذا الشهر فرصة لتوطيد العلاقة مع الزملاء في العمل من خلال تبادل العزومات ونبذ الخلافات.

وتقول د. أميرة شاهين، استشاري الصحة النفسية والعلاقات الأسرية:  للأسف مع ضغوط الحياة والظروف الاقتصادية أنشغل أغلب الناس بتلبية احتياجات أسرته دون النظر للعلاقات الاجتماعية وأهميتها سواء فى الشهر الفضيل أو غيره، بينما يرى البعض الآخر أن التجمع والترابط يقلل الضغط النفسي ويعزز الإحساس بالعزوة والتعاون وسط ضغوط الحياة، وإن كنت أرى أن إخواننا العرب الذين تركوا أوطانهم قصرا في أشد الاحتياج إلى هذا التجمع والإفطار الجماعي عوضا عن بلدهم وأهلهم الذين فقدوهم، لذا أدعو الجميع إلى عمل إفطار جماعي في الشوارع كما نراه كل عام بمنطقة المطرية والسيدة زينب والحسين لتعويض هؤلاء عن غربتهم عن أوطانهم.

يرى د. وائل الكميلي، خبير التنمية البشرية أن تجمع الأصدقاء والجيران ليست مظهرا اجتماعيا فقط يجامل الأصدقاء بعضهم البعض برد العزومات وتبادلها أو تناول الأطعمة والمشروبات الرمضانية بل هو فرصة لتنقية النفس وجلائها حيث نسترجع ذكريات الطفولة ببراءتها ونتشارك الدعوات والصلوات.

ويقول: رمضان فرصة لتقوية الروابط وعلاقات الصداقة ومشاركة الجيران التجمعات في محيط المنزل حيث الزينة والروحانيات الدينية، هذه الأجواء تفتح الشهية العقلية والروحية على استقبال صداقات جديدة وتعظيم الروابط الأصيلة، علاوة على الصلوات الجماعية في المساجد لاسيما صلاة التراويح والفجر.


المصدر: سماح موسى
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 137 مشاهدة
نشرت فى 25 مارس 2025 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

24,620,597

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز