
سمر الدسوقي
في إطار اهتمام ودعم سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي للمرأة المصرية وكافة الفئات المجتمعية منذ تولى سيادته المقاليد الحكم جاء إصدار العديد من القوانين بل وتغليظ الكثير من العقوبات لحمايتها من أي صور من صور العنف التي قد تتعرض لها.
هذا على الرغم من أن حالات العنف التي نتعرض لها وفقا لتقدير الكثيرين تعد مجرد حالات فردية كالتي تحدث في أي مجتمع حولنا ولم تتحول إلى ظاهرة كما يصورها البعض وهذا ما ينبغي علينا جميعا تأكيده سواء كأفراد أو مجموعات من خلال التواصل المباشر أو وسائل الإعلام لأنه يرتبط بالصورة الحقيقية التي لابد وأن ننقلها عن بلدنا وما نعيشه من نهضة حقيقة إلى كافة البلدان الأخري.
وأعود هنا لأناقش ما تم إصداره بالفعل من قوانين أو تغليظه من عقوبات لحماية المرأة من كافة صور العنف لأجد مواجهة قانونية مؤثرة وصريحة لحالات الختان والتحرش والحرمان من الميراث والاغتصاب والحرمان من التعليم بل وحتي العنف النفسي والعنف الأسري، كل هذا يجعلنا أمام حقيقة واضحة وهي أننا قد ودعنا العنف بالقانون بل ووقفنا أمامه علي قدم وساق، ولكن ما يبقي هنا هو مواجهة العديد من العادات والتقاليد التي لا تمت لمجتمعنا بصلة بل وتقف عائقا أمام تطبيق هذه القوانين على أرض الواقع فلا شك أن العديد من الأسر مازالت ترفض اعتراف فتياتها بأنهن قد تعرضن لتحرش في الطريق العام أو العمل أو في أي مكان كما أنها قد تواجههن بعنف مضاعف إذا أفصحن عن تعرضهن لعنف من قبل الزوج ونفس الأمر ينطبق على حرمانهن من الميراث نتيجة لعنف أسري يمنعهن من عدم الحصول على هذا الحق خوفا من حصول الزوج على هذا الميراث الذي تراه الأسرة حقا لها، كل هذا يستدعي منا جميعا سواء كأفراد أو وسائل إعلام ومؤسسات دينية وتعليمية المزيد من العمل على أرض الواقع من أجل مواجهة العادات والتقاليد التي لا تمت لنا بصلة والتي قد تلعب دور في تعرض المرأة لأي من صور العنف فلابد أن تعمل وسائل الإعلام على توعية المرأة بما قدمه لها القانون من حقوق في هذا الإطار، ونفس الأمر ينطبق على مؤسساتنا الدينية التي يمكن أن تقدم نفس الرسالة من المنابر الدينية المختلفة، أما في المناهج التعليمية فنأمل أن تكون المواد التي تدرس لأبنائنا منذ المراحل التعليمية الأولي تكرس لمبدأ المساواة وعدم التمييز بين المرأة والرجل كما تؤكد الدولة على هذا مشكورة من خلال القوانين المختلفة وكذلك مواد الدستور ويبقي هنا دورك كأم في توعية أبنائك وبخاصة الإناث بما قدمه لهن القانون من حماية من كافة صور العنف هذا بجانب تنشئتهم جميعا على المساواة بين الذكر والأنثى فبهذا لن تحتاج ابنة من أبنائك لأي من هذه القوانين لحمايتها وأيضا سيحقق ابنك مبدأ الاحترام والتقدير لزوجته وبناته فيما بعد عند زواجه.



ساحة النقاش