إجباريا .. الأسرة المصرية تقتصد فى العزومات

كتبت :سماح موسي

شهر رمضان شهر الكرم والجود، ولم الشمل الأسري والعائلي، لذا اعتادت الأسرة المصرية علي أن تستقبل علي مائدتها يوميا، أحيانا وأسبوعيا أحيانا أخري الأهل والأقارب والأصدقاء، لكن هذا العام نظرا للظروف الاقتصادية الطاحنة التي تمر بها مصر وارتفاع الأسعار بشكل جنوني، مطلوب من ربة الأسرة الاقتصاد في الأمر وضغط النفقات وجعل المائدة علي قدر ميزانيتها المتاحة وقصر الدعوة علي الأقربين من الأهل

تقول زينب محمد - ربة منزل وأم لثلاثة أولاد (من محافظة الشرقية) - إن الظروف الاقتصادية التى نمر بها كمجتمع مصرى تجعلنا حذرين عند شراء أى سلعة فى خلال الشهر الكريم وسوف أقتصد فى الدعوات العائلية، ولن أوجه الدعوة إلا لعائلة زوجى وعائلتى ولن اعتمد على أصناف كثيرة على المائدة، عكس ما كنت أفعله فى شهر رمضان الأعوام الماضية، حيث كنت أعزم يوميا عائلتى وعائلة زوجى وأصدقائى وأصدقاء زوجى، على مائدة عامرة بكل ما لذ وطاب.

وتؤكد أميرة السيد - من مركز ومدينة ميت غمر محافظة الدقهلية - موظفة بالسجل المدنى بالمدينة وأم لأربع بنات : أن رمضان هذا العام مختلف عن الأعوام السابقة، سابقا كنت أتسوق كميات كبيرة من السلع الغذائية والفواكه قبل الشهر الكريم بأسبوع، ولكن هذا العام قمت بشراء كميات قليلة وتنازلت عن المكسرات والمرطبات المعلبة، وغالبا لن أقيم أى عزومات، فالتكلفة تزداد وميزانية الأسرة مع ارتفاع الأسعار تلاشت.

وتقول رقية عبدالعزيز - من محافظة الدقهلية - أم لإبنة واحدة مخطوبة منذ عام فى شهر رمضان الماضى : كنت أعزم عائلة زوجى وعائلة خطيب ابنتى مرة كل أسبوع، ولتحضير العزومة أقوم بالإعداد لها قبلها بيوم، وأقوم بشراء عدة أصناف الأكل والفواكه ومكونات عمل الحلويات، وتكون مائدة الطعام عامرة يوم العزومة حتى أشرف ابنتى أمام عائلة خطيبها، وأوزع باقى طعام العزومة على جيرانى آخر اليوم.

أما هذا العام سوف أوفر وأقتصد عند التحضير للعزومة علما بأننى سأحتاج كل قرش هذا العام لتحضير عش زوجية ابنتى، فسوف أقوم بعزومة رمضان مرتين فقط فى الشهر، المرة الأولى لعائلة زوجى والثانية لعائلة خطيب ابنتى وسوف أعتمد على صنف واحد من كل شئ.

الخبير الاقتصادى د. حمدى عبدالعظيم رئيس أكاديمية السادات للعلوم الإدارية الأسبق يرى أن على الأسرة . لكى تقتصد فى عزائم رمضان، لابد أن يكون الطعام سواء الإفطار أو السحور فى حدود الأكل الطبيعى الذى تتناوله يوميا دون تكلف وإنفاق أموال أكثر من طاقاتنا، وألا يكون هناك تعدد فى الأصناف الموجودة على مائدة الإفطار، فلا داعى للإسراف فى الفاكهة والخضراوات والبروتينات، فمن غير المعقول أن يكون على مائدة الإفطار لحوم وبقوليات وفواكه ومشروبات مختلفة الأنواع ويدعو د. حمدى الأسرة المصرية أن تستغنى خلال الشهر الكريم عن شراء الياميش، علما بأن الكميات المستوردة منه قليلة، وبالتالى ارتفع سعره، والاكتفاء فى عمل كوب الخشاف بالبلح وأى مكسرات مصرية منخفضة السعر. ويطالب ربة الأسرة مراعاة عدم الإسراف فى مائدتها وأن تعتبر وجبة الإفطار وجبة عادية وتكون فى حدود مستوى معيشتها نظرا لما تمر به البلاد من أزمة اقتصادية تؤثر على دخل الأسرة المصرية بشكل كبير.

وتقول د. شيماء فتحى المدرس المساعد بكلية تربية نوعية قسم اقتصاد منزلى وعلوم الأطعمة، جامعة المنصورة : فى شهر رمضان تزيد العزومات بدرجة كبيرة جدا، حيث التجمع العائلى وتجمع الاصدقاء، ولكى نقتصد فى هذه العزومات لابد أن نعتمد على صنف واحد من كل أكلة سواء (الفواكة والخضراوات ....) فعند تحضير الإفطار يراعى وجود التمر باللبن مع شوربة وطبق سلاطة، وتناول نوع واحد سواء من الفراخ أو السمك أو اللحوم، ويفضل الفراخ صحيا وقطعة واحدة صغيرة من المكرونة الباشميل لكل فرد، ونوع واحد من المحشى وثمرة واحدة لكل فرد من الفاكهة أو اســتبدالها بقطعــة واحدة من الحلويات (صنف واحد).

وإذا وجد فائض بعد العزومـة يتم الاستفادة به من خلال عدم الطهى لمدة ثلاثة أيام، وتناوله عـلى مائدة الإفطـار هذه المرة دون طهى أنواع أخرى.

 

المصدر: مجلة حواء -سماح موسي
  • Currently 76/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
25 تصويتات / 1637 مشاهدة
نشرت فى 4 أغسطس 2011 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,674,988

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز