حينما تصرخ الزوجة:
زوجى الذى لا أعرفه
كتبت :منار السيد
أحلام الزواج الوردية التي تتخيل فيها الزوجة زوجها فارس الأحلام الذي ستعيش معه كل ثانية من حياتها سعادة وعندما تعيش الواقع تفاجأ بالفرق الشاسع بين الخيال والواقع، وحبيب ما قبل الزواج وزوج الحياة اليومية.. ومن هنا تطلق الزوجة صرخة «هذا الزوج لا أعرفه»
تروى ياسمين الحسينى قصتها فتقول: تزوجت منذ عام تقريبا بعد قصة حب ملتهبة استمرت طوال سنوات الجامعة حتى بعد التخرج بعامين، وبعد الكثير من العقبات والصعوبات تزوجنا وأعتقد كلانا أن باب الجنة للحياة الزوجية مفتوح على مصراعيه أمامنا، لأكتشف بعد الزواج وانتهاء أيام العسل أننى أمام شعور غريب لم أكن أتخيل أنه سيراودنى يوما ما، فزوجى الذى أحببته وكنت كل ما له فى حياته أصبحت آخر اهتماماته لا يهتم سوى بالعمل، وكلما أحاول بكل الطرق لفت انتباهه لى ولوجودى ولحقوقى يكون رده دائما «أنا فى دوامة وأنت مش حاسة بى»، فأين ذهب الحب ولماذا تغير حبيبى بهذه الطريقة بمجرد الزواج.
أشعر بحيرة وحزن ولا أعلم كيف أتصرف؟!
دائم الغضب
تقول أمينة على - ربة منزل - متزوجة منذ عامين: أعانى من طريقة التعامل مع زوجى التى تغيرت بعد زواجنا بشهور فبدأت أشعر بأنه شخص غير الذى عرفته وتزوجته، فلا أدرى كيفية التفاهم معه، وهو أصبح دائم الشكوى من تصرفاتى، لا يعجبه أى شىء أفعله، سريع ودائم الغضب، بالرغم من أنه لم يكن كذلك قبل الزواج، مما انعكس على بالطبع فأصبحت أنا أيضا سريعة الانفعال، لا أتحمل أى نقد من جانبه بالرغم من أننى أقوم بجميع واجباتى وأعمالى المنزلية، ولا أجعل المنزل ينقصه شىء، ويعود من عمله ليجد المنزل نظيفا ومرتبا والطعام جاهزا، فلا أعرف سبب تغيره ولا أعرف كيفية التعامل معه.
المعايير
تقول الدكتورة سوسن الفايد أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومى للبحوث الجنائية والاجتماعية: إن أساس العلاقة الزوجية السليمة يبدأ منذ لحظة اختيار كل طرف للآخر، أى أن هناك معايير لهذا الاختيار وتعتمد على التوافق الاجتماعى والتعليمى والثقافى وأهم معيار هو التفاهم والقبول، فهذه هى أهم خطوة فى ترسيخ حياة زوجية سليمة من الطرفين.
ثم تأتى المرحلة الثانية التى تبدأ فى أول سنة زواج والمعروف عنها بأنها أصعب سنة تواجه الزوجين لأنها سنة البناء، وإما أن تمر بسلام أو تكون لا قدر الله السنة الهادمة للحياة الزوجية إذا كانت المعايير الذى ذكرناها لم تتوافر بين الطرفين لأنه فى هذه السنة وخاصة بعد انتهاء شهر العسل تشعر الفتاة التى أصبحت زوجة بمسئولية مضاعفة عليها وواجبات يجب تنفيذها ومتطلبات يومية لابد من القيام بها مع العلم أن الفتاة قبل الزواج لا تدرك فى كثير من الأحيان أن الحياة الزوجية ليست وردية باستمرار وأن هناك الكثير من المسئولية والمشاكل الحياتية التى لا تخلو منها أى حياة ومن هنا تحدث الصدمة للكثير من الفتيات بعد الزواج الذى يعتقدون أنه ما هو إلا الشعور بالاستقلال والحب والحياة المترفة ويساعد فى تفاقم الأزمة الزوج الذى يتأقلم منذ اليوم الأول للزواج على وجود «امرأة» فى المنزل تقضى له جميع احتياجاته وتوفر له الراحة وتكون مصدر الأمان له، دون التفكير بغير قصد بالشعور بالعبء المتراكم على الزوجة ومن هنا تشعر الزوجة بأن الشخص الذى أحبته وتزوجته ورسمت فى خيالها خطوطا عريضة لحياة سعيدة معه قد تغير لأنها مع الضغوط والمسئولية الجديدة وعدم اهتمامه بمعرفة حالتها المزاجية تشعر أنه أصبح يهملها.
حب مضاعف
ولكن يجب أن نكون منصفين لأن الزوجة إذا شعرت بمسئولية جديدة وزائدة، فالرجل أيضا يشعر بنفس الإحساس بل يكون مضاعفا لأن الزوج هو من عليه عبء تحمل وتوفير الاحتياجات للأسرة الجديدة مما يجعله فى بعض الأحيان يبذل مجهودا أكبر أو يبحث عن عمل إضافى لتوفير هذه الاحتياجات ولأن أيضا الأمر أصبح مختلفا لديه عما قبل الزواج فكيف لا يتغير بعدما أصبحت لديه كل هذه المسئولية والاهتمامات الأخرى وهى أيضا تصب لصالح الزوجة والأسرة، ولكن الأمر يختلف من فترة الخطوبة حينما كان اهتمامه الوحيد هو خطيبته المحبوبة، لكن مع الظروف المادية والاقتصادية التى نمر بها الآن فيجب أن يبسط كل من الزوجين الأمور بينهما أكثر من اللازم وأن يحاولا معا تخطى هذه العقبات.
الطباع
وتضيف الدكتورة سوسن أن التغير من جانب الرجال قد لا يكون فقط بسبب المسئولية والوضع الجديد، وإنما قد يكون بسبب سوء فى طباعه لم يكن واضحا قبل الزواج واكتشاف الزوجة لطباع جديدة، كالبخل وسرعة الغضب، التحكم، الغيرة الزائدة، وأمور أخرى لا تقبلها فى كثير من الأحيان.
يؤكد على ضرورة الاختيار السليم منذ البداية واختبار كل طرف للآخر والتأكد من المشاعر والطباع قبل الإسراع فى إتمام الزواج.
ولكن إذا كانت التغيرات مقبولة وهى التى تكتشفها المرأة من خلال الروتين اليومى للحياة فهذا أمر طبيعى جدا، لأن الشخص الذى كنت لا ترين سوى انطباعاته الجيدة لعدم الاحتكاك اليومى به، أصبح الآن زوجك وبالتفاهم والود بينكما ستستطعين تغيير ما لا تحبينه فيه، لأن المودة والرحمة اللذين رسخهما الله سبحانه وتعالى بين الزوجين يجعل كل منهما يتقبل من الآخر ما لا يحبه فيه حتى يتم تغييره مع العشرة والأيام، وأسلوب الزوجة فى تعاملها مع الزوج وتغيير ما تريده بشكل غير مباشر مع الحفاظ على كرامة الزوج، وإظهار التقدير له، ستجدين أن الأمر سيكون أسهل بكثير وستلاحظين نتيجة التغيير بسرعة ملحوظة.
ساحة النقاش