التين «البرشومى» .. طبيب العائلة
كتبت :ليلي امين
إذا لم تكوني قد أكلت من ثمرات «التين البرشومي» المعتبر، فانك لم تتذوقي واحداً من أجمل أنواع فواكه أجمل المناطق الساحلية في بلادنا حتي أن بعض الأسر العربية تحرص كل الحرص علي أن يتصدر مائدة افطار الصباح .. لأن فاكهة التين تحتوي علي نسبة عالية من المواد السكرية.. كما تحتوي علي أملاح أساسية، أهمها : الكالسيوم، والفوسفور، والحديد .. وكلها معادن مهمة جدا، خصوصا لو أجسامنا حصلت عليها مع بداية اليوم، أو أثنائه
كما أن التين غنى بفيتامينات «أ ، ب» .. كما أن به كميات بسيطة من فيتامين «ج» .. وكلها فيتامينات تلعب دورا أساسيا ومؤثرا فى كل أوجه الصحة وحسن آداء الجسم.
وثمرة التين ليست ثمرة بالمعنى الصحيح، بل هى براعم زهرية متلحمة، ولكن يبرز جمالها عندما يتم نضجها فتتفتح فى قمتها .
والتين، سواء الطازج منه ، أو المجفف، يكون غذاء هاما فى بلادنا، وكذلك فى البلاد العربية .. ولكنه في الوقت ذاته مادة علاجية قيمة .
أما عن سعراته الحرارية، والعناصر الفعالة فيه فهى تشابه مثيلاتها فى «التمر» . أما عن محتوياته من السعراء الحرارية والفيتامينات، والمعادن، فهى تعادل تقريبا مثيلاتها فى الفواكه المجففة الأخرى .
مفعول مؤثر
ومما يدعو إلى الفخر أن دراسة علمية مهمة، قد أجريت فى كلية الصيدلة بجامعة القاهرة أكدت أن تناول ثمار التين «البرشومى» ، له مفعول مؤثر إلى حد كبير فى خفض ضغط الدم المرتفع، وفى تقليل نسبة السكر فى الدم، وفى علاج الكحة، وكذلك فى علاج الإسهال بفاعلية .
وأشادت الدراسة إلى أن الأثر الطبى للتين، يرجع إلى احتوائه على الكربوهيدرات والدهن والبروتينات وكذلك على العديد من الأملاح المعدنية، مثل الحديد، والكالسوم، والنحاس، والصوديوم والبوتاسيوم، والماغنيسيوم ، والفوسفور، وذلك بنسب متفاوتة .
وكل هذا، بالاضافة إلى الفيتامينات «أ ، ب، ج» ، وكذلك حمض النيكوتينيك، أيضا مادة البكتين التى لها تأثير كبير فى علاج اضطرابات المعدة، وخفض نسبة السكر فى الدم .
كما أكدت تلك الدراسة إلى أن لبن ثمرة التين، له مفعول مؤثر فى علاج مرض البهاق .. وكذلك بعض الأمراض الجلدية الأخرى .
وعند الاطباء الأوائل
وإذا كنا نعرف أن التين فاكهة معروفة منذ زمن بعيد ، فان الأطباء الأوائل قد عرفوا ما للتين من فوائد طبية عظيمة.. وما ذكروه فى هذا المجال :
«انه أكثر غذاء من سائر الفواكه .. والشديد القريب من النضوج، قريب من أنه لا يضر .. أما الفج منه فيطلى به، ويضمد على الخيلان، والثلكيل، واصنافها .. وكذلك البهاق ، أيضا ورقه ...
وأن تناوله يصلح اللون الفاسد بسبب الأمراض، والأورام الحارة الرخوة، كما ينضج الدمامل» ... ويضمد به الأورام الصلبة، وبالجميز مطبوخا مع دقيق الشعير.
وينفع حقيقة لأورام الحلق، وأورام الأذنين ، وغرغرة مع قشور الرمان .. ويطلى بطبيخه مع رغوة الخردل على الحكة ، وورقة ينفع القوباء ..
وينفع رطبة ويابسة فى الصرع .. ويقطر طبيخه مع رغوة الخردل فى الأذن التى بها طنين .. وينفع لبنه، أو عصارة قضبانه قبل أن تورق إذا جعل فى السن المتآكلة .
وينفع استعماله على الأورام التى تكون ما تحت الأذن ضمادا ..
والفج منه يبرئ قروح الرأس .. وشراب التين يدر اللبن، وكذلك ينفع فى السعال المزمن، وأوجاع الصدر، وينفع فى أورام الرئة .
ويحتوى التين على مادة تدخل في عملية تجلط الدم، وأيقاف النزيف .. حيث يحتوى على نسبة عالية من فيتامين «ك» .
حالات .. وعلاجات
أما عن الحالات المرضية، أو المعاناة الصحية، التى يقوم التين بعلاجها فهى :
أولا : لعلاج صعوبة إخراج الفضلات :
ينقع من 3 - 4 ثمرات من التين الجاف فى كوب من الماء البارد فى المساء .. وعند حلول الصباح، تؤكل هذه الثمار المنقوعة، ويشرب ماؤها على الريق ..
ثانيا : ولعلاج نفس الحالة أيضا :
تطبخ ثلاث أو أربع ثمار طازجة مقطعة فى فنجان من اللبن الحليب، مع 12 حبة من الزبيب .. وفى الصباح يشرب الخليط على الريق .
ثالثا : لعلاج السعال الديكى :
يشرب كوب من منقوع التين قبل الطعام، يوميا، لمدة أسبوع.
رابعا : لعلاج الجروح والقروح «المتقيحة» :
تضمد تلك الجروح والقروح بثمار التين المجففة، والمعلبة بالحليب .. ولاتمام هذه العملية، بشق بضع ثمار من التين الجاف .. بحيث يفتح داخلها تماما .. وتغلى لمدة بضع دقائق بالحليب العادى .. وبعد أن تبرد قليلا، يغطى بها الجرح بحيث يكون سطحها الداخلى فوق الجرح مباشرة ..
ثم تثبت فوقه برباط من الشاش أو القطن .. مع الحرص على تجديد هذا الضماد من ثلاث إلى أربع مرات في اليوم .
خامسا : لعلاج كسل الأمعاء :
يقطع من 6 - 7 ثمار من التين الجاف إلى شرائح، وتغمس فى زيت الزيتون، مع اضافة بضع شرائح من الليمون .. وتترك لمدة ليلة كاملة .. وفى الصباح تؤكل هذه الشرائح على الريق .
سادسا : لعلاج اضطراب الدورة الشهرية :
يغلى من 25 - 30 واحدة من أوراق التين، فى لتر من الماء، ويشرب من المغلى للسعال، واضطراب الدورة الشهرية، وإدرار الطمث، ويؤخذ قبل الميعاد ..
كما يستخدم هذا المغلى أيضا غرغرة، وغسولا للفم، والتهاب اللثة .
سابعا : للعطاء وللمنع :
تعطى ثمار التين - وبخاصة الجافة منها - للأطفال ، وللناقهين وللرياضيين، وللنحفاء .. ولكن يجب أن تمنع عن المصابين بمرض السكر، وبالسمنة، وبعسر الهضم.
ساحة النقاش