بالأمل والتحدى عام دراسى ناجح وآمن

كتبت :ايمان حمزة

كل عام وأنتم بخير

بالأمل والحب والإصرار والتحدى نبدأ عامنا الدراسى الجديد لأبنائنا بكل مراحل التعليم بالمدارس متوكلين على الله ليكون عاما من تحقيق النجاحات على كل المعوقات التى تقف فى طريق تطوير التعليم وجودته .. فالتعليم هو أفضل استثمار للثروة البشرية من أجل صالح الأمم .. وما أحوجنا فى مصر لكل ما يقوى أمتنا ويساند ويدعم تحقيق أهداف ثورة 25 يناير التى قام بها الشعب بكل أطيافه وضحى بزينة شبابه وحماها الجيش المصرى.. من أجل الوطن والخروج على الفساد وتحقيق الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية .. وعودة مصر وثرواتها لأهلها بعد اسقاط النظام السابق الذى استحوذ على حقوق أبناء مصر فى يد قلة قليلة مزجت بين السلطة والثروة بغير حق .

وبالتعليم سيعرف كل إنسان حقوقه وواجباته .. وسيرقى فكره وأسلوب حياته .. لتنطلق كل الأفكار المبدعة من داخله ويكتشف امكانياته وقدراته .. ليجد لأحلامه ألف أمل وأمل يفيد لنفسه ولبلده ومن حوله .. وبها سيستثمر كل ترابها ليحيله ذهبا وموارد مالية حقيقية وليس خيالاً .. فبالعلم والأخلاق .. يبنى الناس ملكهم» .. فالعلم والتربية والأخلاق وإعادة القيم هى السبيل .. لإستعادة بلادنا من هذه الفوضى التى أصبحت تجتاح حياتنا .. ويحاول البعض أن يفرضها علينا ليضلنا عن الطريق الصحيح الذى كنا قد بدأناه لننقذ حياتنا كمصريين وأيضا كعرب .

بالعلم والأخلاق .. نستعيد أجيالنا التي ضربت أروع صور البطولة بثورتنا السلمية التى حررت البلاد من الظلم والفساد .. وإنحنى العالم تعظيما وإجلالاً لها .. وقال عنها وعن الشعب أنه علم العالم كيف تكون الثورات .. وأعاد لمصر مكانتها وقامتها فى العالم .. ليأتى أعداء البلاد من الخارج ومن الداخل يحاولون أن يشوهوا وجهها الجميل .. ويتحدون أهدافها النبيلة من أجل صالح كل مصر .. ويدمرون معها البلاد ويشيعون الفوضى والبلطجة والعنف ليرهبوا كل ذى حق .. ولكن شعبنا المصرى أكثر وعيا وذكاء بكل ما مر به من تجارب وتعلم من محن.. سيستعيد الطريق الصحيح فقد تعلم الدرس وأصبح أكثر وعيا بكل من يحاولون أن يكيدوا له .. ولا يريدون نجاح ثورته التى انتقلت شعلتها لتحرر الشعوب العربية من الفساد والظلم فى البلاد .. ليخمدوها ويفشلونها .. لتفشل باقى الثورات فهى الأمل والقدوة .. فمصر بمكانتها الرائدة وموقعها الاستراتيجى بين الوطن العربى وبالنسبة للعالم .. هى ما جعلها دائما نصب أعين الجميع بل مطمع من مطامع البعض الذين نعرفهم .. ومن أجل ذلك أصبح علينا أمانة أكبر فى كيف نحافظ على كياننا وأرضنا ووحدة شعبنا وأراضينا .. ولن يكون ذلك إلا بحرصنا على التعليم والتربية والتنشئة الصحيحة لأبنائنا حاضرنا ومستقبلنا .. حرصنا على أن نتصدى لكل المعوقات والتحديات التى تقف فى طريق تطوير سبل التعليم من أجل هؤلاء الأبناء بالمواد الدراسية والمناهج المتطورة وبالمدرس والمدرسة والتلميذ والطالب فهى مفردات وأساس بنيان متكامل يجب أن يقوم معا بقوة حتى يشتد البنيان ويصبح لدينا تعليم قوى كما كنا على امتداد تاريخنا الماضى فى عصور القوة .

ومن الأهمية ونحن نبدأ عامنا الجديد أن نوفر سبل الأمان والاستقرار لأبنائنا ولكل من يقوم بالعملية التعليمية بأكملها فالكل قلق على هذا الأمر فى ظل ما تمر به البلاد من مرحلة انتقالية بعد الثورة ولكن يستثمرها الأعداء من أصحاب المصالح وبقايا النظام السابق ولا يريدون استقرارا أو أماناً لنا بل ينشرون بلطجيتهم ويشجعونهم بكل وسائل الإغراء لتدمير أمان الناس وترويعهم .. وليس أغلى من الأبناء لدينا جميعا وتوفير الأمان والحماية لهم خارج وداخل مدارسهم.. كيف نأمن عليهم فى طريق الذهاب والعودة فى الشوارع وبالمواصلات العامة والسيارات الخاصة بالمدارس وأيضا داخل المدارس من الهجمات التى كنا نراها فى بعض المدارس العام الماضى وزادت من وسائل العنف والبلطجة .. هذه الأساسيات الهامة لنبدأ عامنا الجديد.. نحتاج إلى تكاتف كل جهود مؤسسات الدولة والأمن وتوعية الأهل لأبنائهم .. ولتكن المواجهه الحاسمة والقوانين الرادعة أمام كل من تسول له نفسه بإشاعة العنف والبلطجة وترويع الآمنين .

عام دراسى ناجح

وحتى يكون التعليم أفضل استثماراً للإنسان فلنتعاون على أن نوفر كل الأنشطة الرياضية والثقافية والفنية لتنمية المهارات والمواهب إلى جانب عملية التعليم ليصبح العقل السليم فى الجسم السليم وليصبح لدينا أبناء أكثر قدرة على التعامل مع الحياة بنجاح لننظم اليوم الدراسى ونتيح لهذه الأنشطة مساحة من الوقت .. ولا نجعل المناهج المتخمة بالمواد العلمية والأدبية الأخرى تلتهم هذه الحصص فهى أساس هام فى بنيان كل ابن صغير ليصبح شابا ذا شخصية سوية متكاملة متعاونة ومحبة لمن حولها نافعة لنفسها ومجتمعها بعقلية متفتحة واعية .. وخاصة وأبناؤنا لا ينقصهم الذكاء ولا القدرات والمواهب عن أكثر الدول تقدما فقط لنعطيهم الفرصة بطريقة التعليم التي تنمى عقولهم وقدراتهم بالبحث عن المعلومة وفهمها وليس حفظها وتلقينها ..

احتوي قلق صغيرك

وحتى نبدأ البنيان من بدايته بشكل صحيح فلنمهد أطفالنا لأول يوم دراسى حتى يمر بسلام وأمان ويكون يوماً محبباً لكل طفل فى الدراسة والمدرسة .. فعليك كأم أن تحتوى قلق صغيرك وأن تدركى أنه يوم حاسم عليه يشكل الفطام الثانى بالنسبة له فخوفه أن تتركه أمه ولا تعود لتأخذه من جديد لابتعاده لأول مرة بعيدا عنها فى مجتمع أكبر لم يعتاده من قبل وهو المدرسة ، لذا عليك أن تتعاملى بذكاء مع هذا الموقف وأن تحببيه بمدرسته وتعرفيه على مدرسيه وأصدقائه وأنه سيلعب ويغنى ويتعلم كيف يقرأ قصصه الجميلة ويلونها .. عرفيه على مدرسيه وفصله أعطيه زهرة جميلة يهديها لكل منهم ومن خلال قصة ملونة أو لعبة صغيرة رمزية محببة أحضريها أنت بنفسك دون أن يراها .. ليهدونها له فتكسرين حاجز الرهبة والخوف .. عليك أيضا أن تحتوى خوفه ومظاهر رفضه للعودة من جديد للمدرسة فهى أمور نفسية تواجه بعض الأطفال بل تصل بهم إلي أعراض من تبول لا إراداى أو تهتهة بالكلام وخوف زائد .. وهنا يجب احتواء خوف الصغير واشعاره بالأمان .. وعدم إحراجه أمام الآخرين أو التعامل معه بعنف .. وإذا استمر الحال استشيرى طبيبا متخصصا .. وعندما تتركيه بالمدرسة أكدى له على أنك ستعودين إليه من جديد لتستعيديه وتعودى به للمنزل وهو أمر بالغ الأهمية لابنك وابنتك الصغيرة .. وأعتقد أن التمهيد بإلحاق الأبناء بالحضانة يسهل هذه الأمور .

ونصيحة لكل الأمهات والآباء من الخبراء تواصلى دائما مع المدرسة وتعرفى أولاً بأول على أحوال طفلك وسلوكه مع من حوله ومستواه الدراسى لتقومى ما به من ضعف من البداية وتتعرفى على مواطن أيضا تفوقه ونبوغه ومواهبه لتنميها .. وهنا عليك أن تشركى الأب فى هذه المتابعة فالتربية مسئولية مشتركة بين الآباء والأمهات نحو الأبناء .. وأيضا من متابعة المواد الدراسية حتى توفروا على أنفسكم عبء الدروس الخصوصية من البداية والتى تدمر ميزانية كل بيت وتخلق المشاكل الزوجية نتيجة للأزمات المادية ولنخلق فى كل ابن الإعتماد على النفس بالتدريج ولن يكون ذلك إلا بمنظومة متكاملة مع التعليم القائم على تنمية العقول وليس الحفظ والتلقين..

وهنا على وزارة التربية والتعليم أن تلتزم بالاشراف التام على العملية التعليمية وجودة التعليم وحل مشاكل المدرسين وتوفير التدريب والدورات المساعدة على الشرح وأسلوب الأسئلة والأبحاث التى ترتقى بالتلميذ والطالب وأيضا أسلوب التعامل النفسى والتربوى للمدرس .. والذى يتعامل به مع الأبناء فى المدرسة بعيداً عن العنف أو التكاسل .. وهنا من الأهمية أن نوفر الإشراف الدائم على مستوى المدارس ومدى نظافتها وتوفير إحتياجات التلاميذ من معامل ودورات مياه بل الكرسى والمكتب .. وقد لا نجدهما فى بعض المدارس للأسف الشديد وخاصة فى بعض المناطق الأكثر فقراً وإحتياجاً .. فلنتكاتف جميعاً مؤسسات دولة وجميعات أهلية ومجتمع مدنى وأهالى ليصبح عاماً دراسياً ناجحاً آمنا وسعيداً.

 

 

المصدر: مجلة حواء -ايمان حمزة
  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 787 مشاهدة
نشرت فى 15 سبتمبر 2011 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,766,528

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز