أم البنات.. وأم الصبيان (2)

كتبت : سكينة السادات

الأسبوع الماضى كتبت لك عن حكاية أم البنات السيدة هالة السيد التى رزقت بثلاث بنات بينما رزقت سمية زوجة أخو زوجها بثلاثة صبيان ولما كانت الشقة فى مواجهة الشقة فى بناية والد الأخين فقد أصبح الاسم الرسمى لهالة أم البنات وصار اسم سمية أم الصبيان وطبعاً كانت هناك تفرقة فى المعاملة من قبل والدى الشقيقين وكانت هالة تتألم عندما تفلت عبارات من حماتها مثل أن الولد يحمل اسم الأسرة بينما البنت يحمل أولادها اسم الزوج الذى هو غريب عن الأسرة وكانت هالة تتحمل وتذكّر زوجها دائما بأن (الخلفة) هى هبة من الله سبحانه وتعالى وهو يعطى من يشاء إناثا ويعطى من يشاء الذكور وله فى ذلك حكمة وكان زوج هالة الذى يعمل مدرسا بمدرسة ثانوية وكذلك شقيقه زوج سمية كان راضيا سعيدا ببناته ولا يأبه بكلام أحد وهكذا تقول هالة - عشنا فى بيت يملؤه الرضا والسعادة ، وذلك نابع من الحب والاحترام المتبادل بينها وبين زوجها المتدين المحترم المثقف !

 


 

وتستطرد السيدة هالة .. ومرت الأيام والسنوات والتحقت بناتى بالمدارس الراقية ثم الجامعات وأرجوك أن تقولى .. ما شاء الله ولا حول ولا قوة إلا بالله فقد كن الثلاث فى غاية الجمال والتفوق والنشاط وكن يساعدننى فى البيت وخارج البيت وكن مثالا رائعا للتدين والمحبة والثقافة وكما قلت لك كن من أوائل المدارس والجامعات !

 


 

وتستطرد السيدة هالة .. وأرجو أن يسامحنى الله سبحانه وتعالى فيما سوف أقوله لك !

لقد أفسدت سمية زوجة شقيق زوجى أولادها الثلاثة (بالدلع) وعدم الالتزام فكان الولد الكبير لا يدخل البيت إلا فى ساعات الصباح الأولى وكان يدخن سرا مع شلة من أصدقاء السوء ، أما الولد الأوسط - سامحنى يارب- فقد كان عليلا يشكو الربو الشعبى وكانت الحساسية فى الصيف والشتاء تقعده فى البيت وكان صوت سعاله المتواصل يسمع من الشقة المقابلة لذلك فقد تعثر الولدان الكبيران فى الدراسة وبقى الولد الصغير الذى لا يزال فى المدارس الابتدائية الذى أدعو الله أن يحميه من كل شر !!

واستطردت السيدة هالة ..

أرجوك أن تفهمينى ليست هذه شماتة أستغفر الله العظيم فأنا أحب أولاد أخو زوجى ودائما ما أنفرد بالولد الكبير وأحاول أن أنصحه بألا يسهر خارج البيت وألا يدخن وأن ينتظم فى دراسته ولكن هيهات !

قلت لك سوف أفرحك فقد تخرجت ابنتى الكبيرة وصارت طبيبة تعمل فى المستشفى الجامعى فى مدينتنا وصار اسمى الآن أم الدكتورة ..أما ابنتى الوسطى فقد تخرجت فى كلية الإعلام وهى تعمل الآن فى تليفزيون الإسكندرية.. أما ابنتى الصغيرة فقد أصرت على أن تلتحق بالجامعة الامريكية لكى تأخذ دبلوم وماجستير الترجمة واللغات ! ولكى تفرحى أكثر وأكثر فقد تمت خطبة الدكتورة إلى دكتور زميل لها من نفس دفعتها.. أما الإعلامية فقد تم زواجها بالفعل من مدرس مساعد بالجامعة وهو إنسان محترم وجدير بها ويرجع تأخير زواج الدكتورة إلى إصرارها على أن تنال هى وزوجها الزمالة معا من لندن بعد أن حصلا على الدبلومات المطلوبة من مصر ثم يتزوجا فى عيد الأضحى بإذن الله ويسافرا بالسلامة إلى لندن !

هل فرحت يا سيدتى بأم البنات ؟

وهل تقتنع قارئاتك من أمهات البنات بأن الله قادر على كل شئ؟

 


 

نعم يا سيدة هالة فرحت من قلبى ببناتك اللائى أرجو من الله أن يستر أعراضهن وأن يوفقهن وما حدث من فرح وجمال وتوفيق فى بيتك ما هو إلا نتيجة الحب والإخلاص والرضا بالمقسوم وعقبى لبنتك الثالثة وقريبا أفرح بها أيضا بإذن الله.

والآن وبفضل الله أصبح لدىّ ثلاث بنات وثلاث (صبيان) هم أزواج بناتى.

المصدر: مجلة حواء - سكينة السادات
  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 835 مشاهدة
نشرت فى 1 أكتوبر 2011 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,664,912

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز