عام يستعد للرحيل ومازال يحمل لنا الكثير

كتبت :ايمان حمزة

لم يبق سوي أيام قليلة ،تتساقط أوراق نتيجة عام 2011إستعداداً للرحيل .. بعد أن حمل لنا معه من بدايته أحداثاَ متلاحقة سريعة ومهمة أثرت فى حياتنا كمصريين مع كل الأحداث المهمة علي المستوي العربي والعالمي..

بدءاً من ثورة 25 يناير التى غيرت كل الدنيا من حولنا وليس فقط داخل مصرنا.. عندما خرج الشعب بكل أطيافه متوحداً على أن يسقط النظام السابق من أجل الحرية والعدالة للجميع، والحياة الكريمة لكل مواطن مصرى وكان ثمن الحرية غاليا ضحى من أجله كل المصريين زينة الشباب الذين ضحوا بأرواحهم ودمائهم من أجل أن تحيا بلادهم.. وتلاحقت الأحداث سريعة من أجل استعادة كل الأحلام حقيقة .. من مطالب بمحاكمة كل رموز الفساد عن استباحة دم وثروات الشعب.. وللأسف لم يكن سهلاً على النظام السابق والمستفيدين منه أن يتركوا الشعب ينعم بما حقق من ثورة ليستمر فى تحقيق أهدافه وأحلامه.. فكانت الحرب بكل الوسائل فى محاولة لتدمير أمن وأمان المصريين..وإشاعة الفوضى والفتن بين الجميع وبث الوقيعة والتخوين بعد أن اتحد أعوان الشيطان من أعداء الوطن فى الداخل والخارج لشغل من انتصر بثورته من شباب مصر وشعبها بكل فئاته والتحام الجيش مع الشعب يحمى ثورته .. وانطلق الشعب بلجانه الشعبية يحمى بلده من الداخل وينظف الميدان والشوارع وينطلق لبناء حياته من جديد ..

كانت المرأة المصرية تتقدم وتشارك فى كل شىء الثورة والإصلاح والبناء، تعرف حجم التحديات مثل كل مصرى فى اللحظة التى يجب على الجميع أن يتلاحم ويقف بكل طاقته وقوته لنعبر هذه الصعاب الخطرة التى وضعت فى طريقنا جميعاً، وكانت أول الطريق أن نشترك جميعاً من أجل تحقيق الديمقراطية فى إختيار من يمثلوننا فى تكوين أول مجلس شعب باختيارنا بعد الثورة لأول مرة أن يمثل كل أطياف الشعب المصرى ولا يأخذه تيار ويستأثر به عن بقية أطياف المجتمع ككل.. حتى تكون الرؤية مكتملة فى اتخاذ القرارات المصيرية عنا جميعاً من أجل مصلحة مصر كلها .. ليكون تمثيلاً عادلاًَ يضم كل اتجاهات المصريين وأطيافهم أن نجد الإنسان الكفء الذى يستطيع أن يمثل الأمة ويعبر عن أبناء شعبه .. أن يقترح القوانين والقرارات التى تحل مشاكل شعبنا من مكافحة الفقر ومواجهة البطالة من أجل التنمية الشاملة فى كل إتجاه للاستثمار الحقيقى لثرواتنا البشرية فى الإنسان المصرى من أجل تعليم أفضل وزراعة وصناعة حقيقية نحتاجها جميعاً لسد احتياجاتنا من الغذاء والإنتاج من أجل استثمار ثرواتنا التى وهبها الله لنا وتحتاج الكثير لمد أيدينا جميعاً.. نتغلب على المعوقات ونكشف عن كنوزنا ونستثمرها .. حتى ننقذ أنفسنا من أجل أبنائنا وأجيالنا القادمة ، من أجل واقع أفضل من أجل الأمان والغذاء والحياة الكريمة لفقرائنا ولمحدودى الدخل ولكل شبابنا. فرغم أن البعض يرى حوله الصورة قاتمة وليست بجمال الأيام الأولى التى فرحنا بها جميعا . وانحنى العالم لأعظم ثورات العصر الحديث .. إلا أن التاريخ يعلن أنه دائما ما تتبع الثورات هذه المراحل القاتمة من الفوضى والعقبات .. ولكن بالعمل مع الأمل والحب الذى ظهر جليا لوطننا .. والذى سما وعلا فوق أى حب وأىة تضحية .. الذى سيحركنا ويدفعنا .. لأن نضىء الصورة من جديد وألا نفقد الأمل القادم إلينا بالخير .. فقط لنتوحد جميعا على القيم التى وحدتنا فى ثورتنا على الحب والخير والإيثار من أجل بلدنا ومن أجل مصلحتنا جميعا بالتصميم وقوة الإرادة والصبر والمثابرة والتعدى على كل من يحاول أن يفرقنا .. لنتكاتف ونتوحد من أجل أن ننهض ببلدنا مما تمر به من أجل استعادة الأمن والأمان من أجل استعادة اقتصادنا لننقذ بلدنا .. طوق النجاة لنا جميعا لن نصل إليه إلا بتوحدنا وثقتنا فى أنفسنا .. فليعمل الكل بكل تفانِ من أجل مصلحتنا فهى الأولى ومن خلالها ستعم مصالحنا ويتحقق الخير للجميع .. فلنعتصم بحبل الله حتى لا نتفرق ونضعف .. وتذهب ريحنا وتضحياتنا هباء .. حتى ينصرنا الله فيد الله فوق يد الجماعة ولنعيد لمصر مكانتها اللائقة بها وبشعبها، مصر التى ذكرها الله فى القرآن ما يقرب من خمس مرات ،التى كرمها بالرسل واجتمعت على أرضها الرسالات السماوية وعاش شعبها من مختلف الديانات ،اليهودية المسيحية والإسلامية من حب وسلام وقال عنها عمر بن الخطاب : إن بها خير أجناد الأرض ودعا لها الرسول صلى الله عليه وسلم - بأنها فى رباط إلى يوم الدين .. فهل نحمى بلدنا ونستعيد كل طاقاتنا وكل شبر من أرضنا .. بعقول علمائنا وسواعد رجالنا وشبابنا وبتعليم متطور لكل أجيالنا لنربيهم على القيم والأخلاق وصحيح الدين ،على السماحة والحب، وأن الحياة لا تكون أجمل إلا بمشاركة الجميع لنرسم بأيدينا أيامنا المقبلة ليتحقق واقعا أفضل بأسرع وقت، فالحياة سباق تحدٍِ مع الزمن .. لا مكان فيها للضعيف .. فلنستثمر قوتنا التى ظهرت كالشمس الساطعة لنا وللآخرين على تحدى المستحيل .. ونهدأ لنبنى الأمجاد .

كما هو الثائر الحق .. ليصل أيضا من خلالها كل مصرى إلى حقه الذى يستحقه.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 419 مشاهدة
نشرت فى 15 ديسمبر 2011 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,812,147

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز