الناشطة التونسية سليمى مجلدي:ثورة تونسية جديدة من أجل النساء

كتبت :سمر الدسوقي

 قد يتصور البعض أن الثورة التونسية هي النموذج الأمثل للثورات الناجحة بين ثورات الربيع العربي بالأخص فيما يتعلق بتداعياتها علي وضع النساء تعانى من عقبات حقيقية، من جراء ظهور بعض التيارات السياسية اليمنية الدينية علي الساحة في أعقاب إندلاعها وفي المرحلة الحالية،ومع الناشطة فى مجال الدفاع عن حقوق المرأة في تونس والعالم العربي، والباحثة في علم الإجتماع «سليمي مجلدي» حاولنا وأن نتعرف علي وضع المرأة التونسية الحالي

 هل نجحت الثورة التونسية فى تحقيق أهدافها حتى الآن ؟

 - الثورة قد سرقت ومن خرجوا فيها للمناداة بالحرية والعدل والمساواة تراجعت أوضاعهم، ومن كان فى نعيم زاد نعيمه، فقد وصلنا إلى نظام ديكتاتورى فاشى جديد لم يرتكب منذ وصوله للسلطة سوى أخطاء فى المجال السياسى والاقتصادى والاجتماعى.

وماذا عن وضع المرأة التونسية حالياً بعد ظهور تيارات دينية جديدة على الساحة ؟


 - تونس ومنذ عهد عقبة بن نافع كان بها أول مدرسة قرآنية فى العالم وقد كان لدينا فى تونس رؤيتنا للدين وعلاقتنا بمورثاتنا وثقافتنا الإسلامية والعربية التى لا تنسلخ ولا تنسى كل الحضارات والثقافات التى مرت بنا، وبالنسبة للمرأة كنا متفردين ضمن السياق العربى، فمجلة الأحوال الشخصية منعت منذ 1956م تعدد الزوجات واعتمدت الزواج المدنى ومنحت المرأة حق الطلاق القضائى، كما تمكنت المرأة فيما بعد من إسناد جنسيتها لأبنائها، كذلك تم إلغاء واجب الطاعة، ومنحت المرأة الكثير من الحقوق السياسية بما فيها حق الترشح لرئاسة الجمهورية، وبعد كل هذا ومع ظهور بعض التيارات السياسية اليمنية الدينية على الساحة بعد الثورة، بات هناك حديث عن انتهاكات لقوانين تمس جوهر حقوق المرأة، وبات هناك حديث عن تعدد الزوجات وعن ختان الإناث وعن نقاب وحجاب، وعن تهديد لحقوقنا كمواطنات خاصة فى مجال الأحوال الشخصية، فنحن الآن فى مفترق طرق وأشياء عديدة تتعلق بوضع المرأة متوقفة على ما سيتم اعتماده فى الدستور الجديد.

وكيف تواجهن هذا كمعنيات وناشطات فى مجال حقوق المرأة ؟

 - إذا تطلب الأمر القيام بثورة ثانية من أجل الحفاظ على حقوقنا، سنقوم بذلك، ونحن نعمل حالياً كمجتمع مدنى وكجمعيات ونخب للضغط على المجلس التأسيسى والحكومة لتوضيح الوضع والمحافظة على حقوق المرأة.

وهل هناك تأثير لهذا الوضع على واقع ومكتساب الطفل ؟

 - هو المتضرر الثانى بعد المرأة من المد السياسى الدينى، فهناك اليوم أطراف تتدخل لفصل البنات عن البنين فى رياض الأطفال والمدارس، كما تحجب فتيات ذوات أربع وخمس سنوات قسرا، وهناك حالات لختان أناث وتزويج فتيات صغيرات، لذا فقد ظهرت أصوات تنادى بسقوط الحكومة حتى تحقق الأهداف التى قامت من أجلها ثورة تونس وليس ما يتم الآن

 منال بوعلاقي أول شهيدة تونسية

 إبان اندلاع ثورة الياسمين بتونس، رحلت منال بوعلاقى وتركت وراءها أبناءها وزوجها، حيث راحت ضحية استخدام عصابات السلطة المسلحة فى هذه المرحلة لسيارات الإسعاف كوسيلة غادرة يطلقون منها النار عشوائياً على كل من يصادفهم من المتظاهرين لتنضم بهذا لمئات الشهداء الذين رووا ثورة الياسمين بدمائهم