لصوص لكن ظرفاء

علي بابا وسرقة اللصوص

 

كتبت :ايمان العمري

هل سرقة اللصوص ليست جريمة؟ هذا ما تؤكده حكاية على بابا الحطاب الفقير الذى تعرض للقهر والظلم حتى من أقرب الناس له، من
أخيه الذى أثرى عن طريق الفساد لكن على بابا ظلم، يعانى مثل أغلب سكان مدينته حتى كان اليوم الذى اكتشف فيه المغارة التى يضع فيها
اللصوص حصيلتهم من السرقات فدخلها ، وأخذ هو نصيبه منها ، وأصبح واحدا من الأثرياء لكن هنا الحكاية تقف فى صف على بابا وتؤكد
على أن ما قام به ليس بجريمة وإنما هو تحقيق العدالة ولكن بصورة فردية، على مستوى فردى أيضا فعلى بابا هنا يسرق لصوصا ولا يسرق
الحكام كما فعل الزيبق، لذا فالحكاية تكتفى فقط إن ينجو على بابا من مؤامرات اللصوص الذين يلقون مصرعهم جميعا .
والغريب أن مثل هذه الحكايات التى تتغنى ببطولات اللصوص لم تنتشر عبر الأجيال فحسب، بل أنها تعدت أيضا حدود المكان وانتشرت فى
أغلب بلاد العالم، فنجد الكثير من الأفلام العالمية التى تناولت قصص على بابا ، ولص بغداد حتى أن القصة الإنجليزية الشهيرة «روبين هود»
سارت على نفس الدرب فى وجود مناضل يواجه ظلم الحاكم المستبد بالسرقة وتوزيع الغنائم على المحتاجين وفى النهاية لا نملك سوى أن نعيش
مع هؤلاء الأبطال الخياليين أجمل اللحظات رغم أنهم لصوص لكن ظرفاء .


لـص بغــداد

وإن كان حلم العدالة قد عبر عنه العامة فى صورة لص يهز مكانة صاحب الشرطة فقد ظهر بشكل مختلف فى حكاية «لص بغداد» فهذا
الفتى الصغير المتشرد الذى امتهن السرقة كان هو العون للخليفة الذى وقع ضحية مكيدة الوزير الشرير وساعده بما يتمتع به من خفة ، ومهارة
اكتسبها من مهنة السرقة .. وقد ساعدته الأقدار فظهر له عفريت من القمقم ليحقق له ثلاث أمنيات فضلا عن تمكنه من سرقة البساط

السحرى الذى حمله لينفذ الخليفة فى الوقت المناسب، وهنا نجد أن الوجدان الشعبى منذ العصور الوسطى قد فرق بين جرائم الحكام الكبرى
التى جعلها الأصل فى كل المصائب فى حين أن جرائم السرقة التى يرتكبها البسطاء هم مجبرون عليها ، وقد تكون هى وسيلتهم فى مواجهة قهر
الحكام .


الزيبق

ومن أشهر الأبطال أصحاب السير والنوادر.. على الزيبق هذا الفتى الظريف الذى تعلم حيل «العياق» ، وكان يجيد التنكر واستطاع بمهارة أن
يرتدى ألف وجه ليواجه سنقر الكلبى رئيس الشرطة فى العصر المملوكى زمن الحكاية، وكان الزيبق بخفة ظله وحيلته الواسعة يتغلب كل مرة على
الكلبى ويسرقه ليجعله محل سخرية الجميع فرئيس الشرطة تعرض للسرقة، هذا هو جوهر الحكاية التى قد يكون أبدعها الوجدان الشعبى
ليعبر بها عن أحلامه فى مواجهة قهر حكام تلك الفترة ، والمتجسد فى شكل رئيس الشرطة الظالم المستبد، لذا ليس بغريب أن تمتد الحكاية
لتجعل الزيبق يشارك الكلبى فى إدارة الشرطة ليحقق حلم العامة بتحقيق العدالة على يد واحد منهم ..

 

المصدر: مجلةحواء- ايمان العمري
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 975 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,745,570

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز