للمستطيعين فقط اضحية العيد

كتبت :اسماء صقر

 نحتفل جميعا بعيد الأضحي المبارك بينما الكثير من الأسر كان شراء الأضحية لذبحها اقتداءً بسيدنا إسماعيل «عليه السلام»أمرا مكلفا وصعباً نظراً لضعف الإمكانيات المادية للأسرة، وارتفاع أسعار الماشية فى الوقت ذاته ، قررت «حواء» معرفة كيفية استعداد الأسرة المصرية لشراء الأضحية وذلك فى السطور القادمة 

يتحدث فى البداية كمال محمود - موظف - قائلاً: استعد لشراء الأضحية وفى العادة تكون من الخراف قبل العيد بستة أشهر، لأنها تكون أقل ثمنا، لأقوم برعايتها حتى العيد، مما يحدث توازناً فى إمكانياتى المادية.

وتؤكد هانم على - ربة منزل - أنها لابد وأن تشترى الأضحية رغم ضعف قدرتها المادية، فبدلاً من أن تشترى خروفاً تقوم بشراء عنزة صغيرة الحجم، وتقوم برعايتها فى أرضها الزراعية فى قريتها لتذبحها فى العيد وتوفر جزءاً من اللحم لبيتها، وجزءاً آخرا تطعم به المساكين والفقراء.

إمكانياتي

أما فاطمة عبد الله - ربة منزل - فتقول: التزم كل عيد بذبح أضحية وعلى الرغم من ارتفاع دخلى الذى يتعدى الثلاث آلاف جنيه، إلا أن أسعار الماشية أراها مرتفعة، وتمنيت أن أضحى هذا العام ببقرة، إلا أننى عرفت أن سعرها يتخطى العشرة آلاف جنيه، مما دفعنى لشراء خروفين بدلاً منها.

وقررت حميدة عطا - فلاحة - أن تؤدى سنة الأضحية قائلة: سوف أضحى هذا العام بجدى، حيث قمت بشرائه مبكراً وأقوم بإطعامه حتى يأتى موعد العيد، وطعامه متوفر لدى حيث أمتلك قطعة أرض زراعية يرعى فيها مما لا يسبب لى أزمة مادية.

أزمات

وتوضح سهير ياسين - ربة منزل - أنها لاتستطيع أن تضحى هذ العالم لعدم توافر إمكانيات مادية لشراء الأضحية.. فتقول: هذا العام مررت بأزمات مادية شديدة منها مرض زوجى ووفاته، وكثرة المتطلبات والمصاريف، كما أن لدى أطفالاً صغاراً وأخشى من الذبح لتعلقهم عاطفياً بالأضحية.

ويقول إبراهيم عوض الله - موظف - أقوم بشراء الأضحية بشكل مشترك مع أحد أقاربى فى قريتى، لكننى لا أقيم فيها بل فى القاهرة فأقوم بشراء الأضحية وهى جاموسة متوسطة الحجم، فأشارك بالمال وقريبى -سواء كان ابن عمى أو ابن خالى- بالجهد والرعاية والطعام ونضحى بها فى العيد، ونقوم بإخراج جزء منها للمساكين والباقى يتم توزيعه على باقى الأهل والأقارب.

المشاركة الجماعية

وينصح الدكتور حمدى عبد العظيم - أستاذ الاقتصاد وعميد كلية السادات للعلوم الإدارية - بعدم المبالغة فى الشراء واشتراك أكثر من أسرة لشراء أضحية العيد، فالمشاركة الجماعية أفضل مادياً لأنه يتم توزيع قيمة الماشية على المجموعة بأكملها مما يساعد على عدم حدوث أزمة اقتصادية داخل كل أسرة.

ويضيف قائلاً: أيضاً يمكن شراء الأضحية ذات وزن وحجم مختلف فيوجد الحجم الصغير والمتوسط والكبير كل على حسب الإمكانيات المادية ، ويمكن شراؤها من خلال المجمعات أو الجزارين أو التوجه لسوق الماشية وذلك فى حدود القدرة والقيمة المتوفرة، خصوصا وأن الأسعار مرتفعة جداً فأقل أضحية لاتقل عن 1500 جنيه بالإضافة إلى ارتفاع مستوى المعيشة وغلاء الأسعار الذى نشهده.

وبالنسبة للفقراء يمكن اللجوء إلى إطعامهم جزءاً من قيمة صك الأضحية فضلاً عن الآلاف التى تدفع فى شراء الأضحية.

ويوضح أن الإقبال على الذبح فى المحافظات والفلاحين يكون بشكل كبير نظراً لتوافر الماشية عند الفلاح كما يمكن اللجوء لذبح الطيور فى حالة ضعف القدرة المالية.

مغزي الأضحية

وعن كيفية إفهام الطفل لمعنى ذبح الأضحية وإمكانية رؤيتها أثناء الذبح توضح الدكتورة ماجدة القاضى - أستاذ علم الاجتماع بجامعة المنوفية - قائلة: لابد من معرفة الطفل بقصة سيدنا إبراهيم وابنه سيدنا إسماعيل «عليهما السلام» قبل موعد العيد والقيام بعملية الذبح، ويتم ذلك بطريقة مبسطة كى يستوعبها.

ويجب على الوالدين تعريف طفلهما أن الأغنام «كالخراف - والبقر - وغيرها» خلقها الله سبحانه وتعالى لخدمة البشرية وسخرهما لهم ليركبوها ويأكلوا منها ويستخرجوا منها اللبن والأصواف والوبر.

ويجب على الأسرة أن تنشئ أبناءها على العلم والمعرفة بأركان الدين وغرس القيم الدينية بداخلهم ومعرفتهم بمناسك الحج والذبح، وتنشئتهم منذ الصغر على مبادئ الرفق بالحيوان.

طفلك والأضحية

من المهم إخبار الطفل أن ذبح الأضحية من أوامر الله «سبحانه وتعالى» وأنه يتم تقسيمها إلى ثلاثة أجزاء الثلث الأول لتناول اللحوم داخل محيط الأسرة، والثانى يوزع على الأقارب والأصدقاء والمعارف، أما الثلث الثالث يوزع على الفقراء والمحتاجين

وفى هذا هدف اجتماعى سامٍ يتمثل فى تعليم الأبناء الرعاية والاهتمام بالفقراء والتوضيح للطفل أن هذه الأضحية من المناسك الرئيسية للعيد والحج على القادرين.

و على الأسرة أيضاً أن تُعلم الأبناء بهذه العملية ببساطة وفرحة وسرور فإن فى المأثورات الشعبية «العادات والتقاليد» كانت الأسرة تُعلم الأطفال الأناشيد التى يتغنون بها من قبل العيد، مما يجعلهم لايشعرون بالخوف من عملية الذبح ويترسخ فى أذهانهم ارتباط العيد بالذبح فيعتبر رمزاً من رموز البهجة والسعادة لديهم.

رؤية الذبح

وبالنسبة لمدى إمكانية رؤية الطفل للأضحية وهى تذبح .. تنصح د. ماجدة بضرورة تدريب الأبناء بالتدريج على الوقوف أثناء الذبح، لكن فى المرة الأولى والثانية إذا كان الأطفال من صغار السن فعلى الوالدين.. إبعادهم عن النظر للأضحية وهى تذبح .. حيث يكتفون بالغناء والتكبير فقط إلى أن يتدربوا ويتعلموا أن عملية الذبح مرتبطة بالعيد والمناسك والحج

المصدر: مجلة حواء -اسماء صقر
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 562 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,844,713

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز