معنى التضحية
كتبت :مروة لطفي
أكتب لك بعد أن فاض الكيل من كثرة فضائح أسرتي التي كانت ولا تزال حديث الكبير والصغير .. فأنا فتاة أبلغ من العمر 16 سنة وأدرس بالمرحلة الثانوية .. بدأت معاناتي منذ أن تفتحت عيناي على هذه الدنيا .. فقد نشأت على سلسلة طويلة من المشاحنات بين أبى وأمي اللذان لا يتحدثان دون سباب و صراخ على أتفه الأسباب ... حتى أن خلافاتهما أخذتهما عن تنشئتي وأخي الأكبر ومن ثم تولينا مهمة تربية أنفسنا نيابة عنهما ! ... فكانت النتيجة وقوع شقيقي في دائرة الإدمان وما يصاحبه من آثار سلبية انعكست على دراسته , ليبقى في الصف الثاني الثانوي رغم اقترابه من سن العشرين .. بينما تورطت في عدة تجارب عاطفية فاشلة بسبب بحثي عن الحب الذي افتقده ... والمشكلة أن والدي لا يدركان حجم ما يقترفانه من أخطاء في حقنا !.. والأغرب أن كلاهما يؤكد على تضحيته من أجلنا و بقائه مع الأخر حفاظاً على الشكل الاجتماعي حتى يجنبنا نظرة الناس لأبناء الطلاق !!.. الأمر الذي يدفعني للتساؤل : أين هذا الشكل الذي يحافظان عليه وسط مشاجراتهما أمام كل من هب و دب ؟!... وهل استمرار الوضع على ما هو عليه أفضل من الطلاق ؟!.. أرجو مساعدتي و توجيه كلمة لوالدتي فهي متابعة دائمة لبابك و تقتنع بكل آرائك ...
س ح " الحلمية الجديدة "
- يخطئ كثير من الآباء والأمهات في المعنى الصحيح للتضحية ..وهو ما وقع فيه والداك معتقدان أن بقاء زواجهما دون حد أدنى من الاحترام كفيل بمنحكما الاستقرار الأسري .. و بالطبع هذا ليس صحيحا .. لأن الاستقرار يعتمد على الشعور بالأمان والذي لا يتحقق دون تفاهم و لو ظاهري .. بمعنى التغاضي عن الخلافات ليس أمام المحيطين فحسب بل أمام الأبناء قبل الجميع .. وهنا تتحقق التضحية التي يتحدثان عنها .. فإن لم يفلحا في التحكم ببوصلة مشاعرهما , فطلاقهما أفضل .. فرغم الصدمة الحادة للطلاق على الأبناء لكن مضاعفاتها تتلاشى إذا احترم كل طرف الآخر .. على عكس الزواج القائم على الفضائح المعلنة فصدمته مزمنة و مستمرة على مر الزمان لتدمر مستقبل الأبناء .. والدليل ما تعانين منه وشقيقك .. و نظراً لعدم اختيار الإنسان لوالديه فهي من القدريات الخارجة عن الإرادة فادعوك إلى التركيز في دروسك حتى تحققين لنفسك مستقبل أفضل يعوضك عن معاناتك و يمنحك الثقة في النفس التي تؤهلك لاختيار من ينبض له قلبك .. فالتسرع في إيجاده هو الخطر الداهم الذي يعرضك لخسائر نفسية أنت في غنى عنها .. وأتمنى أن يفيق والديك لأنفسهما من أجل إنقاذ شقيقك من كارثة الضياع التي وقع فيها بفعل انشغالهما عنه ... وانتظر تعليقات القراء على هذه المشكلة على موقع المجلة الإلكتروني التالي:
ومضـــــــــــة
حـــــــــــــــــــــــب
حسابات مصالح
في قاموس المصالح .. كل شيء متاح وقابل للتفاوض .. وتساوى الفاسد بالصالح .. حتى القلوب دخلت هي الأخرى في المزايدات , وأصبحت تباع و تشترى على أهون الأسباب .. لذا لا تندهش أو تنهار إذا اكتشفت أن مشاعرك كانت مجرد وسيلة للوصول إلى غاية لم تقال ! .. أو تمت مساواتك بمن هم أقل منك كفاءة ليس لتقصيرك في عملك بل لأن التضحية بك كانت وثيقة تصالح بين ألد الأعداء والذين تحولوا بفعل المصالح إلى أعز الأصدقاء ! .. فلا تشغل بالك بسر تغيرهم تجاهك .. فقط , ثق في نفسك و قدراتك .. تجبرهم على إرضائك .. ليس حباً فيك لا سمح الله و لا لصحوة ضميرهم تجاهك .. لكن خشية على حساباتهم من ردود أفعالك ..
ولهم أقول : تمتعوا بمصالحكم كيفما تشاءون .. فسعادتكم لن تدوم .. لأنه ببساطة .. كما تدين تدان !..
أصحاب المصالح لا يحبون الثورات
نجيب محفوظ
ساحة النقاش