أسرة تنهار وأطفال يشردون

الزوجة إنت اناني والزوج دماغك ناشفة

كتبت : أميرة إسماعيل

هل تعفينا سنوات الخبرة والحياة من مواجهة أزمات خريف العمر .. مشاكل أو أزمات يقع فيها الزوج والزوجة وكذلك الأبناء ,يقف بعضهم حائرا, فماذا يفعل حيال مشاكلة ؟ وهل يصح أن نتفادى تلك الأزمات ببعض من الحكمة أم أن الحياة لا ترحم صاحب الخبرة من حديثى التجربة ؟! هذا ما سنطرحه خلال السطور القادمة..

البداية مع أميمة أحمد 45 سنة -ربة منزل- تقول : لقد تعرضت ذات مرة لضغوط كثيرة من زوجى وأبنائى فشعرت بأنهم لم يقدروا ما أفعله من أجلهم فزوجى يعمل ليلا ونهارا حتى يوفر لنا مستوى معيشيا ملائما.

ووجدتنى لم أعد أطيق المنزل فتركتهم وبعد أن هدأت الأمور معنا تأكدت أن أزماتى مع زوجى وأسرتى زادت مع مرور السنوات.

أزمات العمر

وتحكى سعاد السيد 40 سنة أن سنوات العمر الطويلة لم تغير شيئا من أزماتها المتكررة مع زوجها الذى دأب على افتعال المشاكل والشك ولكن تدريجيا تعودت على سلوكياته وتعلمت التكيف معها ووقفت بجانب أبنائى حتى يبدأ كل منهما حياته.

فجوة

»انفصلت عن زوجى بعد زواج دام عشرين عاما، لم يكن طلاقاً وإنما ترك المنزل !« هذا ما بدأت به صفاء.ع (47سنة) وتضيف لم يفهم زوجى أننى كنت أمر بأزمة نفسية وقد بدأ النقاش بيننا حاداً ولم نصل لنقطة تلاقى.

فكانت النتيجة أن ترك منزل الزوجية وترك أبنائي معى ورغم أنهم فى مرحلة الشباب إلا أن تلك الأزمة أثرت كثيرا فى اتساع الفجوة بيننا.

وترى فاطمة مصطفى (33سنة)طبيبة أن الأزمات واردة فى كل وقت ولن تعفينا الخبرة من الفشل أحيانا وتضيف : فى كل مرة اختلف فيها مع زوجى أشعر أنها النهاية وما أن تهدأ الأمور تسير الحياة مثلما كانت.

القدرة على التسامح

وتتساءل أمنية محمد »38سنة« هل يعتبر زواج زوجى من أخرى أزمة تغتفر مع الوقت ؟ لا أستطيع مسامحته فى زواجه من أخرى ورغم ما تعرضت له حياتنا الأسرية من مشاكل بسبب تدخل أهله المستمر فى حياتنا إلا أننى لا أستطيع اجتياز أزمة أو كارثة زواجه من أخرى.

وللرجال أزمات

»لم تساعدنى خبرة الحياة فى الانتصار على مشاكلى مع زوجتى.. فتم الطلاق!« هذا ما بدأ به على حسن (45سنة) مهندس ويضيف رغم تكرر خلافاتى مع زوجتى إلا أننى لم أستطع تحمل تغيراتها المستمرة ولم يستطع الأبناء الإصلاح بيننا فكان الانفصال النهائى هو الحل لسلسلة مشاكل لاتنتهى!

إهمال المشكلات

ويرى حسين السيد »50سنة« أن الاعتياد على المشاكل والأزمات الأسرية هو الأفضل فى المواجهة لأننا دائما بحاجة لبعض أو كثير من الوقت والذكاء هنا هو اختيار التوقيت المناسب لحل المشكلة وعدم إهمالها مهما كانت صغيرة فمع العشرة تظل الزوجة بحاجة لوجود الزوج ومساندتها.

الاحتواء

»الرجل مثل المرأة.. يريد من يسانده لاجتياز أزمات العمر« هذا ما أشار إليه أحمد مصطفى (38سنة)طبيب, فالزوج أيضا بجاحة للاحتواء ومساعدة زوجته فى حل أى مشكلة ومع مرور سنوات المعيشة لابد أن يتخطى كلاهما تلك الأزمات.

ويقول علاء السيد (35سنة) لقد فكرت في الزواج مرة أخرى إثر مشادة كلامية لم تكن المرة الأولى- مع زوجتى وكاد الأمر أن يصل للطلاق وقد قررت الزواج من أخرى ورغم فشل مشروع الزواج من أخرى بحثا عن الاستقرار معها إلا أن التفاهم مع زوجتى صار مستحيلا.

أسلوب المواجهة

وتحلل د. سوسن فايد أستاذة علم النفس الاجتماعى بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية تلك السطور قائلة: إن السلوكيات التى نتعامل بها لمواجهة مشاكلنا المختلفة وبخاصة فى حياتنا الأسرية هى نتاج أسلوب تربوى يراه الشاب والفتاة متمثلا فى الأب والأم لذلك فالتنبيه هنا يكون على جانب التربية والتنشئة منذ البداية كما أن هناك عوامل تؤثر على طريقة التفكير مثل مستوى التعليم والمستوى الثقافى وكذلك العادات والتقاليد وبالتالى نحن أمام بناء شخصية سوية نفسيا واجتماعيا.

وبالتالى فإن ارتقاء مستوى الحوار والسماح للآخر بالتعبير عن رأيه ووجهة نظره سيجعل الأمور أكثر ودا ومع سنوات العشرة والتعامل تصاب العلاقة بالفتور سواء بين الأزواج أو بين الآباء والأبناء مما يعرض الأسرة بأكملها لأزمة قد تؤثر سلبا على مستقبل الأسرة.

التحاور

وتنصح د. سوسن فايد كلا من الزوج والزوجة بتجنب الأنانية أو العند والتمسك بالرأى.

من ناحية أخرى يقول د. عادل رضوان أستاذ بكلية التربية جامعة الأزهر أن مشكلات الإنسان تختلف باختلاف المرحلة العمرية التى يمر بها ومن أكثر المراحل التى تصاحبها مشكلات عديدة هى مرحلة خريف العمر أو ما بعد الخمسين أو الستين أحيانا فيشعر الشخص أنه لم يعد قادرا على استقبال مزيد من المشكلات ولكن علينا أن نغير نظرتنا للأمور