كتبت: مروه لطفى

يوما بعد يوم تثبت المرأة المصرية أنها كانت ومازالت المحرك الرئيسي لمجريات الأمور في كافة المناحي المصيرية .. فرغم ما تعرضت له من تهميش وإقصاء في مواقع صنع القرار منذ قيام ثورة 25 يناير و حتى يومنا هذا لكنها لم تكف عن نضالها الوطنى المعتاد والذى ظهر بوضوح أثناء الاستفتاء على الدستور، فلم تكتفى بالإدلاء بصوتها فحسب بل نزلت إلى كافة الميادين والشوارع كي تشرح لغيرها تفاصيل نصوصه .. و سواء كانت مؤيدة أو معارضة فكل ما يهمها مستقبل بلدها .. فترى ما هى خطط النساء الوطنية لمرحلة ما بعد الدستور؟ >>

بدايتنا كانت مع د. هدى بدران رئيسة اتحاد نساء مصر التى تحدثت قائلة : لاشك أن دورنا أصبح معترف به من كافة التيارات بدليل مطالبة جبهة الإنقاذ الوطنى بانضمامنا إليها خاصة أن اتحاد نساء مصر يتمتع بكيان قانونى، فضلاً عن امتداد نشاطه فى كافة أرجاء مصر حيث يوجد لدينا 27 فرعا بالقرى و النجوع المختلفة .. وقد حرصنا بتوعية النساء على نصوص الدستور الجديد من خلال عضوات الاتحاد اللاَتى يجوبن القرى والنجوع والمناطق الفقيرة .. كذلك شاركنا في اعتصام الاتحادية وقمنا بتنظيم وقفة لتوضيح موقفنا تجاه الدستور أمام تمثال نهضة مصر ... ولن يتوقف دورنا عند ظهور نتيجة الاستفتاء بل سنكمل المسيرة و نحشد صفوف النساء للمطالبة بتعديل المواد التى نرفضها , كما نستعد للانتخابات البرلمانية والمجالس المحلية لإرشاد النساء باختيار الأفضل ونجهزعددا من السيدات لخوض المعارك الانتخابية القادمة .

الوجه الاقتصادى

وتؤكد الكاتبة الصحفية فريدة النقاش رئيسة تحرير جريدة الأهالى أن الاتحاد النسائى التقدمى دعى منذ عدة شهور لتكوين جبهة نسائية مصرية تضم عددا كبيرا من نساء الأحزاب والمجتمع المدنى .. وقد قامت هذه الجبهة بإصدار عدة بيانات فضلاً عن مشاركتها فى الوقفات الاحتجاجية المختلفة لتوضيح رأيها حول مستقبل الوطن .. الأمر الذى يثير الإعجاب بالنساء المصريات اللاَئى لا يستسلمن مهما لاقين من إقصاء و تهميش ..

وإذا كانت المشاركة السياسية التى قامت بها النساء أبرزت الوجه الديمقراطى للدولة , فأعتقد أن المرحلة المقبلة تحتاج منهن التركيز على الوجه الاقتصادى المجتمعي لثورة 25 يناير .. فقد حان الوقت لوضع خطة نسائية لمواجهة موجة ارتفاع الأسعار المستمر حتى يتحقق مطلب العدالة الاجتماعية الذى من أجله قامت الثورة .

قائمة موحدة

وتشير المحامية وفاء المصرى نائبة رئيس حزب الكرامة إلى ضرورة استمرارية دور النساء النضالى الذى بدأ منذ ثورة 1919 و لا يزال مستمراً حتى الأن خاصة فى ظل محاولات بعض التيارات لاقتناصه منها .. فعلى كافة الأحزاب السياسية يتم توحيد صفوف النساء ليدافعن عن حقهن فى تقلد كافة المناصب القيادية والتصدى لأى محاولة للنيل من المكتسبات التى حققناها بعد سنوات مريرة من الكفاح .

وجدير بالذكر أن حزب الكرامة جزء من جبهة الإنقاذ الوطنى والتى اتفقت فى إطار الاستعداد للانتخابات البرلمانية القادمة على قوائم موحدة تضم كافة اتجاهات الجبهة يكون للمرأة فيها دور فعال سواء فى خوض المعركة الانتخابية أو المشاركة فى توعية غيرها بأهميتها .

يقاس تقدم الدول بدور المرأة التنموي .. بهذه المقولة بدأت د. حورية مجاهد أستاذة السياسة بكلية السياسة والاقتصاد جامعة القاهرة حديثها وأضافت أن دور المرأة تقلص للغاية منذ ثورة 25 يناير و هو مؤشر خطير لمستقبل التنمية ورغم ما تقوم به النساء من أدوار فى الحياة السياسية إلا أننى أرى أن الدولة مسئولة عن إشراكها في مواقع صنع القرار خاصة بعد إلغاء كوتة المرأة في الدستور الجديد .. أما النساء فعليهن التكاتف والكفاح من أجل الحفاظ على القوانين التى تحمى حقوقهن.

محو الأمية

أما سعاد الديب مقررة فرع القاهرة للمجلس القومى للمرأة فترى أن المتعلمات عليهن مسئولية تغير الاتجاهات السلبية وتعريف غيرالمتعلمات بحقوقهن، فالمرأة مواطن درجة أولى ومن ثم يجب التصدى لكل من يحاول النيل من انجازاتها . وأعتبر أن نسبة الأمية فى مصر عار علينا كنساء مثقفات لما يترتب عليها من أثار سلبية تؤثر على مستقبل البلد، لذا يجب أن تتضافر النساء لمشاركة الدولة فى محو الأمية فضلاً عن أهمية توعيتهن بخطورة بعض العادات الخاطئة التى عادت للظهور ثانية كالختان و زواج القاصرات ..

ويذكر أن المجلس القومى للمرأة يسعى للتعاون مع جهات الدولة المختلفة للعمل فى إطار خطة تنموية موحدة .. وفى هذا الصدد طالبت المعاونة من محافظ القاهرة كى تتضافر الأجهزة التنفيذية لعمل خطة تنموية للمناطق الفقيرة حتى ننهى على الأمية بمحافظة القاهرة ، كذلك نحن بصدد خطة عمل نسائية لتنظيف القاهرة الكبرى.

وتتفق الفنانة والكاتبة نادية رشاد على أهمية تكاتف نساء مصر لمحو الأمية بدون أجر فى أحد المساجد والكنائس .. كذلك على المرأة ترشيد مصاريف أسرتها خاصة أننا نمر بمرحلة اقتصادية صعبة نحتاج فيها لخطط النساء الاقتصادية حتى تمر تلك المرحلة بسلام .

- وتؤكد الكاتبة الكبيرة وفية خيرى على أهمية التغاضى عن الخلافات ووضعها جانباً لأن الوطن يحتاج لتضافر جميع الاتجاهات حتى ننهض به ،

وهنا يأتى دور المرأة فعليها الدعوة بتوحيد الصف والتوعية بخطورة الفرقة .. مع ضرورة حفاظها على مكتسباتها وعدم الاستسلام للمشاعر السلبية .

- وإذا كانت السطور السابقة تكشف عن بعض الخطط النسائية الوطنية فلا تزال جعبة المرأة تخفي الكثير من الأفكار المتعددة التى تهدف جميعها لمستقبل أفضل لها ولأبنائها