إلى متى يستمر مسلسل الإعلام الرديء وبرامج يحاول مقدموها افتعال المشاكل والأزمات والإساءة، ليس لأشخاص ولكن لدولة شقيقة عربية يربطنا بها وبأهلها كل الحب والتقدير والاحترام .. علاقة تاريخ وأخوة بيننا وبين المملكة المغربية.

استهتار الإعلاميون وحبهم للـ"شو" ولعمل فرقعة إعلامية دون وعى كاف بما يحدث وراء هذه الفرقعة، هذا هو ما حدث من المذيعة التى تطاولت فى برنامجها على المملكة المغربية، وللحق والحق أقول عندما سمعت منها ما قالته جاء لى حالة من الذهول، فكيف أتت بهذه الجرأة لكى تقول كلام غير مسئول من الممكن أن يلبد صفو العلاقة بين البلدين، وهذا دليل على فشل بعض مقدمى البرامج الذين يتكلمون دون وعى ودراسة كافية لكلامهم ورد الفعل المتوقع لهذا الكلام..

للأسف ما يحدث دليل على أننا نمر بحالة لامبالاة وبإعلام غير مسئول لا يعرف معنى الخطوط الحمراء التى يجب ألا يتجاوزها، إعلام عشوائى لا يهمه إلا الصراخ والصوت العالى وافتعال الفضائح والاتهامات .. وهذا ما حدث من المذيعة وكلامها الجارح الذى سبب غضباً واحتقاناً فى الشارع المغربى من اتهامات باطلة، وللأسف كان رد فعل المغاربة فى »الهاشتاج« مؤلما،ً ونحن نتحفظ على رد فعلهم لأنه رد فعل للحظة غضب من إنسان مجروح ومن أقرب الأشقاء له.

نحن لا نريد شتائم بين البلدين وافتعال مشكلات نحن في غنى عنها بسبب تهور مذيعة غير مسئولة لم تعمل حساب لكلامها، ولكنها كانت تبحث عن مزيد من الشهرة وتحقيق الـ"شو" الإعلامى لبرنامجها وللقناة التى تعمل فيها، مصر والمغرب تربطهما ببعض علاقات ثنائية متينة تقوم على عمق وصلابة العلاقة بين الشعبين الشقيقين من مصير واحد وهوية وتطلعات ومصالح مشتركة.

هذه التصريحات التى تفوهت بها المذيعة لا تسيء إلا لصحابها كما قال بيان وزارة الخارجية.

فالشعوب العربية يربطنا بها مصير واحد وعلاقات ثقافية وتاريخية وأبدية وثيقة تربط بين البلدين،  ومصر لا تنسى أبداً للمغرب وملكها الشاب محمد السادس دعمها لخيارات الشعب المصرى، وكان لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسى والسيد صلاح الدين مزوار وزير الشئون الخارجية والتعاون بالمملكة المغربية دليلاً على دعم وتأكيد أهمية العلاقة بين مصر والمغرب..

والمرأة المغربية على مر العصور لها تاريخها الحافل فى التقدم داخل المملكة وخارجها، فالمرأة هناك تقود الطائرة والقطار، حتى أن جامعة القروين أسستها فاطمة الفهرية الملقبة بأم البنين.

كما أن العالمة رجاء الناجى مكاوى ألقت درساً عن كونية نظام الأسرة فى عالم متعدد الخصوصيات بين يدى الملك محمد السادس، حيث اعتلت المرأة المنبر أمام الملك فى استعادة راقية لتاريخ إسلامى عريق فيه النساء خطيبات وعالمات وشاعرات وتاجرات، فالمرأة المغربية اقتحمت جميع الميادين، ولها من شقيقتها المصرية كل الحب والتقدير والاحترام.

للأسف الإعلاميين فى حيرة من أمرهم، فبعد ثورة 25 يناير كان الحديث عن مبارك وأولاده وزوجته وثروته وهلم جرة، وبعد ثورة 30 يونية كان الحديث عن الإخوان ومساوئهم الجديدة، ولكن بعد انتخاب الرئيس عبدالفتاح السيسى معشوق المصريين وفوزه الساحق وحب الشارع المصرى له وحكومة المقاتلين التى يقودها رئيس الوزراء المقاتل المهندس إبراهيم محلب لا يجد الإعلاميون حدثاً يتكلمون عنه فى مصر، فذهبوا إلى خارج الحدود وإلى الأشقاء العرب لعمل فرقعة إعلامية تضمن لهم الاستمرار فى عملهم وفي الحصول على مرتباتهم التى يحصلون عليها من الفضائيات التى يعملون فيها، ولكن للأسف ما أطلقته المذيعة من قذائف عادت إليها حتى بعد اعتذارها للمملكة المغربية وشعبها وقعدت فى البيت.

ما حدث يحتم الإسراع بتشكيل مجلس وطنى للإعلام يضم نخبة محترمة من الإعلاميين الشرفاء والذين يراعون مصلحة الوطن وليست مصلحة أصدقائهم.. إلى أن يحدث هذا نحن فى الانتظار.

 

المصدر: فاتن الهوارى
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 380 مشاهدة
نشرت فى 9 أغسطس 2014 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,747,859

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز