أطفالنا يغضبون ويفقدون أصدقاءهم سريعا ولا يعرفون قيمة التسامح بل يعتبرونه ضعفا ويرفضونه ويعلنون دوما رغبتهم فى أخذ حقهم بأيديهم، ورمضان فرصتنا لندربهم على التسامح والتعاون ومبدأ العفو عند المقدرة.
وحول قيمة التسامح وكيفية ممارستها وتعويد أطفالنا عليها ليكونوا رحماء بالآخرين سألنا د. نبيل غنايم أستاذ الفقه بجامعة القاهرة فقال: التسامح من أخلاق المسلم ويجب أن نربى أولادنا عليه منذ صغرهم وأن نحكى لهم ماذا فعل الرسول الكريم مع أهل مكة بعد أن فتحها، وكيف سامحهم بعد كل ما فعلوه معه ومع أصحابه، ويجب أن نجعله يفهم عبارة العفو عند المقدرة ليتعلم الرحمة، وأكد أن الطفل المتسامح يكون سهل الطباع محبوبا وملتزما بالعبادات المختلفة ومدركا لمعنى عبارة الدين معاملة، عكس من يتربى على العنف وسرعة الغضب، ورمضان فرصة فى كل عام لنغرس المبادئ الطيبة ونقنع أبناءنا بمسامحة أصدقائهم الذين غضبوا منهم وأن يمنحوهم فرصة أخرى، وأن نعوده أن يكون لين الطباع خاصة مع من يعملون لديه، فللأسف كثير من الأولاد الصغار يتعاملون بكبر مع البسطاء من جامعى القمامة وغيرهم ممن يقدمون لهم خدمات نظير أجر، فإذا شعروا بقيمة التسامح وأهميته سيتغير أسلوبهم وسيحاولون الاقتداء بالرسول الكريم، وعلى الأهل أن يقدموا لهم القدوة وأن يبدأوا الشهر الكريم بمصالحة الأقارب والجيران وأى شخص ليسوا على وفاق معه، وأن يكون رمضان فرصة لفتح صفحة جديدة فى علاقتهم بالآخرين وإذا أخطأ الطفل نسامحه مرة وأكثر ونعلمه ونشرح له، فكلما اتسع صدر الأهل فى معاملاتهم مع أولادهم تعلموا قيمة التسامح وأن نشرح لهم الفرق بين التسامح وإهدار الحقوق لأنه كثيرا ما يحدث سوء فهم لدى البعض ويعتقد أن التسامح يعنى ضياع الحقوق والصمت أمام الظلم، وهذا غير صحيح، فالإسلام لا يدعو أبدا للضعف، وكما قال الرسول الكريم المؤمن القوى خيرا من المؤمن الضعيف، لكن الفكرة فى أن تغفر عندما يمكنك أن تعاقب وأن تقبل اعتذار من أخطأ وفهم خطئه وتمنحه فرصة أخرى، لكن دون تضيع لحقوق الآخرين، فالتسامح يهذب الطباع ويشيع الود بين الناس ويجعل الشخص محبوبا، وهذا هو الطريق لإقناع الابن بأهمية هذه الصفة لأن كل إنسان يسعى ويجتهد ليكون محبوبا من المحيطين به.
ساحة النقاش