بدأ موسم الرحلات المدرسية وبدأت المدارس تعلن عن رحلاتها للأماكن الترفيهية المختلفة,وللأسف معظمها لا زال لا يدرك أهمية الرحلة فى تقوية الانتماء داخل أولادنا وفى اكتشافهم جمال بلدهم الذى يأتى لها السائحون من مختلف أنحاء العالم, ولذا كان علينا الاهتمام والانتباه لكيفية إعادة الروح للرحلات التاريخية الثقافية التى تلقى الضوء على أهم ملامح مصر الفرعونية والقبطية والإسلامية على مر العصور, وعن ذلك سألت د. إيمان جلال أستاذة علم الاجتماع فقالت:مرحلة الطفولة تشكل جزءا كبيرا من وجدان الطفل, ومن هنا جاءت أهميةإدراك المتعاملين معه سواء فى البيت أو المدرسة للأفكار والقيم التى نعطيها له, والرحلات المدرسية تؤثر بشكل كبير فى الرسائل التى يقدمها المجتمع المحيط له, لذا كان على الأخصائيين الاجتماعيين بالمدرسة وضع خريطة بالمعالم التاريخية والأثرية التى تساعد الطفل على التعرف على حضارة بلاده, وفى كل عام يتم القيام برحلة أو أكثر لهذه المعالم بحيث يتم تغطيتها كلها خلال سنوات التعليم, وهنا على الأهل ممثلين فى مجلس أمناء كل مدرسة تقديم تصوراتهم بشأن الرحلات المدرسية بوصفها أحد أدوات تكوين الشخصية, وأن يدرك كافة الأطراف أنها ستكون ترفيهية وممتعة, فليس كونها ثقافية يعنى أنها غير ممتعة بل العكس فأطفالنا لديهم شغف حقيقى للتعرف على الحضارة المصرية, وكل محافظة حباها الله بعدد من المعالم, وفى القاهرة مثلا منطقة مجمع الأديان بمصر القديمة, رحلة فى غاية الأهمية تختصر وقتا طويلا فى التعريف بفكرة تقبل الآخر, فهناك مصر بكل دياناتها فى تناغم واضح يعكس الروح المصرية الوسطية,وأكدت على ضرورة التعامل مع الرحلات بوعى وليس مجرد تجميع اشتراكات وفسحة إنها ثقافة ورحلة لاكتشاف جمال بلدنا فإذا استوعب الأهل والمسئولون بالمدرسة هذه الفكرة سنحظى برحلات بناءة مؤثرة بشكل إيجابى فى شخصية أولادنا فى مرحلة التعليم الأساسى.