<!-- <!-- <!-- <!-- [if gte mso 10]> <mce:style><!-- /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-fareast-font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-theme-font:minor-fareast; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin; mso-bidi-font-family:Arial; mso-bidi-theme-font:minor-bidi;} --> <!-- [endif]---->
بعد التطور التكنولوجي واكتساح مواقع التواصل الاجتماعي لحياتنا أصبحت مجموعات فيس بوك وواتس اب القنوات الشرعية المتخصصة التي نتعامل معها يوميا ولساعات طويلة، وبين صفحات الطهي والديكوروالهوايات والحرف كانت نشر المشكلات الزوجية والأسرية وتلقي الردود لحلها السمة المشتركة بينها، فهل تساعد تلك "الجروبات" على حل المشكلات الزوجية؟
فى البداية تقول نادية محمود، ربة منزل:أتابع العديد من مجموعات فيس بوك النسائية والتي تنشر عليها الأعضاء مشكلاتهن وأساعد أحيانا في الرد قدر المستطاع لكنني ألاحظ كم الهجوم على صاحبة المشكلة لأي سبب في كلامها, وعادة ما يخرج الأعضاء عن الهدف الأساسي وهو الإجابة والمساعدة في الحل ما يزيد من المشكلة الأساسية لصاحبتها، لذلك أرىأنها فاشلة في حل المشكلات بل قد تكون سببا فى إثارتها.
وتقول رشا الباز، صيدلانية:قد تكون الصفحات النسائية عبر فيس بوك مفيدة فىتبادل الخبرات، إلا أن كثيرا من الفتيات يرسلن مشكلاتهن مع شركاء حياتهن من خطيب أو زوج وتكون الردودغير إيجابية وأحيانا تعطي نصائح سلبية، وأذكر فتاة كانت حزينة لأن خطيبها نسي عيد ميلادها واعتذر بعدها بسبب انشغاله بالعمل, فأقنعتها بعض الفتيات أنه بخيل ويتهرب من الهدية ما تسبب فى إنهاء خطبتها.
وترى نهى عمرو، صحفية أن عرض المشكلات الزوجية على مثل هذه الصفحات لا يساعد فى حلها بل يفاقم من الأزمة بسبب التعليقات السلبية والنصائح الخاطئة ما يجعل صاحبة المشكلة تتخذ مواقف تدمرحياتها.
الفراغ الاجتماعي
تعلق د. هالة منصور،أستاذة علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة بنها على الآراء السابقة وتقول: تلجأ السيدات لنشر مشكلاتهن عبر وسائل التواصل الاجتماعى بحثا عن حلول لها لأنهن يستخدمن تلك الوسائل باستمرار ولفترات طويلة، ويرجع ذلك إلى عدة أسباب على رأسها محاولة تعويض الفراغ الاجتماعي ونقص الدفء الأسري الناتج عن انشغال أفراد الأسرة بجانب عوامل أخرى مثل فوبيا الحسد الذي أصابت الكثيرين منا وعدم الشعور بالأمان الاجتماعي ما جعلت الكثيرات يتخفين بأسماء وهمية أو حسابات مختلفة ويسألن عن حلول لمشكلاتهن في هذه المجموعات حتى لا يعرفهن أحد، لذا أحذر من سلبيات هذه الفضفضة التىأحيانا تجعل ضعاف النفوس يستغلون صاحبة المشكلة والتي عادة ما تكون متعطشة لسماع أي كلمة طيبة.
الطلاق المبكر
تقولد. منار عزب، استشاري الصحة النفسية والإرشاد الأسري: يوجد مجموعات كثيرة مفيدة للمرأة مثل الطبخ ومبادلة الخبرات الحياتية والديكور وغيرها من الصفحات المفيدة والتي لجأت بعض السيدات إليها للتسويق والبيع من خلالها وهو أمر محمود، لكن بسبب قلة الزيارات العائلية والتواصل الاجتماعي علىأرض الواقع أصبح الإنترنت بديلا للتواصل الحقيقي ما دفع العديد من السيدات إلى الكتابة عن مشكلاتهن الشخصية والعائليةعبر هذه الصفحات وهو ما أراه أمراخطيرا لأسباب كثيرة من أهمها أن متلقي هذه المشكلة عدد كبير مختلف في ثقافته وخبراته ويرد من منطلق شخصي ما يجعل صاحبة المشكلة تتعرض للعديد من الردود المتناقضة التي لا تكون علىأساس علمي صحيح، ووفقا لبعض الدراسات الاجتماعية فإن عرض المشكلات على الإنترنت عموما يعد من الأسباب المباشرة لارتفاع نسب الطلاق المبكر، بجانب أن نسبة عامل الأمان تكاد تكون معدومة على الإنترنت وكثيرا ما نسمع عن مشكلات أكبر حدثت بسبب نشر زوجات لمشاكلهن وذكر تفاصيل وعرف بها الزوج ما أدىإلى مشكلات أكبر، لذاأنصح أن تلجأ السيدات إلى المختصين من استشاريين نفسيين أو تربويين أو أسريين تبعا لنوع المشكلة.
الفضفضة على الورق
تتفق معها فى الرأى د. إيمان عبدالله، استشاري العلاقات الأسرية وتقول: جمهور هذه المجموعات كبير مختلفالثقافات والتوجهات ويفتقد الخبرة الكافية ما يجعله غير مؤهل لحل مثل هذه المشكلات الحساسة والتي تتوقف عليها قرارات مصيرية، لذا أنصح بسؤال المتخصصين أصحاب الخبرة والمؤهلين لحل هذا المشكلات حتى إذا كان ذلك من خلال صفحاتهم الشخصية عبر وسائل التواصل الاجتماعى أو متابعة البرامج التليفزيونية التى تعالج المشكلات الأسرية من خلال استضافة خبراء علم الاجتماع والاستشاريين الأسريين، وإذا أرادت المرأة التحدث إلى أحد فمن أفضل الطرق العلاجية التي ننصح بها كمختصين كتابة كل ما تريده بتفرغ كل طاقتها السلبية على الورق ثم تقطعه عوضا عن الكتابة عن أسرارها الشخصية لغرباء على مواقع التواصل الاجتماعي، والذي من الممكن أن يدخلها في مشكلات كثيرة.
تفاقم المشكلات
أما د. محمد سمير عبدالفتاح،أستاذ ورئيس قسم علم النفس سابقا بكلية الآداب جامعة المنيا فيحذر من خطورة نشر المشكلات عبر وسائل التواصل الاجتماعى، ويقول:إذا كان الشخص يعتقد أنه سيجد حلا لمشكلته علىفيس بوك فهو مخطئ، لأنه سيتلقىردودا متناقضة من كل صوب وكل شخص ستجعله يتشتت أكثر, فالمشكلة ستزيد بجانب أن من يردون ليسوا متخصصين، إلى جانب أن عرض تفاصيل الحياة الزوجية أو العلاقات الاجتماعية للشخص على هذه المجموعات يزيد المشكلة تعقيدا، ولحل مشكلة زوجية أو اجتماعية يجب معرفة الطرف الآخر بجوانب كثيرة لا تكون واضحة من خلال كتابة بوست, غير أن عرض المشكلة على الملأ يدخل المرأة في مشكلات خطيرة.
ساحة النقاش