تشكل الإصابة بالسمنة خطرا على صحة الأطفال لما تسببه من أمراض قد تستمر معهم فى مرحلة الشباب وحتى الكبر، ما يجعل من شعار الوقاية خير من العلاج وسيلة تتبعها الأمهات لتجنيب أطفالهن الإصابة بها قبل فوات الأوان ومعاناة أمراضها التى تؤثر على الصحة الجسدية والنفسية.

فى جولتنا التالية نقدم لك طرق لوقاية أطفالك من زيادة الوزن بداية من مرحلة الرضاعة وحتى البلوغ..

فى البداية يقول د. أحمد صبري، استشاري السمنة والتغذية العلاجية: لا شك أن السمنة تصيب الطفل بالعديد من المشكلات الصحية التى تصاحبه فى مختلف مراحل عمره إذا لم يتمكن من مواجهتها والتخلص من وزنه الزائد، وحتى تتجنب الأم إصابة طفلها بزيادة الوزن لا بد أن تعلم الأم أن الوقاية تبدأ منذ أشهر الولادة الأولى، لذا ينبغى عليها اتباع الرضاعة الطبيعية حتى الشهر السادس بعده يمكن إطعامه بعض الأطعمة سهلة الهضم، مع الحرص على إطعامه وجبة الإفطار بشكل يومي بعد مرحلة الفطام، وتناول أغذية غنية بالألياف لتنظيم وتحسين عملية الهضم، بالإضافة إلى شرب اللبن بانتظام حيث يمنع تكون الدهون فى جسم الأطفال خاصة منتجات الألبان منزوعة الدسم، والإكثار من شرب الماء فهى تحمى من السمنة، إلى جانب ممارسة الرياضة بشكل يومي أو اللعب لمدة ساعة على الأقل يوميا، كما أنصح بالمتابعة مع استشاري تغذية ولو لمرة واحدة في العام للتأكد من نموه بشكل صحي وسليم ومناسبة طوله ووزنه، وتجنب استخدام الطعام كوسيلة ثواب أو عقاب لتعديل سلوك الطفل، وكذا تناول الطعام في وقت متأخر والوجبات الجاهزة والسريعة، والحد من تناول المشروبات الغازية والعصائر المعلبة والحلويات.

عادات أسرية

تنصح د. صفاء الحسيني، أستاذ التغذية بالمعهد القومي للتغذية بعدم تعويد الطفل على تناول كميات كبيرة من الطعام خصوصا في السنوات الأولى لما لذلك من تأثير على زيادة حجم المعدة وعدد الخلايا الدهنية وصعوبة السيطرة عليها في عمر متقدم، واتباع الوالدين عادات غذائية صحية حتى يكتسبها الطفل فى سن صغيرة، وتقول: ينبغى على الوالدين تجنيب الطفل ممارسة الألعاب الإلكترونية واستبدالها بالأنشطة البدنية، وكذا استبدال الوجبات الجاهزة بالمنزلية، بالإضافة إلى متابعة الوزن والطول بشكل مستمر، لافتة إلى أنه يسهل علاج السمنة والتخلص منها نهائيا قبل سن العشرين بينما تهدف كافة محاولات العلاج بعد هذه السن إلى تصغير حجم خلايا الدهون الموجودة بالجسم.

إعاقة دائمة

يذكر أن أحد المواقع الطبية العالمية على شبكة الإنترنت، قد نصحت الوالدين بالحد من شراء الحلويات عند التسوق حيث تحتوى على نسبة عالية من السكريات التى تعمل على زيادة الوزن، والتقليل من تناول المشروبات المحاة والغازية

واستبدالها بالمشروبات الصحية مثل العصائر والسوائل الدافئة، بالإضافة إلى منع الطفل من تناول الطعام أمام التليفزيون حيث يعمل ذلك على سرعة تناول الطعام وانخفاض الإدراك بكمية الطعام، إلى جانب إعطائه كميات قليلة من الطعام مع تقسيم وجبات اليوم على خمس وجبات ما بن سناكس الفواكه والمشروبات الصحية والوجبة الكاملة التى تحتوى على الخضراوات والفواكه، حيث تحتوى هذه الأطعمة على كمية كبيرة من الفيتامينات والعناصر الغذائية المهمة لصحة الجسم، وأخيرا الاهتمام بممارسة النشاط البدنى والتمارين الرياضية، كوسائل للوقاية من السمنة.

***

ارتفاع معدلات سمنة الأطفال على مستوى العالم

أوضحت دراسة جديدة لمنظمة الصحة العالمية أن معدلات البدانة لدى الأطفال والمراهقين ارتفعت 10 أضعاف على مستوى العالم خلال الأربعين عاما الماضية، وحلل الباحثون بيانات مؤشر كتلة الجسم لقياس الوزن من جميع أنحاء العالم تقريبا وتوصلوا إلى أن عدد البدناء من الأطفال ارتفع من ستة ملايين إلى 47 مليونا خلال الفترة من عام 1975 : 2016.

وظهر الاتجاه نفسه لدى الفتيات إذ ارتفعت أعداد البدينات منهن من خمسة ملايين إلى خمسين مليونا، وحثت الدراسة التي نُشرت في دورية "لانسيت" العلمية الحكومات على اتخاذ إجراءات فورية للحد من تسويق الأطعمة والمشروبات غير الصحية المليئة بالسعرات الحرارية والسكريات والموجهة للأطفال ومنع توافرها في المدارس، وفرض ضرائب على المشروبات السكرية.

***

107 مليون طفل حول العالم يعانون من السمنة

أظهرت دراسة حديثة أن واحدا بين كل 10 أشخاص فى العالم مصاب بالسمنة، فيما شغلت مصر مركزا رئيسيا على قوائم الإصابة بها، وقد شملت الدراسة 195 دولة صنفت حسب معدل السمنة والأعمار المعرضة للإصابة، فيما أشارت تقديرات الباحثين إلى أن أكثر من 107 ملايين طفل و603 ملايين بالغ يعانون السمنة.

وخلصت الدراسة التىأجرتها جامعة واشنطن فى سياتل إلى عدة نتائج منها:

- تضاعف معدل السمنة في 73 دولة خلال الفترة بين عامي 1980 و2015.

- عانى حوالي 5% من الأطفال و12% من البالغين السمنة المفرطة في عام 2015.

- حصلت مصر على النسبة الأعلى للسمنة بين البالغين، وكانت فيتنام صاحبة المعدل الأقل.