تجربة فريدة من نوعها يستحق عليها الشكر والثناء من سنها ومن أتاح تطبيقها، التجربة تمت فى صمت وفى تواضع جم، ولم ينتبه إليها أحد، بما يجعل عبارات الشكر واجبة لمن قام على تنفيذها بهذا الشكل الحضارى الذى يليق بمصر، وفنانيها، مبدعيها، ويستدعى ذكراهم، لرد الجميل لهم نظير ما أمتعونا به، ففى بادرة تعد الأولى من نوعها عمل الجهاز القومى للتنسيق الحضارى الذى يرأسه المهندس محمد أبوسعدة بالتعاون مع مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، مسئولية خروج مشروع «عاش هنا » للنور، والذى يترك بصمة لا تخطئها العين على أحياء العاصمة مترامية الأطراف والمكتظة بالبشر والبنايات وتعالوا نعيش معا داخل أجوائه..
التجربة باختصار لمن لم يعايشها حتى الآن تتمثل في وضع لوحات نحاسية غاية في الروعة والأناقة على مداخل العمارات التي عاش فيها العظماء، النوابغ من أهل الفن، الذين ساهموا في تشكيل وجدان المصريين، وأيضا العلماء الذين ساهموا في تقدم المحروسة وفي وضع اسمها عاليا في المحافل الدولية.
الجذور
يذكر أن الفكرة كان قد تبناهاوبشر بها الكاتب الصحفي الكبير أنيس منصور رحمه الله، وقد حمل مقال له حماسا غير محدود وقت طرح الفكرة، مطالبا محافظ القاهرة الأسبقد. عبد العظيم وزير بسرعة تنفيذها، وكم تمنى من قرأها أن تتحقق على أرض الواقع تخليدا لذكرى العظماء، هذا الأسبوع تجولت في شوارع وأروقة اثنتين من أرقى الأحياء التاريخية في مصر وهما حي جاردن سيتي أو "مدينة الحدائق" كما كان يسمى وحي الزمالك، وهتفت منبهرة؛ فها هي العمارات والقصور الفارهة التي شهدت أيام وذكريات وإبداعاتعظماء مصر ممهورة باللافتات النحاسية ـ تقترب من لمعان الذهب ـ تخلد ذكراهم، ها هي عمارة القيثارة ليلى مراد، وها هو منزل كامل بك الشناوي الشاعر الرقيق، الكوميديان عادل خيري، الكروانة فايزة أحمد وسليمان بك نجيب، وفي حي الزمالك توجد لافتة تحمل اسم ملك الكوميديا إسماعيل يس الذي ترى اسمه وكأن ابتسامته تطل منها لتداعب وجهك.
ليس أقل من أننطالب، ونرجو، ونلحعلى كل محافظ أنجبت أرضه مبدعا أو عالما أن يبادر باستكمال الفكرة مهما تكلفت من مال ـ وهو قليل ـ فليس أقل من أن نقول: شكرا لمن أسعدونا..
الوزيرة تدعم المشروع
كانت د.إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة، قد دشنت المشروع الذي أطلقه الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، بهدف تكريم الرموز.
المشروع كما صرح المهندس محمد أبو سعدة رئيس الجهاز القومي للتنسيق الحضاري،هدفه إعلاء قيم الجمال المادى والحفاظ عليه، مشيرا إلى أن قيمة مصر الحقيقية تتمثل فى رموزها التاريخية الذين أثروا الوطن بفكرهم وجهدهم، ومازالت أفكارهم وإبداعاتهم تعيش بيننا، والدولة رأت أنه يجب توثيق وتخليد ذكراهم.
كيف تستخدم التطبيق؟
يذكرأن المشروع بدأ فى أوائل عام 2017 وهو عبارة عن لوحة إرشادية تكتب عليها تاريخ ميلاد ووفاة كل فنان وصوره الشخصية وأهم الجوائز التي حصل عليها محليا ودوليا،ويمكن عن طريق استخدام تطبيقات الموبايل الدخول إلى صفحته الشخصية على الإنترنت وتصفح سيرته الذاتية وأعماله وحياته الشخصية،كل هذا وأنت تقف على بوابةالعمارة التي كان يسكنها في حياته.
مصادر المشروع؟
علمنا أن إدارةالمشروع استقت مصادرها ومعلوماتها عن الشخصيات الفنية والأدبية، بالتعاون مع مركز معلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء وأن اللجنة المشكلة لهذا الغرض قد أمدت المشروع بمعلومات قيمة عن أهم الشخصيات المكرمة وأن الناقد الكبير الراحل علي أبو شادي قد قام بجهد كبير فيما يتعلق بتكوين قاعدة بيانات وعناوين عدد كبير من الفنانين الذين تم التوصل إلى عناوينهم ووضع اللوحات المتطورة الاسترشادية، وجرى تخصيص موقع إلكتروني يضم السيرة الذاتية للشخصيات التي احتفى بها المشروع والأعمال التى أنجزوها مزودة بصور لأهم هذه الأعمال.
ساحة النقاش