إن جوهر الوظيفة الأمنية للشرطة خدمة المواطن، كما أن الشعور بالمسئولية والوعى بأهمية دور المواطن فى استقرار المجتمع هما الخطوة المهمة المتصلة بالعمل الأمنى لسلامة المجتمع، وطوال عقود مضت سعت جماعة الإخوان الإرهابية إلى الوقيعة بين الشرطة والشعب، واستغلت أحداث ٢٠١١ وفى عيد الشرطة بالذات لكسر الشرطة المصرية والسيطرة على الحكم فى مصر، وشاء العليم القدير أن يكشف مخططهم فى ذروة استيلائهم على السلطة، حتى قامت ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٤ وأوضحت دور الشرطة فى أنها دوماً لم تكن ضد مصلحة الشعب، ومساندة الشعب بقوة للشرطة المصرية فى تطهير مصر من بؤر الإرهاب بداية من "دلجا" ومروراً "بكرداسة" نهاية بما يجرى حتى وقتنا هذا فى سيناء تؤكد أن الشرطة المصرية هى شرطة للشعب، خاصة إذا لاحظنا الاحتفاء الشعبى بالقوات الشرطية أثناء كل تلك الأحداث، وبعد أيام قليلة سيتم الاحتفال السنوى بعيد الشرطة المصرية السابعة والستين لتجديد تقدير الشعب المصرى العظيم لعطاء أبنائه من رجال الشرطة فى يوم عيدهم ٢٥ يناير من كل عام، ذلك اليوم - وفى الإسماعيلية فى يناير ١٩٥٢ - الذى تجلت فيه بطولات رجال أوفياء من أبناء مصر قدموا المثل فى البسالة والشجاعة برفضهم الخضوع للظلم والطغيان والصمود حتى الاستشهاد بشرف وكبرياء، واضعين نُصب أعينهم كرامة هذا الوطن الغالى، الذى تهون من أجله كل التضحيات، إن رجال الشرطة هم جزء لا يتجزأ من هذا الشعب المصرى الأصيل، وكان موقفهم البطولى فى الإسماعيلية مستمداً من قوة هذا الشعب ومن حرصه على كرامته، واستعداده للتضحية بكل غال ونفيس لحماية كبريائه الوطنى، وإذا كنا نشيد ببطولات وتضحيات رجال الشرطة فى الماضى فإننا لا ننسى أبداً جهودهم فى الحاضر خاصة بعد أن تزايدت التحديات والتهديدات، ولكنهم كانوا دوماً على مستوى المسئولية الكبيرة الملقاة على عاتقهم، يبذلون أقصى الجهد ساهرين على أمن واستقرار هذا الوطن وسلامة أبنائه، لذلك على المواطن دور كبير ومهم فى دعم ومساندة جهود الدولة ورجال الأمن للوقوف جنباً إلى جنب مع الذين ضحوا بأنفسهم وأرواحهم فداء لهذا الوطن، وعليه فإن قمة نجاح هذا التعاون تكون بتخطى هذه المعوقات، وتتم كذلك حين يدرب المواطنون المتعاونون مع رجال الشرطة والأمن بوجه عام، تدريباً مشتركاً على إجراءات أمنية محددة تضمن وحدة المفاهيم، وتمكن الجميع من القدرة على الوصف والتخاطب بأساليب اتصال معتمدة ومحددة، وتحرص الدولة فى هذا التاريخ على تكريم أبطالها من رجال الشرطة الساهرين على أمن الوطن، والمدافعين عن مصر ضد الإرهاب الغاشم، وتكريم عدد من أسر شهداء الشرطة الذين استشهدوا أثناء أداء واجبهم الوطنى، فتحية لكل ضابط وجندى وفرد أمن شرطة، وتحية لكل أم وزوجة وأخت وابنة لضابط شرطة قدمت ابنها أو زوجها أو شقيقها أو والدها فداء للوطن، وتحية لكل ضابط أو جندى أو فرد أمن فى عيد الشرطة - الذى هو عيد كل المصريين - يقف فى الشارع فى هذا الصقيع على أى بقعة من أرض هذا الوطن لحمايتنا وحماية حدودنا.. وتحيا مصر.
ساحة النقاش