«الصديق وقت الضيق » مقولة قديمة تبين المعايير التى تحدد الصديق الجيد من السيئ، والأوقات التى يمكن أن يتيقن خلالها الفرد من صدق مشاعر أقرانه من حوله، لكن ماذا إذا تبين زيف تلك المشاعر وخبث نوايا الأصدقاء؟

فى جولتنا التالية نقدم لكِ بعض النصائح التى تساعدك فى التخلص من الصداقة الزائفة، ومراجعة قائمة الأصدقاء لدينا لنعرف من يستحق بحق منزلة الصديق..

فى البداية تقول آمال حلمى، مهندسة: الأصدقاء الحقيقيون تصنعهم المواقف وليس سنوات العشرة، فالصديقة الحقيقية التى ألجأ إليها وأجدها دائما بجانبى دون تأفف أو تزمر، فعلى الرغم من وجود أصدقاء منذ مرحلة الجامعة إلا أنهم أصبحوا فى دائرة المعارف، أما صديقتى فهى دائما بجانبى وقت الأزمات قبل الأفراح.

وتقول مروة أحمد، أخصائية اجتماعية: تعرفت على أقرب صديقاتى خلال دراستى الجامعية رغم تكوينى العديد من الصداقات فى المراحل التعليمية المختلفة إلا أننى اكتشفت أنها علاقات مبنية على المصلحة لذا اضطررت إلى التخلص منها لأنها تشكل عبئا علي ولا يجب الاحتفاظ بمثل هؤلاء الأشخاص فى حياتى.

أما أمنية عبد الخالق فتقول: فشلت كثيرا فى اختيار أصدقائى وكانت أمى تحذرنى منهم ويتضح فى النهاية أن كلامها صحيح، لكننى مع الوقت تأكدت أن الصديق لابد أن يتحمل صديقه ويساعده ولا يستغله أو يتحدث عن أسراره مع الآخرين، لذا اكتفيت بالاحتفاظ بمجموعة من المعارف ولن أتسرع فى بناء صداقة قد تخذلنى فى وقت ما.

"أنا لا أحزن على فراق صديق مخادع"، هكذا بدأ أحمد عمرو حديثه ويقول: عندما نكتشف خيانة صديق أو نفاقه لابد من التخلى عنه فورا لأن معرفته تسبب العديد من المشكلات، لكن لا يعنى الانخداع فى شخص أنه لا يوجد آخرون يستحقون الصداقة ويقدرون معناها لذا ففشل صداقة يجب اللا يكون عائقا أمام تكوين علاقة أخرى.

الأنانية والمصلحة

تعلق د. وفاء نعيم، أستاذة علم الاجتماع المساعد بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، على الآراء السابقة قائلة: للأسف تسببت سيطرة الأنانية والمصلحة على علاقات الصداقة فى إفسادها، فالصديق الحقيقي من يظهر معدنه الأصيل وقت الشدة، ومن صفاته لا يخون الأمانة ويكون أهلا للثقة، وتتحدد درجة الآلام التى يشعر بها الفرد بعد تعرضه لخيانة من صديقه بدرجة القرب والتواصل بينهما، فكلما كانت الثقة وقوة العلاقة كان فشلها أمر صعب، لذا أنصح كل شخص مر بتجربة صداقة فاشلة ألا يفقد الثقة فى نفسه أو فى الآخرين فالحياة مليئة بالأشخاص الجيدين والفرصة كبيرة للتعلم من الاختيارات الخاطئة والوجع الذى خلفته يجعلنا أكثر دقة فى اختيار المقربين إلى حياتنا مع مراعاة عدم وضع جميع أسرارنا أمامهم لأنهم قد ينقلبوا أعداء ذات يوم، وأخيرا لابد وأن نتذكر المقولة "الصديق هو من صدق" ولتكون دائما نصب أعيننا فى اختيار الرفيق الحق، فإذا ظهر منه عكس ذلك نستبعده من حياتنا فورا ونتعلم من تجربتنا معه.

ليست نهاية للحياة

يقول د. إبراهيم مجدى، استشارى الطب النفسى: من الطبيعى أن تفشل الصداقة بين أى طرفين, فكل شخص له أخطائه وعيوبه التى قد لا يتحملها الطرف الآخر وبالتالى لابد أن نهيئ أنفسنا لخسارة علاقة الصداقة والبدء من جديد, فالحياة لن تتوقف خاصة مع اتساع دائرة المعارف والأصدقاء التى امتدت إلى وسائل التواصل الاجتماعى المختلفة وفى مقدمتها فيس بوك وبالتالى يسهل تكوين مجموعة من الصداقات المبنية على الالتقاء الفكرى والارتياح النفسى واختيار أشخاص ذوى طاقة إيجابية على قدر عالى من الصدق والأمانة وحفظ الأسرار مهما كانت بسيطة، وكذلك التفاهم وتقدير كل طرف لصداقة الآخر فكل هذا يجعلنا نختار أصدقاءنا بدقة أكثر، مع العلم أن الصداقة لا تقاس بعدد السنوات, وإذا اتضح أن صديقا ما لا يستحق تلك العلاقة فلابد من التعامل مع الأمر بمرونة لأن الصداقة مثل كل العلاقات الاجتماعية التى تحتاج لوقت لبنائها من خلال الأخذ فى الاعتبار أن الحياة مستمرة ومليئة بالأشخاص الجيدين والسيئين على حد سواء وعلينا تقبل خسارة بعضهم فى أى وقت.

الحياة لا تخلو من غدر من نسميهم "أصدقاء"!

ترى سالى حسن، مدربة تنمية بشرية أن الصديق الحقيقى الذى يتناغم معه الشخص بعقله وقلبه ولا يخجل أبدا من مصارحته بمشكلاته وإخفاقاته لأنه لا يقسو على صديقه بل يمد له يد العون لتصحيح مساره, وتقول: لا يحظى الإنسان بذلك الصديق فى حياته إلا مرة واحدة, ولأن الحياة لا تخلو من غدر الأصدقاء, لذا لا يجب أن يجعل الإنسان نهاية علاقة الصداقة سببا فى إفساد حياته أو إفقاده الثقة بنفسه وجميع من حوله، فربما كان ينقصه الخبرة الكافية للحكم على العلاقات, وليتأكد دائما أن هناك فرصة لتصحيح المسار واختيار أصدقاء حقيقيين تملأهم الطاقة الإيجابية والتفاؤل ويدفعوه نحو النجاح وحب الحياة.

المصدر: كتبت: أميرة إسماعيل
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1274 مشاهدة
نشرت فى 31 يناير 2019 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,920,167

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز