بين ترنيمة وابتهال وأجراس كنيسة وأذان مسجد نحيا فى حب الوطن.. حقاً لقد بدأ العام الجديد 2019 بطاقة أمل وتتويج لجهود مصرية حثيثة لاستعادة وضع مصر الريادى فى العالم أجمع، واستطاعت مصر لفت أنظار الشرق والغرب بافتتاح أكبر جامع وأكبر كاتدرائية فى المنطقة ليس فقط وإنما الشروع فى البناء والانتهاء منه فى نفس الوقت ليسجل التاريخ يوماً جديداً، مدعاة للفخر والاعتزاز من قبل كل مصرى تجاه الخطوات التى تخطوها الدولة للبناء والنهضة والتنمية، كما يجيء تقليد فخامة الرئيس لحضور قداس عيد الميلاد المجيد مع الأخوة الشركاء فى الوطن أشقائنا المسيحيين غاية فى التقدم والتحضر والرقى ننتظره جميعاً كل عام مسلمين ومسيحيين، وهذا العام كان الاحتفال مزدوجاً كونه فى أكبر كاتدرائية، بالإضافة لتبادل المواقع لكل من شيخ الأزهر الشريف الشيخ أحمد الطيب بقامته وقيمته العلمية والدينية، والبابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وباطريرك الكنيسة الأرثوذكسية وهو ما نعتبره أقوى رد على أصحاب النفوس الرذيلة خونة الوطن وأعدائه، حيث محاولة الفتنة الطائفية ووقوع الاعتداء من فوق المسجد لتخرج الحماية من شيخ المسجد رداً على هذا الافتراء، ويقع المقدم مصطفى عبيد أحد ضباط المفرقعات التابعة للحماية المدنية شهيدا لهذا الاعتداء، ليكون تأكيداً على دور المواطنة وحماية المسلمين والمسيحيين كل منهما للآخر، واعترافاً بدور الشرطة المدنية ومؤسسات الدولة فى توفير الأمن والأمان والاستقرار مهما كانت المحاولات الغاشمة فلتسقط هباء أمام وحدة الصف المصرى.
أعود لكلمات الشيخ الطيب من الكاتدرائية، وكلمات البابا من المسجد لتجسد العناق الحقيقى ما بين الأديان السماوية والتى تجسده الكنيسة والجامع تعبيراً عن المودة والأخوة المتبادلة بين المصريين فى رباط أزلى بعيداً عن محاولات الفرقة والوقيعة الصهيونية.
ملحمة وطنية ضد الفتن التى أشار إليها السيد الرئيس أنها لا تنتهى أبداً، فمصر على مر الأزمنة كانت ولا تزال وستظل مطمعاً لما حباها الله من نعم وخيرات، ولكن علينا أن نعى أهمية ودور بلدنا المحلى والإقليمى والدولى وأن نثق فى قدراتنا البشرية ومواردنا الطبيعية وأن نعلى من القيم الإنسانية وتعزيز الحوار بين الأديان ونشر قيم التسامح وقبول الآخر وجميعهم لوحدة المصريين وعدم الفرقة والتشرذم فيما بينهم، فها هى القيم السمحة للأديان السماوية التى تتفق فى أحكامها لخلق أناس يجمعهم الخير والسلام المنشود.
ولعل التاريخ يذكرنا أنه فى عام 1919 أى منذ قرن من الزمان خطب القمص سرجيوس من داخل الأزهر الشريف لحث الشعب على مواجهة الاستعمار، وها نحن الآن نستمع لحكماء هذا العصر لحث الشعب أيضاً على مواجهة الاستعمار، وأعود وأكرر الاستعمار.. نعم إنها المحاولات الصهيونية الاستعمارية ولكن هذه المرة عن طريق الجيل الرابع والخامس من الحروب، ولتكن العاصمة الإدارية الجديدة منارة بمآذن مسجدها وصلبان كنيستها فى عناق وتماسك يؤكد عظمة المصريين ودولتهم صانعة الجغرافيا والتاريخ.
حقاً الفرحة تعم الأرجاء فهو يوم بهجة وفرح لكل المصريين يتزامن يوم ذكرى ميلاد السيد المسيح عليه السلام.
شكرا سيادة الرئيس لوفائك بالعهد، وشكراً لكل سواعد المصريين التى باتت تعمل ليلاً ونهاراً ليخرج هذا الإنجاز المشرف ليسطر صفحة جديدة مضيئة من صفحات الإنجازات المصرية فى عصرها الحديث.
وسيظل حصاد شجرة الحب التى غرسناها تؤتى ثمارها لتنعم علينا مسلمين ومسيحيين فى ملحمة الوحدة الوطنية للمصريين.
ساحة النقاش