حالة من الحزن والاكتئاب تعترى المرأة بعد انفصالها عن شريك حياتها الذى قاسمته الأحلام وشاركته رسم ملامح المستقبل، هناك من يتمكن من التغلب على هذه الحالة ومن يقعن أسيرات لآلام الماضى وذكرياته الحزينة.
فى السطور التالية نستعرض قصص أزواج وزوجات نجحوا فى بدء حياة جديدة بعد فشل زواج نسجوا له أحلاما ومستقبل ورديين ليكونوا نماذج ملهمة لكل من يمر بمثل هذه التجربة على أن الحياة لا تقف عند أحد..
فى البداية تقول مروة منصور، صاحبة أحد المشروعات الصغيرة وأم لطفلين: بعد زواجى بثلاث سنوات تسرب الملل لحياتى الزوجية فأنا لم أعد تلك المرأة التي ارتبط بها زوجى بنشاطها وحيويتها، وهو كذلك لم يعد الذي أعهده، ومر على الطلاق ثلاث سنوات أخرى أقمت خلالها مشروعي الخاص، لكن زوجي كان متكفلا بأبنائه ولم يقصر في حقوقهما، ومن هنا كانت البداية الجديدة حيث استشعرت أنه رغم ابتسامة طفلاى إلا أنهما يفتقدان شيئا لذا عدت إلى زوجي بعد أن تمسكت بأن يكون لي دخلي الخاص، وها نحن نعيش حياة هادئة مستقرة.
أما أسماء محمد، معلمة فتقول: رأيت الموت بعينى مع ذلك الرجل الذي رحمني الله منه بالطلاق، كان غليظ اللسان وطويل اليد، مررت بتجربة خسرت فيها كل ثقتي بنفسي وحبي لذاتي، خلعته وتبرأت من كل حقوقي وبعدها اسودت الحياة في عيني من أين أبدأ وكيف أبدأ من جديد، واستمريت في العمل دون روح وفقدت ثقتي في كل من حولى حتى عوضني الله برجل حنون رءوف بى، لأتأكد أن الحياة لا تقف عند أشخاص.
إصرار على الاستمرار
يقول آدم سعد، محاسب: بعد زواج دام 20عاما انفصلنا فلم تعد الحياة بيننا تطاق لأفقد الأمل مع الانفصال عن زوجتى في أن أبدأ من جديد، لكن بعد فترة استطعت فتح صفحة جديدة مع سيدة تشاركنى الظروف لأشعر معها أنني وجدت روحي من جديد.
أما ياسمين يوسف فقد عانت من تجربة زواج فاشلة برجل أصر على هدمها معنويا، إلا أنها لم تستسلم لذلك بل قررت أن تنجح ومعها ابنتها حيث تقدمت إلى الجامعة لمناقشة رسالة الماجستير ومن بعدها الدكتوراه وحصلت عليها بامتياز والآن أصبحت أستاذة بإحدى الجامعات الخاصة، وتقول: بعد أن كنت أتساوى مع كراسي المنزل فقد أصبحت ابنتي ذات الـ 12 عاما فخورة بنجاحاتي وكما هو حالي معها فهي دائما من المتفوقات.
أما السيدة عايدة أحمد ذات الأربعين عاما من عمرها فتحكى تجربتها قائلة: كنت أبحث عن الحب وتلك كانت المشكلة لدى طليقي، فأنا امرأة رومانسية الأمر الذى يعتبره إهانة في حق رجولته، لذا طلبت الطلاق بكل هدوء، وبعد معاندة وخناق وتحكيم الأسرة انفصلت عنه ولم أبحث بعدها على الحب واكتفيت بالمكوث فى منزل العائلة، لكن بعد عامين قررت العمل بإحدى الشركات التجارية التي تعرفت من خلالها على زميل وسرعان ما تطورت العلاقة إلى صداقة ثم إلى حب لنتزوج بعد ذلك وأنجب منه 3 أبناء لكني لو لم أكن مررت بتجربتي الأولى ما كنت استطعت أن أختار ذلك الرجل الذي أحبني حقا.
علاقة تعويضية
تعلق الإعلامية أميرة الفيشاوي، أستاذ العلوم الإنسانية والتربوية على التجارب السابقة قائلة: في البداية لابد أن نعترف أن هناك زيادة واضحة في نسب الطلاق وذلك راجع لسوء الاختيار، ومن هنا على المرأة التي تعرضت للانفصال أن تتفهم أنه ليس وصمة عار، بل لابد أن تعلم أنه ليس شرطا أن يكون عيبا بها أو بالطرف الآخر ولكن عدم وجود التفاهم والتكامل سبب إنهاء العلاقة.
وتتابع: سر استمرار أى علاقة الاختيار الصحيح والتقدير، فعلى من تعرضت لعلاقة لم تكتمل أن تتأنى ولا ترتبط قبل سنة على الأقل حتى لا تكون مجرد علاقة تعويضية تظلم بها نفسها والشخص الآخر، لكن عليها استعادة نفسها وثقتها وتبدأ بوضع ضوابط لنفسها ولشكل العلاقة حتى لا تكرر أخطاءها السابقة.
كينونة الزواج
ترى د. شادية قناوي، أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة عين شمس أن الحياة بها الفشل والنجاح وأنه من الطبيعي أن تنجح علاقات وتفشل أخرى ولكن الحياة عليها أن تستمر في كل الأحوال كما هو الحال مع كل المشكلات التي نواجهها، وليس شرطا أن تفشل العلاقة من جديد.
وتقول: أصبحت لدى المرأة المطلقة فرصة أخرى في اختيار أفضل بنضج، فمن منا لا يتعلم من درس وقع به، لكن عليها ألا تتنازل عما كان سببا في المشكلات السابقة وأن تعلم كينونة الزواج وأنه حياة عامة بها المشكلات والإيجابيات، بالإضافة إلى كيفية مواجهة المشكلات ووضع حلول لها.
ساحة النقاش