حكيت لك طرفا من حكاية قارئتى نشوى 36 سنة الجميلة خريجة كلية الألسن التى رزقها الله بزوج ثرى محترم من أقرباء والدها وهى بعد فى السنة الثالثة بالكلية, وكان زوجها قد عقد قرانه على فتاة جميلة من العائلة أيضا لكنه لم يتم زيجته ولم يعرف السبب اليقينى لعدم إتمام الزفاف لكن ما تناقلوه بعد ذلك هو وجود خلافات مالية بين شقيق العروس وبين المهندس خالد بل قالوا إنه (نصب) عليه فى مبلغ مالى كبير!

المهم أن نشوى أصرت على الزواج بعد التخرج في كلية الألسن, وكان لها ما أرادت, واشترى عريسها شقة وأثثاها بأغلى الأثاث والسجاد والستائر والأجهزة الكهربائية الحديثة وتزوجا, ورفض خالد أن تعمل زوجته, ورزقا بالابنة الأولى ثم الثانية على مدى أربعة سنوات من زواجهما, وكانت تعتبر نفسها من المحظوظات, وكانت سعيدة فى حياتها رغم تدخلات حماتها فى حياتهما بصفة دائمة حتى فاجأها زوجها بطلب غريب عرفت أنه من مقترحات والدته, وكانت مفاجأة أليمة بالنسبة لها, ولم تكن نشوى لتحيد عن موقفها الثابت قيد أنملة!

***

واستطردت السيدة نشوى.. كنت قد لاحظت فى العام الأخير من زواجى وهو العام الرابع أن زوجى أصبح يقضى معظم وقته خارج المنزل, وكان فى السنوات السابقة يحب أن يمكث معى ومع بنتيه فى البيت أطول وقت يتاح له بعد أن يفرغ من أعماله الكثيرة, وكان زوجى يشكو دائما من قلة المبيعات خلال الضائقة الاقتصادية الأخيرة.

وكما تعرفين فإن خالد يمتلك معرضا للسيارات ومكتبا للاستيراد والتصدير, وكان يقول: (الحالة وحشة) ولم أبع سيارة واحدة منذ شهرين أو أكثر, وكنت أقول له: نحن فى نعمة بحمد الله ولدينا ما يكفينا وما ضاقت إلا لتفرج وعلينا أن نتحمل ظروف بلدنا حتى يفرجها الله على الجميع عن قريب بإذن الله تعالى, وكان يقول دائما ونعم بالله!

***

واستطردت السيدة نشوى – حسبت أن زوجى سوف يخبرنى كالمعتاد عن ضيق الحال فى تجارته.. لكنى فوجئت به يقول لى: أنت عارفة يا نشوى أننى أحبك منذ أن كنت صغيرة لكن الناس كلهم قالوا لى إن خلفتك كلها هتكون من البنات وأنا أتمنى أن يكون لى ولد يورث شركتى ومعرضى وعقاراتى, وأنت عارفة إنى طلقت رشا قريبتنا قبل زفافى عليها وهى الآن لم تتزوج وفى حالة نفسية صعبة لأنها كانت تحبنى كثيرا ولا ذنب لها فيما جرى من شقيقها.. ومنذ عدة شهور أعاد إلى باسم شقيق زوجتى السابقة رشا المبلغ الذى كان قد استدانه منى وكانت هى بصحبة أخيها عندما أعادا لى المبلغ, ولاحظت حزنها وهزالها نفسية صعبة لأنها كانت تحبنى كثيرا ولا ذنب لها فيما جرى من شقيقها.. ومنذ عدة شهور أعاد إلى باسم شقيق زوجتى السابقة رشا المبلغ الذى كان قد استدانة منى وكانت هى بصحبة أخيها عندما أعادا لى المبلغ ولاحظت حزنها وهزالها وفهمت أنها ما زالت تحبنى وأنها ترضى بأن أتزوجها وأنا متزوج منك ولدى ابنتان منك.. وقالت إنه لم يتقدم لها أى عريس بعد أن عرف كل الناس بطلاقها قبل الزفاف, وحملتنى مسئولية تحطيم حياتها دون أن يكون لها أى ذنب! وقالت لى: اسأل ضميرك.. هل أسأت إليك فى يوم من الأيام؟ وهل كنت طامعة فيك أبدا؟ وهل أغضبتك فى أى يوم؟

***

واستطردت قارئتى نشوى.. قلت له: ماذا تريد بالضبط منى يا خالد؟ قال: استسمحك فى أن أردها إلى عصمتى وأدخل بها لعلها تأتينى بالولد الذى أتمناه وفى نفس الوقت أريح ضميرى الذى يعذبنى لأنها لم تكن زوجة سيئة بل كان شقيقها هو الذى (زور) شيكات وأوراقا ضدى لكنه فى النهاية دفع لى كل مستحقاتى فهل تقبلين وهذا هو رأى أمى وسوف أكون عادلا بينكما بإذن الله, قلت له قولا واحدا: أنا مثل الفريك لا أقبل أى شريك! إذا كنت تريد أن تردها إلى عصمتك فعليك قبل ذلك أن تطلقنى وأن تكتب لى الشقة التى أعيش فيها أنا وابنتاك باسمى واسم بناتك ومع ألف سلامة والقلب داعيلك, وتذكر أيضا أننى لم أكن زوجة سيئة بل كنت أرعاك وأساندك وحافظت على شرفك وربيت بنتيك أحسن تربية وهذا هو رأيى لا أرجع فيه, فهل أنا غلطانة يا سيدتى؟ أمى وأبى وصديقاتى يقلن لى أن رأيى غلط وأننى أتركه لها بكل ثروته ووقته وفلوسه وكيانه لكننى قولا واحدا لا أستطيع أن أتحمل وجود امرأة أخرى فى حياة زوجى!

***

أشعر بك وأقدر حالك خاصة أن خلفة البنات أو الصبيان تعود لنطفة الرجل وليس المرأة؟ وأعرف مرارة أن تتركى زوجك لامرأة أخرى وقد أحببته وأخلصت له.. فكرى جيدا.. دعى الزمن يقرر لك ما هو فى صالحك ولا بأس من أن يكتب الشقة لك وابنتيه ضمانا للمستقبل.

المصدر: بقلم : سكينة السادات
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 651 مشاهدة
نشرت فى 7 فبراير 2019 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,458,081

رئيس مجلس الإدارة:

أحمد عمر


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز