طاقة إيجابية يمنحها لكل من يتعامل معه على الصعيد الإنسانى، وتُرتَسَم على شفاه الآخرين ممن يعملون معه، فبقدرته وخبرته يتحول الجميع لأسرة تربطهم مشاعر الحب والمودة قبل صلات الإبداع، فهو إنسان من الطراز الأول محب للحياة، متفائل، وطنى، يبرز قضايا وطنه واهتماماته بشكل أو آخر، إما عن طريق المباشرة أو التماهى فى موضوعات أخرى للتأثير على المتلقى حسياً فيتبنى قضاياه العامة بروح المنتمى لحنين أرض الكنانة, والتعدد والتنوع فى أطروحاته وكذلك العناصر المشاركة يخلق منها إبداعاً يخاطب به ملايين البشر فيجعل منه أيقونة مسرحية ترعى الإبداع الشبابى الجاد، وهو ما ترجم من خلال المواهب الشابة التى تخرجت على يديه فى مركز الإبداع.. إنه الفنان المخرج المسرحى خالد جلال والذى شاهدت منذ أيام عرضه الأخير "الزائر" والذى يحمل عدة رسائل للعالم أجمع من مصر السلام.

فكرة العرض بسيطة والقصة تناسبت مع عرضها مسبقاً فى منتدى شباب العالم بمدينة شرم الشيخ تحت رعاية فخامة الرئيس، وإعادة عرضها كان أحد التوصيات لاستمرار آلية التواصل بين شباب الدول المختلفة، وبالفعل شارك فى العرض شباب من إحدى عشر دولة وهو ما يؤكد فكرة تعزيز الشراكة بين شباب المنتدى، والحرص على توصيل رسائل إيجابية يبثها هؤلاء الشباب عن بلدنا سيكون لها تأثير إيجابي على المدى القريب والبعيد.

"الزائر" يعتمد على مجموعة من الاسكتشات التى تهتم بالعلاقات الإنسانية التى نفتقدها وبالأخص مع التقدم التكنولوجى الهائل الذى أثر سلباً على تلك العلاقات، فى محاولة لبث روح الترابط والتراحم فيما بين البشر بعيداً عن الأجهزة الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعى التى عملت كمنصات لإزاحة كثير من المشاعر الإنسانية والتقارب البشرى فيما بيننا، وهو ما نعانى منه فى بيوتنا ومجتمعاتنا نتيجة للاستخدام السيئ للتكنولوجيا، واعتبر هذا العمل محاولة لإعادة محاسبة الذات فى كيفية التعامل مع هذه الوسائل الحديثة بما لا يسيء إلى أنفسنا أو إلى بلدنا، والعودة إلى العقل بعدم الانبطاح تجاه هذه العادات السلبية الحديثة والتى تفقدنا كثيرا من متع الحياة.

الواقع أن ما أبهرنى فى هذا العرض هو الألفة الشديدة فيما بين المشاركين، ربما عهدناه من أبطال المخرج المصريين فى عروض سابقة، ولكن حالة الحب التى تجمع أبطاله على اختلاف أدوارهم وبالطبع لغاتهم وانتماءاتهم تبرهن أنهم توحدوا إنسانياً على المشاعر النبيلة اللافتة، وعلى الارتباط بمصر وهو ما يخلق حالة من الإبداع العابر للقارات، فبالفن نستطيع أن نعبر حدود الجغرافيا ونتجاوز عما عجزت السياسة فى تحقيقه، إنها المتعة الحقيقية للإبداع ورسالة لعودة الأمن والأمان والطمأنينة لتلك الدول المشاركة وغيرها ممن يتربصون بوطننا الغالى، ليشعر الجميع بالمحبة والسلام فى بلدنا ليس فقط خلال فترة تنظيم منتدى شباب العالم وإنما الأمن والأمان الذى استعدناه من خلال جهاز الشرطة والقوات المسلحة.

استطاع المخرج رغم اختلاف الجنسيات واللغات بل والأزياء المعبرة عن قومية المشاركين بتوجيه لغة الجسد والتفاعل فيما بينهم لخلق حالة مبهجة فى إطار مغلف بالكوميديا، وتأكيد ضمنى على أهمية الفن والإبداع الذى يحطم الحواجز والجدران التى قد نصنعها لأنفسنا كبشر أو قد تضعها الاختلافات السياسية، لننساق فى بوتقة الفنون متجاوزين تلك الصغائر هائمين فى عالم الارتقاء الحسى, إنه حقاً خالد جلال صانع البهجة والمتعة ومايسترو المسرح كما أطلقت عليه مسبقاً والذى يمتع جمهوره وتجاوز بما حققه حدود الشباب المصرى ليكتشف مهارات شباب العالم ممن قدموا لبلدنا الحبيب, خالد جلال لا زال فى جعبته الكثير من الإبداع وسيظل فناناً مبدعاً بما لديه من أخلاقيات وإنسانيات راقية قلما نجدها, تحية محبة وتقدير لفريقه المتميز صانع المحبة.

المصدر: بقلم : د. رانيا يحيى
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 347 مشاهدة
نشرت فى 27 فبراير 2019 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,458,388

رئيس مجلس الإدارة:

أحمد عمر


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز