صعيدية قنائية متفتحة، اقتحمت مجالين من أصعب المجالات التى يمكن أن تعتليها المرأة، ألا وهما الصحافة والإعام ، بل ونجحت فيهما وأثبتت نفسها، لم تترك عملها يؤثر بالسلب على حياتها الأسرية بل وفقت بالجمع بينهما، الإع امية ل انتصار عطية تتحدث لحواء عن مشوارها الصحفى والإعامى ومشاركتها فى الحياة العامة والخدمية فى هذا الحوار.
ما القصة الأولية وراء شغفك بالصحافة والإعلام؟
أحببت الإعلام والصحافة منذ الصغر، فقد كنت شجاعة لا أخشى من حولي ولا أشعر برهبة في وجودهم، على خلاف الكثيرات في سني خاصة من بنات الصعيد، فعلى الرغم من أن والدي ينتمي لإحدى القرى الصعيدية إلا أن أنه لم حبسني في قوقعة إلى جانب أن والدتي قاهرية متعلمة، لذا فقد كانا يعملان دائما على تشجيعي في الاشتراك بأنشطة المدرسة، وأتذكر في المرحلة الابتدائية كانت لي بعض الكتابات في الصحافة المدرسية إلى جانب اشتراكي في الإذاعة المدرسية وفي فريق التمثيل، غير أنه في فترة من الفترات احتجبت فكرة الصحافة والإعلام نوعا ما لدي إلى أن تحينت الفرصة لإخراجها مرة أخرى.
تستطرد.. كما قلت سابقا أنني أنتمي لإحدى قرى الصعيد، وتزوجت من رجل صعيدي مؤمن بالمرأة ويؤمن بأدوارها المتعددة ولكنه لم يحبذ عملي في ذلك الوقت خاصة مع ظروف سفرنا وإقامتنا لفترة في الخارج بل فضل أن أقوم بدوري في رعاية الأبناء، في حين أنني مؤمنة بأن الأنثى الناجحة هي الأنثى الشاملة، مؤمنة بأن عمر الأنثى مراحل: مرحلة تتعلم فيها، مرحلة الأمومة ثم ربة المنزل المعلمة لأبنائها، لذا احتجبت عن العمل العام لمدة 15 سنة، حتى وصلت بأبنائي لبر الأمان فلدي من الأبناء ثلاثة، مهندسة معمارية حاصلة على الماجستير وفي طريقها للدكتوراه، نقيب شرطة، وأكبرهم محامي.
وما قصة احترافك للعمل العام؟
بدايتي كانت مع عالم الصحافة حيث التحقت بجريدة محلية بمحافظة قنا، كمشرفة على صفحة المرأة والطفل والصحة، ومازلت أعمل بها، كتبت في عدة صحف وحاليا محررة بجريدة أخرى، تدربت لفترة في جريدة الجمهورية، كتبت سلسلة من المقالات عن مناهضة العنف ضد المرأة وبعدها سلسلة مقالات مناهضة للعنف ضد الفتاة ثم مقالات عن العنف ضد الطفل ومناهضته.
وماذا عن الإعلام المرئي؟
قبل عملي بالإعلام المرئي طُلبت في الإعلام المسموع كضيفة في إذاعة الشباب والرياضة، لأتحدث عن المرأة الصعيدية ومشكلاتها، بعدها كنت ضيفة عن ثورة يوليو المجيدة، بعدها طُلبت كضيفة في الإعلام المرئي للتحدث عن نفسية المرأة وحقوق المرأة الصعيدية والطفل، من هنا كانت انطلاقتي للعالم المرئي كمقدمة برامج وكان برنامجي بعنوان "البداية" وهو برنامج اجتماعي تناولت فيه العديد من القضايا المهمة كزواج القاصرات وأضراره والطلاق وأسبابه المؤدية له قبل وبعد الزواج والعنف ضد المرأة والطفل، ثم انتقلت لإحدى القنوات الفضائية ببرنامج جديد بعنوان "موضوع الساعة" وهو برنامج سياسي اجتماعي اقتصادي إنساني، يتناول قضايا الساعة ويتناول بعض من مشاكل المواطنين ونعمل على حلها مع المسئولين، وأخيرا انتقلت لقناة أخرى من خلال تقديمي لبرنامج "موضوع للمناقشة" أسير فيه على نفس النهج للبرنامج السابق، والذي استضفت فيه العديد من الضيوف في جميع المجالات.
وماذا عن العمل الخدمي؟
تقول انتصار بحماس سيدات الصعيد: بداية أحب أن أوضح نقطة مهمة وهي أن الصعيديات الآن نجحوا تماما في تغييرالصورة الراسخة في ذهن الكثيرين عن المرأة التي ترتدي "الملس" وتهمل التعليم، أو كونها جاهلة غير مطلعة على الجديد، بل على العكس المرأة الصعيدية معروفة بقوتها ومشاركتها للرجل منذ قديم الأزل، هذه المرأة حاليا متعلمة ومتفتحة تشارك في العمل العام وقادرة على التحدي، وعن نفسي فقد وقفني الله بأن أخدم مجتمعي "الصعيدي"، فالتحقت بمعهد إعداد دعاة وحصلت على إجازة للعمل كداعية وبالفعل أعمل بها، هذا إلى جانب العمل المجتمعي الخدمي للنساء الصعيديات وغيرهن، حيث نساهم في رعاية الأرامل والأيتام وغيرهما من الأنشطة الخدمية.
تقولين إن زوجك حبذ لفترة رعايتك لأبنائك، كيف وافق على عودتك؟
زوجي – رحمه الله – كان رافضا وقت أن كان أبنائي صغارا وبحاجة لي وأنا استشعرت حاجتهم لوجودي بالقرب منهم؛ لذا لم أمانع، وبعد أن وجدنا أن الأبناء قد أصبحوا قادرين على تحمل مسئوليتهم بأنفسهم لم يمانع إطلاقا خروجي للعمل الخدمي أو الصحفي، بل على العكس كان يشجعني ويحفزني، أما خطوة العمل بالإعلام فقد جاءت بعد وفاته.
ساحة النقاش