تغيرات كثيرة داخلية وخارجية تعترى المرأة تحت مسمى «أزمة منتصف العمر »، ينجح البعض فى تخطيها والتعايش معها بينما تقع أخريات فريسة للإحباط والاكتئاب خاصة إذا افتقدت الزوجة اهتمام الزوج ودعمه لها، فكيف تتعامل المرأة مع هذه المرحلة الحرجة؟ وما الدور الذى يجب أن يقوم به الزوج والأسرة لمساعدتها على العبور إلى بر الأمان دون أى تأثيرات سلبية على نفسيتها وعلاقتها بأسرتها والمجتمع؟

تساؤلات عديدة طرحناها على عدد من المختصين لنقدم لك روشتة للعبور من هذه الأزمة...

في البداية تقول سناء محمود: بعد بلوغى الأربعين من عمرى بدأت أشعر بتقدمى فى العمر الأمر الذى انعكس على علاقتى بأولادى وزوجى، خاصة بعد ظهور التجاعيد وعلامات الكبر على ملامحى، بعدها تابعت حياتي واهتممت بنفسي أكثر وباشرت عملا جديدا من منزلى ما ساعدنى فى تخطى تلك المرحلة.

أزمة منتصف العمر لدى سامية فتحي بدأت في عمر الـ 45 حين ظهرت عليها بعض التغيرات الشكلية وأعراض أخرى مرافقة لها كالتعب والإرهاق التى أقلقت سامية وجعلتها تفكر بحلول لتفادي تفاقم حالتها واستعادة رشاقتها، فلجأت إلى ممارسة الرياضة واتباع أنظمة غذائية معينة، وتقول: عندما بلغت الـ 45 شعرت بآلام تتسلل إلى جسدي شعرت معها بالذنب لعدم عنايتى بصحتي، خاصة بعدما لاحظت التغيرات التي طرأت على وجهي والخطوط الجديدة التي ارتسمت عليه، ما أشعرني بالإحباط خصوصاً أنّ هذه المرحلة تزامنت مع انفصالي عن زوجي والعيش برفقة أولادي.

المعنى الحقيقى للحب

ترى سميرة محمد، 61 سنة مهندسة أن العمر مجرد رقم وأن الحب والعيش وسط أسرة تحبك وتحبها فذلك المعنى الحقيقي للحياة، وتقول: كان سن الأربعين بمثابة محطة توقّفت عندها وأجريت عملية تقييم لما مررت به في حياتي، سألت نفسي ماذا فعلت، وماذا حققت وماذا علي أن أفعل في الأيام المقبلة؟ وتعترف سميرة بأن المرأة تصبح ناضجة فى هذه المرحلة وتستطيع رؤية الأشياء على حقيقتها أكثر من ذي قبل، بل يجب عليها تقبل واقعها واتخاذ القرارات الصعبة بجرأة أكبر، في هذه الفترة تشعر بالخوف وتصبح أكثر حرصاً على الاعتناء بنفسها.

وتقول نيرمين السيد، ربة منزل:على الصعيدين الاجتماعي والنفسي اتخذت بعض القرارات المهمة في حياتي الشخصية وتخلصت من كل ما كان يقلقني ويؤرقني، لم أصبح أكثر اهتماماً بمظهري الخارجي، بل ركزت كل اهتمامي على تطوير نفسى وتحقيق أحلامى، وتقبلت تقدمى فى العمر، وعلى الرغم من التغيرات التي شعرت بها إلا أننى شكرت الله لأن العمر لم يؤثر علي مظهري الخارجي كثيرا وما زلت أبدو أصغر من عمري بسنوات، وهذا ربما يعود إلى النفسية التي أتحلى بها فأنا مفعمة بالحيوية والشباب، والتقدم في العمر بالنسبة إلي ليس عائقا ولا هاجسا ولن أجعله يؤثر على علاقتى بزوجى وأبنائى.

ويحكي مسعد يوسف، معلم، أنه تعرض مع زوجته في تلك المرحلة لنوبات غضب كبير وأنه علم عندما ذهب معها للطبيب أنها تمر ببعض الاضطرابات الهرمونية التى تؤثر على نفسيتها ونصحه الطبيب بالتعامل معها بهدوء والبعد عن أي نقاشات تثير التوتر ما ساعدهاعلى تغيير حياتهما للأفضل.

اهتمي بنفسك

بعد التعرف على ما يعترى المرأة من تغيرات ومشكلات نفسية مصاحبة لأزمة منتصف العمر، كيف يمكنها التغلب عليها والعبور من هذه المرحلة الحرجة إلى بر الآمان دون أن تتأثر نفسيتها أو علاقتها بزوجها وأبنائها؟

ينصح د. خالد أمين، استشاري طب النساء والتوليد ورئيس القسم بمستشفي الشيخ زايد، المرأة بالاهتمام بنفسها في مرحلة انقطاع الدورة الشهرية لتجنب المضاعفات الجسمانية والصحية التي تنتج عنها، ويقول: تسبب التغيرات الهرمونية والشكلية ارتباكا لدى المرأة، لذا أنصحها بالتروي واستشارة الطبيب إذا لاحظت اضطرابات جسدية، وفى حالة عدم وجود علاج دوائى لما تعانيه يمكن للطبيب توضيح التغيرات المصاحبة لهذه المرحلة والذى من شأنه مساعدتها على اتخاذ قرارات لا تؤثر عليها وأسرتها حيث إن التقلبات المزاجية التي تسببها تغير الهرومانات في الجسم عادة ما تؤثر على تصرفات المرأة وقراراتها، كما يمكنه إعطاء بعض العقاقير البسيطة التي تحسن الحالة المزاجية لتجنب إصابتها بالاكتئاب.

دور الأسرة

أما د. هالة يسري، أستاذعلم الاجتماع فتقول: تحتاج المرأة إلى التقدير والاحترام والاحتواء في كل مراحل عمرها خاصة أثناء فترة انقطاع الدورة الشهرية، ومن المهم أن تعرف المرأة ما تحتاجه تحديدا فى تلك المرحلة حتى تستمر حياتها، أما عن أسرتها فعليها أن تتعلم منذ البداية توزيع الأدوار كل على حسب مقدرته ووقته ومجهوده، فتعليم الأسرة المشاركة مبكرا فى كل الأعمال المنزلية يخفف عليها الأعباء النفسية والجسدية ويساعد بجانب ذلك على تنمية شخصيتهم، كما أنه على الزوج مشاركتها فى مسئوليات الأسرة والمنزل ما يشعرها بتواجده بجوارها وتقدير الدور الذى تقوم به.

بعد الأربعين

يقول د. محمد هاني، استشاري الصحة النفسية والعلاقات الأسرية: هناك شقان لأزمة منتصف العمر إيجابي وسلبي فالأول تكون فيه المرأة مزدهرة وأكثر اهتماما بنفسها وتحاول تعويض كل مافاتها في شبابها ومراهقتها الأولى، أما السلبي فيتمثل فى إصابتها بالاكتئاب لإحساسها بأنها لم تعد تجذب زوجها كما في السابق، لذا أنصح المرأة أن تعيش حياتها بطريقة إيجابية، وعلى زوجها أن يبتعد تماما عن الانتقاد بل يحاول أن يتعايش معها ويفتح لها أفاقا جديدة ويساندها.

المصدر: كتبت : ابتسام أشرف
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 711 مشاهدة
نشرت فى 11 إبريل 2019 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,864,570

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز