لا تختلف كثيرا المشكلات التى يعيشها الشاب خلال فترة مراهقته عن التى يعانيها الرجل أثناء مروره بأزمة منتصف العمر والتى يبحث خلالها عن شخص يعوضه ما فاته من مشاعر فى سنوات شبابه فالقواسم مشتركة وإن اختلف العمر، ففى كلتا المرحلتين يعيش المراهق مشكلة حقيقية مع مشاعره قد لا يدرك أبعادها سوى المحيطين به، فكيف نساعده على تخطى مشكلات هذه العواطف فى كلتا المرحلتين...
فى البداية تقول لمياء أحمد:بدأ ابني الأكبر سنوات مراهقته منذ عام ولاحظت أنه تحول إلى وحش يعيش معنا في البيت,فبعد أن كان مطيعاهادئاأصبح عنيدا وصداميا لا يقبل أي توجيه أو نقاش ولا أعرف كيف أتعامل معه دون أن أؤثر على نفسيته.
أما سناء محمود فمراهقة ابنها تتمثل في السهر والحب من طرف واحد لابنة خاله التي تكبره بسبع سنوات إلا أن هذا لم يمنعه من الحرص على التواجد في كل مناسبة عائلية تجمعه بحبيبته ومحاولة لفت أنظارها بشتى الطرق، وتقول: كل ما أتمناه ألا تلاحظ أختي أو بنتها مشاعر ابني الغريبة حتى لا تخسر العائلة ترابطها.
وتشكو أمل محمود من مراهقة نجلتها قائلة: اكتشفتأن ابنتي التي لا يتجاوز عمرها 14 عاما تقابل ابن الجيران سرا، وعرفت بالصدفة أنها تخفي قلم أحمر شفاه في حقيبتها الدراسية فقط لكي تستخدمه أثناء انتظارهاأتوبيس المدرسة أمامه، العجيب أن بعد معرفة والدها بالقصة وضربها منعها من انتظار الاتوبيس بمفردها تتوسل لى ووالدها أن تطمئن على حبيبها الذي يكبرها بشهر واحد.
مراهقة الأزواج
لم تقتصر المراهقة على فترة الشباب فقط بل تصيب الرجال وهو ما يسمه علماء النفس بأزمة منتصف العمر والتى يبحث خلالها الرجل عن فتاة تصغره بعشرات السنوات يعوض معها ما افتقده خلال سنوات عمره، فمنى رجب تعانى مراهقة زوجها الذى يحب فتاة تصغره بربع قرن وتقول: زوجي شخص محترم عشنا معا أكثر من27 عاما كنت فيها نعم الزوجة، والحق يقال كان زوجا عاقلا ومحبا، فجأة بدأ يسأل ابنتي الطالبة الجامعية على تفاصيل صديقتها وأصبح يتحجج من أجل أن يذهب ليصطحب ابنتي وصديقتها من الجامعة، ومنذ فترة اعترف لصديقة ابنتي بحبه لكنها رفضته وأخبرتابنتي ما حدث من والدها.
بدأت أزمة عبير عماد مع زوجها بعد عيد ميلاده الخمسينحيث تحول فجأة لرجل يسعى لنزوة -على حد تعبيرها- فأحب مطلقة في منتصف العقد الرابع من عمرها، وبعد شهور من الرسائل الهاتفيةوالتبريرات غير المنطقية لغيابهاكتشفتأنه يستعد للزواج من امرأة أخرى.
المراهقة والبلوغ
يعلق د. مصطفى حسين، استشاري الطب النفسي على فترتى المراهقة التى يعيشها الشباب وتعانى منها الزوجات قائلا: فى البداية لابد من التفرقة بين المراهقة الأولى والتى تصاحب مرحلة البلوغ لدى الشباب والتى يشعر خلالها الولد أو الفتاة بالنضج فيبحثان عن استقلاليته وإثبات نفسه ويرفض توجيهات الوالدين، ومن الممكن أن يتحول ذلك لصدام إذا لم ينجح الأبوان في الاحتواءأو تدفعه مشاعره للانطواء عن المجتمع ورفضهالانخراط فيه.
ويتابع: على الرغم من أن حب المراهقةغير واقعيفهو حب له مشاعره وآلامه الحقيقية لذلك يجب على الأبوين عدم السخرية من هذه المشاعر أو الاستهوان بها أو استنكارها، لأن الإنسان يكون قي قمة الحساسية في هذه الفترة، ومثل هذه التصرفات ستسبب له ألما كما أن هناك خطأ شائعا تقع فيه الأمهات وهو فضح الابن ومشاعره أمام الناس من باب التفاخرأو التعامل مع مشاعرهكأنها خزى وعار.
صراع العقل والقلب
وتؤكد زهراء الأنور،أخصائية نفسية أن سن المراهقة هو طغيان للعاطفة على التفكير، ومحاولات مستمرة لإثبات النضوج والذات، وتنصح الآباء باحتواء الأبناء من خلال التقرب منهم وتجنب أسلوب التعنيف واستخدام أساليب سليمة للتوجيه من خلال حوار هادئ، وعدم الشعور بالملل من تكرارهم لنفس الموضوعات في الحديث.
وتقول: نقسم المراهقة إلى ثلاث فترات، الأولى من سن 11 إلى 14 سنة ويسعى فيها المراهق للحرية فيبدأ في رفض معتقدات الأهل ويشعر بالاحراج من مجرد تواجده معهم في نفس المكان، ويحاول أن ينقل مشاعره من أسرته لشخص من الجنس الآخر،أما الفترة الثانية فتكون من سن 15 إلى 17 سنة ويصبح فيها المراهق أكثر صداما مع الأبوين وأكثر سعيا للارتباط بالجنس الآخر وجرأة في إقامة علاقة الحب لأنها تحقق هدفين الأول إفراغ المشاعر والثاني كسر قيود الأهل، بينما تبدأ الفترة الأخيرة من سن 18 إلى 21 سنةويكون الشخص فيها أقل صداما مع المجتمع والأهل لأنهما يكونان أكثر قدرة على احترام وتقبل مشاعر المراهق في هذا السن.
المراهقة المتأخرة
عن مرحلة المراهقة الثانيةأو أزمة منتصف العمرفيقول د.أحمد رمزي، ........................ يتزايدالشعور بالمراهقة المتأخرة أثناء أوقات الخوف على الرجولة أو الأنوثة ومن هنا جاء تسميتها بأزمة منتصف العمر، والأشخاص الذين يعانون مشاكلإنجابية يكونون أكثر عرضة للوقوع في المراهقة الثانية، كذلك الأشخاص المرتبطون بشريك غير متفاهمأو لا يحرص على إشباع مشاعر واحتياجات الطرف الآخر فيكونون أكثر عرضة للمرور بها.
ويؤكد هاني حسن، استشاري العلاقات الأسرية أن الأشخاص الأقل نجاحا في الإنجاز العلمي ويعانون الإحباط في عملهم أكثر عرضه للوقوع في النزوات او معايشة المراهقة الثانية، ويقول: قد تكون المراهقة الثانية حيلة دفاعية نفسية يقوم بها العقل الباطن من أجل الانتقام السلبي ضد شريك الحياة خاصة الزوجة المتسلطة التي يراها الزوج تهين رجولتهما يدفعه إلى توجيه مشاعره نحو غيرها ليثبت رجولته.
ساحة النقاش