هل هلالك شهر مبارك..أقبلت أيام الصيام والبركة والروحانيات التي تملأ البيوت وصلاة التراويح, وصوت المدفع, ولمة العيلة حول إفطار رمضان.

فالصوم عبادة مكتوبة على المسلم فقال سبحانه وتعالى في سورة البقرة "كتب عليكم الصيام كما كتب علي الذين من قبلكم" صدق الله العظيم, وهو ركن من أركان الإسلام الخمسة التي هي الأسس التي بني عليها الإسلام ولكنها ليست هي كل الإسلام .

ولكن من يقصرون الإسلام في هذه الأركان الخمسة لايفهمون معنى الإسلام الحق .. فالإسلام ليس العبادات فقط ولكنه أكبر من هذا فهو عقيدة ومنهج يرتفع فوق كل هذه الأركان.

الإسلام جاء ليشمل كل حركة الحياة من بداية الاعتقاد في الله, وشهادة أن لا الله إلا الله حتىأدق التفاصيل والخفايا لدرجة أن إزاحة الأذى عن الطريق تعتبر درجة من درجات الإيمان.

وما أريد أن أقوله إن العبادات ليست بمعزل عن التعامل في حركة الحياة, فكل ذرة تحسب علينا سواء خيرا أو شرا,ومن يريدون أن يقصروا الإسلام على العبادات فقط والشكل والتفاصيل الخارجية لايفهمون الإسلام كما ينبغي.

فالإسلام جاء ليدير حركة الحياة بما يتناسب مع تعاليم الله, فالصوم عن الطعام ممكن وجائز والمساجد مفتوحة للصلاة والزكاة يمكن أن يزكي بها من يحب, والحج لمن استطاع إليه سبيلا, ولكن مهم أيضا ما وقر في القلب وصدق بالعمل.

أما من يفسرون الإسلام وكأنه مقتصر على الأركان الخمسة يفسرونه حسب أهوائهم, فالموظف والعامل الذي يصوم ولايؤدي عمله كما ينبغي لايفهم الإسلام وجوهره,ومن يغتاب ويتجسس ويتحرش بالنساء ويتلفظ بألفاظ لاتليق لاضرورة لصيامه عن الطعام والشراب.

ومن يخرب ويدمر في المجتمع حوله لايفهم معنى الإسلام ولا يتمسك بتعاليمه، والتاجر الذي يبيع السلع بأسعار مغالة فيها ويستغل أي فرصة لزيادة الأسعار ليزيد المشقة على محدودي الدخل لا يدري شيئا عن روح الإسلام .

وهذا الذي يرهب من حوله ويدير الدسائس والمؤامرات ويشيع الإشاعات المثيرة للبلبلة ويصوم ويصلي ويزكي لايفهم أن الإسلام لايبنى فقط على العبادات.