للمرة الثالثة أعود للكتابة فى هذا الموضوع الذى يشكل أهمية بالغة بل ووطنية فى رمضان، ألا وهو.. لمن أتوجه بتبرعاتي؟ وما هى الجهة التى يمكننى اختيارها بحيث أحقق من خلالها الهدف المرجو دينيا وكذلك اجتماعيا
من هذه التبرعات؟ حيرة بالغة نتعرض لها جميعا مع هذا السيل الجارف من هذه الحملات الإعلانية خال هذا الشهر الكريم، وإن كان الاختيار بسيطا بل وسها، ففى ظل الظروف الصعبة التى يعانى منها وطننا الحبيب من جراء العديد من المؤامرات الداخلية والخارجية التى تستهدفه منذ عام 2011 وحتى الآن، والتى تحاول القيادة السياسية مشكورة أن تتجاوزها معنا بدعم من قواتنا الباسلة من الجيش والشرطة ، فى ظل هذا علينا وأن نحدد وجهتنا بناء على المعرفة الدقيقة أولا لمن يساهم فعليا فى بناء ودعم هذا الوطن، من يضع نصب عينيه مستقبله بل وأمنه وسلامته، فالأمر يحتاج منا الهدوء والتريث بل والسؤال وبدقة، فلا يجوز فى رأيى هنا أن أتوجه بتبرعاتى لجهة غير معلومة الهدف أو التاريخ لمجرد أنها تستهدفنى بحملة إعانية أو تستغل نفحات هذا الشهر الكريم ورغبتى فى المشاركة فى دعم الكثيرين خلاله، فعلى ألا أنخدع بل وأسأل نفسى أولا لماذا يهدر بعضهم ملايين الجنيهات ويستقطب فى بعض الأحيان بعض الرموز المجتمعية حتى يحثنى على التبرع، أليس الأجدى أن يتوجه مباشرة بهذه الملايين إلى من يحتاجون فعليا إليها؟
الأمر فى رأيى يحتاج إلى البحث عن تاريخ الأنشطة التى تمارسها هذه الجهة أيا كانت، بعدها على أن أتوجه بتبرعاتى لمن يساهم فعليا فى بناء مصر ودعمها، من أصبح يملك تاريخا على مدى السنوات القلائل الأخيرة فى دعم الوطن والمشاركة فى بنائه من خلال العديد من المشروعات الوطنية العملاقة، سواء كانت تطويرا للمناطق العشوائية أو توفير فرص عمل للشباب، أو مشروعات تمكين للمرأة المعيلة، أو مشروعات صحية قومية، أو أخرى لدعم المجتمعات الصغيرة وتطويرها أيا كانت، على أن أختار الجهة التى تخضع لإشراف ومراقبة مباشرة من الجهات الرسمية للدولة، ولدينا فى هذا الإطار أسماء كثيرة ومعروفة بل وذات تاريخ مشرف فى العديد من المجالات الداعمة لنا ولبلدنا.
فبهذا أكون قد استطعت أن أبتعد تماما عن أن يتم توظيف تبرعاتى أو زكاتى فى أى من السبل التى قد تهدم وتهدد ما نعمل عليه ألا وهو الحفاظ على أمن وأمان هذا البلد ومستقبل أبنائنا.
ساحة النقاش