لكل امرأة مصرية طقوسها التى تستعد من خلالها للاحتفال بشهر رمضان - خاصة إن كانت امرأة عاملة فى أكثر من مجال وزوجة وأم لها مسئولياتها - فى هذا الحوار نتعرف على استعدادات د. أمانى فاخر، أستاذ الاقتصاد الدولى بجامعة حلوان، وعضو لجنة المجلس القومى للمرأة فرع القاهرة، والتى تحدثت إلى «حواء » عن ذكريات رمضان فى منزل والدها، وكيف تحافظ على طقوسها الخاصة فى

منزلها مع أبنائها..

فى البداية كيف تستقبلين شهر رمضان؟

يتمثل استعدادى لشهر رمضان فى التأهيل النفسى فى المقام الأول لأنه من الشهور المحببة إلى قلبى وأنتظره بفارغ الصبر للاستمتاع بروحانياته مع أسرتى حيث يزيد من الترابط الأسرى بين الأبناء والآباء والأمهات وهذا ما اعتدت عليه فى بيت والدى -رحمه الله- د. عبد العزيز محمد فاخر، شيخ الأزهر سابقا وعميد كلية البنات سابقا, كما أن هذا الشهر فرصة لتجديد طاقة كل شخص وكسر عاداته التقليدية فى المأكل والمشرب وتنظيم الوقت وهو أمر مفيد علميا لكيمياء الجسم.

كيف تقضين اليوم الأول من رمضان؟

نجتمع جميعا فى بيت والدتى وهو بيت العيلة والذى يعد أحد الطقوس الأساسية للإفطار خلال اول يوم فى شهر رمضان، وهى فرصة للأسرة الصغيرة أن تجتمع بأكملها مع العائلة الكبيرة خاصة فى ظل مشاغل الحياة ومتطلبات العمل ما يمد الجميع بشعور نفسى إيجابى يجعلنا نحرص عليه وأبنائى وهو ما أعمل على غرسه فى نفوس أبنائى خاصة المحافظة على روحانيات هذا الشهر من صلاة الجماعة والتروايح وصلة الأرحام والتقارب الأسرى ومساعدة الغير.

يتعلم الإنسان الكثير من والديه فما الطقوس التى تعلمتيها من والدك خلال شهر الخير؟

والدى كان مضيافا، وبيتنا دائما مفتوح للجميع خاصة فى شهر رمضان وهو ما حرصت على الاستمرار عليه بعد وفاة والدى الذى علمنى أن بركة هذا الشهر لا تنقطع أبدا بالعطاء بل تستمر وكان له مقوله "البيت الذى يكثر به الضيوف هو بيت كله كرم ورزق" وهو ما أحاول أن أغرسه فى نفوس أبنائى، كما أستغل شهر رمضان لتعوديهم على أهمية العمل الخيرى والتطوعى ومساعدة الغير لأنها قيم سامية لابد أن يتوارثها الأبناء والأهم أن يروا فى آبائهم وأمهاتهم القدوة الحسنة, لذلك أتمنى أن ننتهز فرصة شهر رمضان للشعور بقيمة العطاء والشعور بالسعادة الحقيقة من وراء ذلك فهو شهر الصدقات وموائد الرحمن والوجبات المجهزة للخير وغيرها من الأعمال الخيرية والتطوعية.

هل لديك طقوس أخرى فى شهر رمضان؟

هناك طقوس أساسية مثل ختم القرآن وتشجيع أبنائى على ذلك، ونصحهم بالتقليل من استخدام الموبايل ووسائل التواصل الأخرى والاستمتاع بجلوسنا سويا ومتابعة الأعمال المقدمة فى رمضان فالمشاركة فى هذه الأشياء البسيطة تعيد تجديد طاقة الأسرة وترابطها وهو ما نحتاج إليه، بالإضافة إلى أننا قد نقوم بزيارة الأماكن الدينية والأثرية مثل السيدة زينب والحسين.

وما رأيك فى عزومات رمضان وكيف يمكن تنظيمها دون إرهاق ميزانية الأسرة؟

فى الماضى لم تكن العزومات مكلفة اقتصاديا إلا أننا الآن للأسف نرهق ميزانية الأسرة بالتكلفة الباهظة لكل عزومة, فى حين أننا قادرون على العزومات بإمكانيات أقل وستخرج أيضا بشكل مشرف فتكون مائدة الإفطار متنوعة دون مغالاة أو إسراف, وهناك أيضا فكرة أن يتشارك كل طرف فى العزومة بأكلة معينة أو تحضير شىء ما فى العزومة وبالتالى يجتمع الجميع بعزومة رائعة يشارك فيها الكل ولم ترهق ميزانية أسرة واحدة, كما أننى أفضل العزومات المنزلية فى شهر رمضان سواء للأهل أو المعارف أو الأصدقاء لأنها فرصة للتقارب والود بين كل أفرد العائلة.

وهل تفضلين الطبخ بنفسك أم الاستعانة بوجبات من الخارج؟

"أنا عاشقة للمطبخ" وأفضل كثيرا الدخول للمطبخ سواء فى شهر رمضان أو فى الشهور العادية إلا أن وقتى يكون ضيقا خاصة فى ظل انشغالى بكثير من العمل ومسئوليات المنزل، ورغم ذلك أحرص على تجهيز مائدة الإفطار فى وقت سابق وأكون دائما مستعدة لتلبية رغبات أبنائى وزوجى فى إعداد الأكلات التى يفضلونها على الإفطار وقد أستعين ببعض المكملات من الأطعمة أو الحلويات من الخارج.

كيف تنظمين وقتك بين الصيام والعمل؟

اعتدت على عمل توازن بين عملى وأسرتى من خلال مشاركة أبنائى لى فى إعداد الإفطار ما يعطينى الطاقة والسعادة للاستمرار فى هذه الأجواء الجميلة.

وهل تحرصين على تعليق زينة رمضان بمنزلك؟

تعد زينة رمضان من الأشياء التى ورثتها عن عائلتى الكبيرة ونقلتها إلى أسرتى الصغيرة حيث أتشارك مع أبنائى فى تخصيص وقت معين نجتمع فيه لتزيين منزلنا من الخارج والداخل لأن زينة رمضان جزء من فرحتنا بهذا الشهر الكريم وهو ما أشعر به عند رؤيتها تكسو الشوارع والمحلات والمنازل وكأننا على موعد لاستقبال ضيف مهم، ورغم أنها لمسات بسيطة لكنها تعطى طاقة إيجابية كأننا نحتفل بهذا الشهر العظيم.

ما الكلمة التى توجهينها للمرأة المصرية؟

أقول لها أنت امرأة عظيمة طوال العام, فأنت الزوجة والأم, ويزداد دورك فى شهر رمضان لأنك دائما سند المنزل وتضفين البهجة على الأسرة بأكملها, كما أنك اقتصادية من الدرجة الأولى حيث تستطيعين تلبية احتياجات أفراد أسرتك.