تسترجع د. زينات الشال، الخبيرة التربوية ذكريات رمضان فتقول: رمضان في الماضي كان مختلفا تماما وكان له ملامح مغايرة تماما عن الآن، فكانت مائدة الإفطار طوال الشهر الكريم غير مقتصرة على الأسرة فقط، بل كان التجمع يومي في بيت العائلة، وغير مسموح غياب أي فرد منها، وكان من علامات أول يوم رمضان طهي الطعام بكميات حتى يتمكن الجيران من تبادل الأطباق والأصناف المختلفة بينهم، بالإضافة لذلك كانت ملامح الشارع بالكامل تتغير مع أول يوم رمضان بسبب الزينة التي كان الشباب يحرصون على تعليقها مع الفوانيس.

وعن التليفزيون فتقول الخبيرة التربوية: لم يكن هناك سوى التليفزيون الأبيض والأسود, وكان الإرسال مقصورا على قناتين فقط، ولا تقدم سوى مسلسل أو اثنين, وأبرز ما كان يقدم عليهما وارتبط في الأذهان برمضان هي فوازير عمو فؤاد للراحل الفنان الكبير فؤاد المهندس.

أما عن ذكريات سنة أولى صيام فتقول: أتذكر أول سنة صمت فيها كان عمري وقتها 7 سنوات وصمت الشهر بالكامل، وكان والدي -رحمة الله عليه-يحرص بصفة يومية أن يجمعنا بعد الإفطار لتعليمنا القيم والدين، من خلال رواية قصة من السيرة النبوية العطرة أو قصص الأنبياء، أما والدتي فكانت تحرص على تجمعنا أيضا في وجبة السحور، وأتذكر أن رمضان كان يأتي في فصل الشتاء وكنا رغم البرد نستيقظ لكي لا نخالف تعليماتها بالتجمع معا في هذه الوجبة.

وتستطرد د. زينات: لم يكن التجمع الأسري قاصرا فقط على وجبتي السحور والإفطار، بل كان يمتد لساعات طوال اليوم من أجل التراحم بين الأسرة، كما أن الطبيعة البشرة نفسها كانت مختلفة عن الآن، ففي طفولتنا كان من السهل جدا إرضائنا من خلال فسحة رمضانية بسيطة جدا تجلب لنا سعادة لا توصف، لكن تلك الطبيعة انعكست حتى على نكهة الطعام بسبب السلام والود الإنساني الذي كان موجودابيننا. 

المصدر: كتب : جلال الغندور
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 820 مشاهدة
نشرت فى 30 مايو 2019 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,729,185

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز