تأتى أهمية نشر ثقافة الترشيد فى حياتنا للحفاظ على مواردنا المادية والطبيعية المحدودة، وأيضا تخفيف العبء عن الدولة، فترشيد الاستهلاك يعنى تعديل الأنماط والعادات الاستهلاكية بحيث يتسم السلوك الاستهلاكى - سواء للفرد أو الأسرة - بالتعقل والاتزان، ويكون استهلاك الفرد من الأغذية والطاقة والمياه بالكميات والنوعية التى تفى بكافة احتياجاته دون زيادة أو نقصان، وذلك من أجل تحقيق التنمية المستدامة للأجيال القادمة، لذلك طالب الرئيس عبد الفتاح السيسي, رئيس الجمهورية نساء مصر بالعمل على ترشيد الاستهلاك لمواجهة الظروف الاقتصادية الصعبة، كما وجه الرئيس رسالة للمرأة المصرية بضرورة الوقوف بجانب مصر بعد أن شبه مصر بالأسرة الكبيرة، إذا كانت مصروفاتها أكثر من دخلها سيكون هناك مشكلة كبيرة تؤدى إلى زيادة ديونها، لذلك ترشيد الاستهلاك - خاصة فى الكهرباء والطاقة والمياه - له آثار بيئية إيجابية على المواطنين، لذلك أطلق المجلس القومى للمرأة "حملة طرق الأبواب" منذ عام 2016 بهدف التوعية الاقتصادية للمرأة، وحثها على ترشيد الاستهلاك ومساندة مجتمعها، وترشيد الاستهلاك فى الغذاء مثلا يتطلب ضرورة توعية الأفراد بحقوقهم وواجباتهم فى عملية الإنتاج والاستهلاك، ورفع درجات الوعى والفهم والمسئولية لديهم فى استخدام الأسلوب الغذائى الأمثل، ومشكلة الغذاء مشكلة أمن قومى خاصة فى وقت الأزمات، لذلك فمن الأهمية السعى بمحاولات جادة للحد من الاستهلاك والاستخدام الأمثل للمواد الغذائية لتحقيق أفضل استفادة ممكنة وعدم الإسراف فى استخدامها، وتقليل الفاقد منها بقدر المستطاع، وحصول كل فرد فى المجتمع على الكمية اللازمة من احتياجاته الغذائية، أما بالنسبة لترشيد استهلاك الكهرباء، حيث تمثل الطاقة الكهربائية العامل الرئيسى فى تقدم الشعوب وتنميتها الحضارية، وترشيد استهلاك الكهرباء هو الاستخدام الأمثل لموارد الطاقة الكهربائية، وهو عبارة عن مجموعة من الإجراءات أو التقنيات التى تؤدى إلى خفض استهلاك الطاقة دون المساس براحة الأفراد أو إنتاجيتهم، واستخدام الطاقة عند الحاجة الحقيقية لها، حيث أن تحسين كفاءة الطاقة وترشيدها لا يعنى منع استهلاكها بقدر ما يعنى استخدام هذه الطاقة بأسلوب أكثر كفاءة، بما يحد من إهدارها، أما عن ترشيد المياه الذى يعتبر السبب فى استمرار حياتنا، وهو سر الوجود كله، ولأن حصة مصر من المياه حصة محددة، ولكنها تواجه زيادة سكانية كبيرة، وهذا يتطلب ضرورة الإسراع فى إعداد حملات قومية للتوعية بضرورة ترشيد استهلاك المياه، فقضية المياه هى قضية أمن قومى ويجب الحفاظ عليها، لذا هناك أهمية كبيرة فى الاعتماد على المشاركة المجتمعية لتحقيق التنمية فى جميع المجالات.. إن ترشيد الاستهلاك لا يعنى التقشف أو الحرمان، ولكن المقصود بها حصول كل فرد على احتياجاته دون إسراف، ومن قديم الأزل وجميع الأديان والتوجهات العالمية الحديثة تحث على ضرورة الترشيد لحياة أفضل وحفاظاً على الموارد.. وتحيا مصر.
ساحة النقاش