مع بداية فترة الإجازة الصيفية يبحث الآباء عن وسيلة مناسبة يقضى أبناؤهم وقتهم فيها كالترفيه وزيارة الأهل والأصدقاء والذهاب للتنزه، لكن كيف يمكن توظيف الإجازة فى إكساب الطفل القيم والمهارات التى تنمى روح الإبداع لديه وتساعده على بناء شخصيته بطريقة سليمة نفسيا واجتماعيا؟
فى البداية تقول د. هناء المرصفى، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس: لابد من معرفة هوايات الطفل المفضلة أولا كى يبدع فيها ويفرغ طاقته فيها، وهناك العديد من وسائل الترفيه كالتليفزيون والكمبيوتر وألعاب الفيديو والتى تحتاج مراقبة الوالدين للطفل وكيفية تعامله معها، كما يمكن توظيف وقت الفراغ لدى الطفل فى التثقيف وذلك من خلال زيارة المكتبات التى تمكنه من الاطلاع على العديد من الموضوعات ما يساعده على إثراء معلوماته الثقافية، إلى جانب إمكانية ذهابه للنوادي الاجتماعية مع الأصدقاء فهذا يكسبه روح الجماعة ويبعده عن العزلة والإنطوائية لكن ينبغى معرفة الوالدين للأصدقاء بشكل جيد لتجنب أصدقاء السوء.
الرياضة
يرى د. سيد أبو زيد، أستاذ علم النفس بجامعة بنها أن اللعب من أفضل الأنشطة التى يقضى فيها الطفل وقت فراغه حيث يعمل علي تعزيز المهارات الاجتماعية كالتعاون والمشاركة كما يساعده على التعبير عن مشاعره، وتقول: يمكن للطفل ممارسة بعض الألعاب البسيطة مع الوالدين أو أحد أخوته أو الإنضمام لأحد الأندية الرياضية مع اختيار ألعاب تتناسب مع ميوله ومهاراته وتعزز ثقته بنفسه كالسباحة والكاراتيه وكرة القدم وركوب الخيل وحث الطفل على النجاح فيها من خلال طرح نماذج رياضية ناجحة تكون له قدوة، مع ضرورة تقنين عدد ساعات ممارسة الألعاب الإليكترونية، والقيام بالنشاط الدينى سواء فى المساجد أو الكنائس.
النشاط العقلى
ينصح د. أسامة رأفت سليم، أستاذ علم الاجتماع بجامعة المنوفية الوالدين عند اختيار اللعبة التى يمارسها الطفل بمراعاة الرياضة المناسبة لمرحلته العمرية، ويقول: تناسب الطفل من سن 2: 5 سنوات رياضة الجري والسباحة، بينما تتناسب رياضة التنس والكرة مع من هم فى سن السادسة وحتى التاسعة، أما لعبة الهوكي فتتناسب مع الأطفال من سن 10 إلى 12 سنة، مع ضرورة الاهتمام بممارسة النشاط العقلي من خلال توجيه الطفل إلى أهمية القراءة وسرد القصص التى تنمى لدية القدرة على التخيل، كما يمكن إلحاق الطفل بدورات تدريبية خاصة بالرسم أو الموسيقى وتشجيعه على تنظيم الحفلات الموسيقية مع الأصدقاء فى المنزل.
الحوار المتبادل
يرى د. علي محمود شعيب، أستاذ الصحة النفسية بجامعة المنوفية أن الهوايات تتغير مع مرور الوقت والتطور التكنولوجي، قائلا: هناك ألعاب إلكترونية أصبحت متوفرة على الكمبيوتر تساعد على تنمية الذكاء لدى الطفل وتعطيه القدرة على إتخاذ القرار والتفكير بسرعة مثل لعبة تركيب الصور والمناظر فكل هذه الأمور مفيدة فى تنمية قدراته العقلية، هذا إلى جانب أهمية اصطحاب الوالدين للأطفال لزيارة الأماكن الترفيهية كالملاهي والمصايف لتفريغ طاقتهم وتكوين صداقات جديدة، ومن الضروري معرفة الطفل للمعالم السياحية الموجودة فى دولته ويتعرف على حضارته كزيارة المتحف المصرى ومشاهدة الآثار، كما أنصح الوالدين بضرورة التحدث مع الطفل فالحوار الأسرى مهم فى تكوين شخصيته، فقد أثبتت الدراسات العلمية الحديثة أن تخصيص الوالدين وقتا للحوار مع أطفالهم والاستماع باهتمام لوجهات نظرهم والتى غالبا ما يعبرون عنها بطريقتهم البسيطة ينمى شخصيتهم ويدعم ثقتهم فى أنفسهم.
يقول د. علي مفتاح، أستاذ علم النفس التربوي بجامعة بنها: لابد من تشجيع الطفل فى الهواية المفضلة لديه حتى لو أخطأ أو فشل فيها وعدم معاقبته على ذلك، فصنع الألعاب اليدوية من الطرق المهمة فى شغل وقت فراغ الطفل كعمل بعض الأشكال أو الشخصيات الكارتونية التي يحبها باستخدام المقص والورق والصمغ فهذا النشاط يزيد من إحساس الطفل الفنى والإبداعي، أما بالنسبة للفتيات يمكن أن تشارك الأم في صنع الحلوى فى المطبخ فهذه وسيلة أيضا لقضاء أوقات فراغهن والتى تنمى لديهن الرغبة فى مساعدة الأم وابتكار الأكلات الجديدة فى المستقبل.
ساحة النقاش