حالة من القلق تصيب الأسر المصرية مع إعلان نتيجة الثانوية العامة وتنسيق الالتحاق بالجامعات حيث تعد المرحلة الجامعية نقطة تحول فى حياة الطالب باعتبارها الخطوة الأولى نحو بناء المستقبل وتحديد حياته العملية.
«حواء » نقلت تساؤلات أسر الطلاب الناجحين فى الثانوية إلى د.ماجدة بكرى، وكيل لجنة التعليم والبحث العلمى بمجلس النواب فى محاولة للبحث عن إجابات للتساؤلات المثارة حول الجديد فى نظم الجامعات وخطة تطويرها، وطبيعة الجامعات التكنولوجية وكيفية الدراسة بها، واختبارات القدرات التى يشترط اجتيازها للالتحاق ببعض الكليات.
فى البداية ما طبيعة نظام تطوير خريطة التعليم العالي والبحث العلمي؟
يستهدف التعليم ما قبل الجامعي والابتدائي مهارات القراءة والكتابة والفهم والاستيعاب، بينما تعد المرحلة الجامعية بداية الطريق الحقيقي لتطوير المهارات ليستطيع الطالب مواجهة سوق العمل بنفسه ويكون مؤهلا للتعامل العملي على أرض الواقع، لذلك تم العمل على استراتيجية للتطوير المهارات والاتصال الحقيقي من خلال خطة وضعتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تم عرضها على البرلمان، وتشمل تلك الاستراتيجية تطبيق نظام "الثورة الصناعية الرابعة" والذي يستهدف الذكاء الاصطناعى وتأهيل الخريجين لسوق العمل الجديدة، وتحقيق الجودة فى التعليم العالي والارتقاء بوضع الجامعات المصرية فى التصنيف الدولي، إلى جانب تعظيم عائد الاستثمار فى التعليم العالى والبحث العلمى والابتكار، وتذليل العقبات وتحديات التى يواجهها التعليم العالى والبحث العلمى على المستوى الدولى فى ظل التحول الرقمى الذى يشهده العالم حاليًا.
وكيف يتم تطبيق هذا النظام؟
يعرف نظام الثورة الصناعية الرابعة بـ "4IR"، ويتم تطبيقه من خلال استراتيجية تم وضعها من قبل وزارة التعليم العالى والبحث العلمى بتنفيذ من وزارة الاتصالات حيث تسعى مصر لمواكبة التطورات التكنولوجية على الساحة العالمية للحاق بركب الثورة الصناعية الرابعة والتى تعد من أبرز إفرازاتها تكنولوجيا الذكاء الاصطناعى، ومن المقرر تنفيذ الاستراتيجية خلال 3 إلى 5 سنوات؛ وترتكز على محورين رئيسيين التدريب وبناء القدرات، وإنتاج وتصدير حلول تعتمد على الذكاء الاصطناعى، ولأنه من المتوقع أن يتم استبدال من 15 إلى 30٪ من الوظائف بالكامل بالتكنولوجيا خلال السنوات العشر المقبلة فإنه فى المقابل سيتم خلق فرص عمل أخرى جديدة؛ خاصة المتعلقة بالحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعى وتحليل البيانات والمرتبطة بمهارات التفكير النقدى والابتكار.
- وكيف تعاملت وزارة التعليم العالى والبحث العلمى مع تزايد خريجى الثانوية العامة؟
هناك توجه كبير من قبل الوزارة لإتاحة فرص أكبر للالتحاق بالتعليم الجامعى من خلال زيادة أعداد الجامعات الأهلية لاستيعاب كافة الراغبين فى الالتحاق وتخريج طالب متميز قادر على مواكبة احتياجات سوق العمل الداخلية والدولية، ولجميع طبقات المجتمع وذلك من خلال برنامج الوزارة الخاصة ب "إتاحة الفرصة للراغبين بالتعليم العالي".
وهل وضعت الوزارة آلية لدراسة سوق العمل لتأهيل طلاب الجامعات؟
تقدمت وزارة التعليم العالي بدراسة مهمة تم إجراؤها لدراسة سوق العمل داخل وخارج مصر لنستطيع مواكبة المعايير من خلال الإعداد والتأهيل للطلاب بالجامعات لسوق العمل، وهذا يتواكب مع برنامج الوزارة لدراسة التخصصات الحديثة من خلال الدراسات والموضوعات ذى تخصص متعدد في المجال الواحد.
هل يوجد توجه من قبل الوزارة لتطبيق نظام اختبارات القدرات على معظم الكليات؟
بالنسبة لاختبارات القدرات فهو مطلب يرجع إلى الكلية نفسها، فبعض الكليات هي التي تقدمت برغبة لتطبيقه، وهو نظام اعتدنا عليه في كليات الفنون الجميلة، ومن بين تلك الكليات الإعلام التي طبقت نظام اختبارات القدرات قبل الالتحاق بها، هذا بجانب الجامعات التكنولوجية وهى تعد خطوة مهمة لتطوير التعليم الفنى فى مصر، حيث تعد هذه الجامعات امتدادا لمسار طلاب التعليم الفني والتي تعمل على إكسابهم المهارات العملية والعلمية لمواكبة متطلبات سوق العمل المحلي والدولي، وذلك من خلال البرامج التكنولوجية التي يتم تطبيقها بها والتى وضعت بناء على احتياجات المشروعات القومية وجغرافية الجامعات، وتمت الموافقة والتصديق من قبل سيادة الرئيس بإصدار القانون رقم 72 لسنة 2019 بإنشاء الجامعات التكنولوجية.
وهل بدأت الدراسة بتلك الجامعات التكنولوجية؟
ستبدأ الدراسة فى ثلاث جامعات وهى القاهرة الجديدة، وقويسنا، وبني سويف خلال شهر سبتمبر المقبل، ويمكن للطلاب الحاصلين على دبلوم التعليم الفني نظام الثلاث سنوات وطلاب الثانوية العامة الالتحاق بها بعد اجتياز اختبارات القبول.
وما التوجه الجديد لتطوير التعليم الطبي؟
تم بالفعل تطوير للتعليم الطبي تشريعيا وتنظيميا حيث تم استبدال نص المادة 154 من اللائحة التنفيذية لقانون تنظيم الجامعات لتعديل مدة الدراسة لنيل درجة البكالوريوس فى الطب والجراحة ليُصبح 5 سنوات بنظام الساعات أو النقاط المعتمدة وعامين امتياز، بدلا من 6 سنوات وعام امتياز بنظام المناهج وتم تطبيقه العام الدراسي السابق، ويعد هذا التطوير خطوة مهمة لمساعدة الطلاب على التعامل المباشر والعملي المنظم على أرض الواقع من خلال التدريب لمدة عامين قبل التخرج.
وهل ستشمل خطة واستراتيجية التطوير الكتاب الجامعي؟
بالطبع فعندما نقول استراتيجية فهي خطة كاملة من خلال جميع اللجان المتخصصة لتطوير خريطة التعليم لتحقيق النهوض الشامل سواء كان في الآليات أو المناهج أو طرق التدريس ونظام الساعات المعتمدة والكم والكيف الخاص بالكتاب الجامعي.
وماذا عن الدروس الخصوصية المنتشرة في بعض الجامعات؟
يهدف تطوير التعليم الجامعى إلى إصلاح النظام بشكل عام والقضاء على كافة المظاهر السلبية والتى من بينها الدروس الخصوصية.
وهل هناك تطور خاص بالبعثات بين الجامعات لتبادل الخبرات؟
هناك اتجاه كبير لجعل الجامعات المصرية من أفضل الجامعات العالمية وذلك من خلال زيادة البعثات الخارجية لنقل الخبرات العلمية الأكاديمية ورفع الجودة التعليمية بالجامعات بالإضافة لحل مشكلات المبعوثين بالخارج، والعمل كحلقة وصل بين المبعوثين ومشرفيهم فى نشر الثقافة المصرية بالخارج، وإبراز الجانب الإيجابى للحياة الاجتماعية والثقافية فى مصر لجذب الوافدين والإشراف على الاتفاقيات الثنائية بين الجامعات.
وماذا عن تطبيق معايير الجودة الشاملة بالجامعات؟
تشمل استراتيجية الوزارة تحسين جودة النظام التعليمى الجامعى والذى يختص بجودة العملية التعليمة بشكل متكامل، ويشمل ذلك تطبيق قواعد الاعتماد والجودة العالمية من خلال الاعتماد المحلى لمؤسسات التعليم العالى من هيئة ضمان واعتماد الجودة بالإضافة إلى زيادة عدد البرامج الجديدة وتطبيق معايير الجودة الشاملة وفقا للمعايير الدولية، وهذا يستهدف تخريج طالب قادر على الإبداع والابتكار ومواكبة سوق العمل وخلق فرص عمل لتحريك الاقتصاد للوصول إلى اقتصاد مبنى على المعرفة والاستدامة.
وهل سيتم إجراء مسابقة أفضل جامعة مصرية هذا العام؟
نعم.. للعام الثاني على التوالي يتم إطلاق مسابقة "أفضل جامعة مصرية " وهي المسابقة التي أجريت العام الماضي وفقًا للعديد من معايير التقييم، منها: البنية التحتية لكل جامعة من حيث جاهزية القاعات الدراسية والمعامل وأماكن التدريب، والشكل الجمالى للجامعة، والمستوى الأكاديمى من حيث النشر العلمى، ونسبة الطلاب لأعضاء هيئة التدريس، وموقعها على الإنترنت، ومدى قدرة الجامعة على تدبير موارد ذاتية لتغطية نفقاتها، والتواصل بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، والرعاية المادية والاجتماعية والطبية والأنشطة الطلابية التى تقدمها لطلابها، وانتظام وانضباط الدراسة، وإسهامات الجامعة فى خدمة المجتمع وتنمية البيئة المحيطة.
ساحة النقاش