مشكلة الزواج من أهم المشكلات الاجتماعية التى تؤرق الشباب والآباء والأمهات بدءا من اختيار الزوجة أو الزوج القادرين على تحمل هذه المسئولية العظيمة حتى تكليف الزواج الباهظة المطلوبة لهذا الزواج، وتلعب الكثير من العادات الموجودة فى المجتمع والتى تُقيـِد طموحات الشباب دوراً كبيراً فى فشل كثير من الزيجات - ويمكن قبل أن تبدأ - مثل النظر إلى الشخص ذى الإمكانيات المادية المحدودة - مقارنة بمن سبقوه ممن يتميزون بقدرات مادية أعلى - نظرة إزدراء، كما ينظر المجتمع لمن يتلقون مساعدات من الجمعيات الخيرية التى تسعى لنشر العفاف والفضيلة بتيسير أمور الزواج والحث عليه نظرة دونية، الأمر الذى يستوجب جهوداً فكرية وتثقيفية شاملة حتى تتغير هذه المفاهيم، والزواج فى السنوات الماضية كان الأهل يسارع أغلبهم من أجل إتمام زواج أبنائهم وبناتهم إيماناً منهم بأن الزواج مسئولية اجتماعية مشتركة، ويقدمون للعروسين المساعدات المعنوية والمادية، ويذللون ويتغاضون عن كثير من المصاعب بجميع أشكالها، ويتغاضون عن كثير من المطالب التى تثقل كاهل الأهل، لذلك كانت نسب الطلاق والزيجات الفاشلة قليلة، إلا أن المظاهر الاجتماعية فى هذا العصر تحتم إقامة حفلات عرس وزفات أسطورية تتطلب الكثير من المطالب المادية الباهظة وتجهيز بيت وأثاث مما يتسبب فى نسف أى زواج، كما أن الظروف الاقتصادية المريرة التى يمر بها مجتمعنا المصرى جعلتنا نفقد المعنى الحقيقى للزواج من سكن ومودة ورحمة، وكل هم الأهل أن تعيش ابنتهم حياة كريمة لا تقل عن حياتها فى منزل أبيها، وألا تكون أقل مكانة من قريباتها، لذلك يجب أن نبتعد عن كل البهجة والبذخ المصاحب لحفلات الزواج وأن نعبر عن الفرح بطرق مقبولة ومعقولة ومناسبة، وأن تؤمن جميع الأطراف بأن الزواج مسئولية مشتركة وأن نرتقى بالزواج عن كثير من التعقيدات الاجتماعية لأن الزواج فى حقيقته لبنة تضاف إلى المجتمع، إن الأمر يتطلب الجرأة والإقدام لحل مشاكلات الترف والبذخ، وقد أوضح الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء فى عام 2017 تراجع عدد عقود الزواج الرسمية بنسبة 3% فى العام الماضى، والنسبة الأعلى فى الزواج كانت بين الحاصلين على شهادة متوسطة، بينما انخفضت النسبة بشكل ملحوظ بين حاملى المؤهلات العليا، كما أن مشكلة العنوسة أو العزوف عن الزواج سواء بالنسبة للشباب أو الفتيات هى من المشاكل التى يعانى منها المجتمع المصرى، وهى لا تقتصر على مصر فقط حيث أصبحت مشكلة فى معظم الدول العربية الأخرى، وكما جاء فى حديث لسيد وأعظم الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذى جاء فيه "أعظم النكاح بركة أيسره مؤونة"، فهى تقينا شر المبالغة والتبذر فى المهور وترتيبات الزواج، وهو مسئولية الأهل أولاً، ثم المجتمع بجميع أفراده وشرائحه ثانياً، وكل أجهزة الدولة ثالثاً، على كل هؤلاء العمل معا لحل هذه المشكلة بتحمل جزء من التكاليف المادية والمعنوية للمقدمين على الزواج وتوفير الظروف المناسبة لهم والمساهمة فى حل المشكلات التى قد تواجههم فى تعاون وتآزر تام من أجل بناء هذا المجتمع.. وتحيا مصر.

المصدر: بقلم : كريمة سويدان
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 320 مشاهدة
نشرت فى 22 أغسطس 2019 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,695,637

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز