أحزنني ما أحصيته من انفصال عدد من الفنانين والفنانات في علاقاتهم الزوجية، وهي ظاهرة شهدها النصف الأول من العام الجاري، بل إن أفراحهم باتت تتم في سرية وبعيدا عن أعين الجهور، في حين أن فناني الزمن الرائع، كانوا يحتفلون بزفافهم إما على الشاشة، أو المسرح، وتعالوا نتذكر حالة من حالات زواج النجوم النادرة بين فؤاد المهندس وشويكار الجميلة، فالفنانون لا يحبون بالطرق العادية التي نعرفها، لابد أن يكون في حياتهم أشكال أخرى للحب، أشكال غير تقليدية، حب بطعم المغامرة ـ وأحيانا المقامرة ـ فهم جسدوا قصص الحب مرات ومرات سواء على شاشة السينما أو التليفزيون أو على المسرح، جسدوها بأساليب متنوعة، وربما ملوا من تكرارها، وعندما أحبوا وقرروا الزواج بحث بعضهم عن طريقة مختلفة يعلنوا بها فرحتهم على الناس، كل الناس، عن حب مختلف، وزفاف متفرد.. نروي هذه الحكاية:
عندما وقع الفنان الراحل فؤاد المهندس فى غرام الجميلة شويكار "البسكويتة"، حينما قرر الزواج منها بطريقة لم يسبقه إليها أحد، فجاء اعترافه على أرض خشبة المسرح، وأمام جمهورهما العريض، ولم تكن السنيورة على علم بما يكنه لها الأستاذ من حب ووله وغرام وقرب واشتياق، كانت بينه وبينها نظرات تصفها بصوت كوكب الشرق السيدة أم كلثوم: "نظرة وكنت أحسبها سلام وتمر قوام.. أتاري فيها وعود وعهود وصدود وكلام"، كانت الصدود من جانبها خشية أن تكون النظرات مجرد إعجاب بفتاة صغيرة، يصفونها بأنها جميلة ومثيرة، تتلمس طريقها في رحاب الفن الهادرة، هو أستاذ كبير وهي مجرد تلميذة تحبو، فكيف للأستاذ أن يقع ـ بجلال قدره ـ في هواها!
كل ما سبق جعل للمفاجأة دويا كبيرا، طريفا، مثيرا للصحفيين والمعجبين معا؛ فخلال عرض مسرحية "أنا وهو وهى" تقدم المهندس بعرضه الطريف والمبتكر للزواج من شويكار، وخرج عن النص وهما مرتميان أرضا على خشبة المسرح بجوار "الكمبوشة" الخاصة بالملقن قائلاً: "تتجوزينى يا بسكويتة"، واحمر وجه البسكوتة وتدفقت الدماء في وجهها بلون وعطر وردة بلدي فواحة وأومأت برأسها موافقة يا أستاذ!
ساحة النقاش