على الرغم من تواجد المنتج المحلى فى أسواق الملابس المصرية وتميزه بقدرته التنافسية مع المستورد خاصة الملابس القطنية والتى تعد من أشهر منتجات الصناعة الوطنية، إلا أن البعض يحاول اجتذاب الأذواق المصرية نحو المنتج الأجنبى المستورد فى بعض الأحيان، فما السبب وراء ذلك؟ وما سبل مواجهته، وكيف نشجع المواطنين على شراء ا لملابس المصرية بصورة أكبر؟

فى البداية تقول نهال عبد المطلب، ربه منزل: يفضل الكثير شراء المستورد ليس لجودته لكن للتباهى والتفاخر علما بأن الملابس المحلية أقل تكلفة وذات جودة جيدة، لذا أبحث عن المحال التى تعرض الملابس المصرية وأنتقى ما يناسبنى وأولادى.

وتقول ابتهال مصطفى، موظفة: التجارب السيئة مع بعض المحال التجارية وراء لجوء البعض إلى العلامات التجارية العالمية، فقد كنت أدعم دعوات "اشترى المصرى" لكن بسبب تعرضى لإحدى التجارب السيئة من ناحية التسويق والإدارة فى أحد المحلات التجارية التى تعرض المحلى فضلت شراء المستورد، فالاكتفاء بالصناعة فقط خطأ، فالملابس المصرية جودة عالية لكن تسويقها وعرضها بطرق غير منظمة تتسبب فى عزوف الكثير عن شرائها.

أما هبه محمد، مدرسة فتقول: عندما سافرت إلى أمريكا ذهبت لشراء ملابس قطنية ففوجئت بأنها تحمل شعار "صنع فى مصر" كنت سعيدة جدا، وعندما علم أصدقائى بسفرى للقاهرة طلبوا منى شراء بعض الملابس لهم فمعظم دول العالم تهتم بالصناعة المصرية وتقدرها ولا يوجد منتجات أخرى تنافسها.

أشترى المصرى وأفتخر

تهتم نسمة إبراهيم، طالبة بكلية الإعلام بالمنتجات المستوردة وتفضلها بسبب تنوع تصميماتها واختلاف أشكالها وتتمنى أن تهتم صناعة الملابس المصرية ببعض التصميمات والأشكال الحديثة والاستعانة ببعض الخبراء من الخارج لتطويرها مع الاهتمام بالتفاصيل البسيطة للمنتج لاكتمال جودته.

ويقول محمد الزينى، مهندس: لا شك أن المنتج المصرى قادر على المنافسة لأن الشعب المصرى عرف على مر الزمان بتشجيعه صناعة بلده.

أما نهاد السيد، بكالوريوس تجارة فتقول: أشترى المصرى وأفتخر، فعندما أتجول وسط المحال التى تعرض الملابس المستوردة أشعر بالغربة فمعظمها لا تتناسب مع طبيعية أجسامنا ولا عاداتنا بخلاف الملابس المحلية التى تعكس الهوية المصرية.

عقدة الخواجة

عن زيادة القدرة التنافسية للملابس المحلية ترى د. الشيماء مشرف، خبيرة إدارة المشروعات أن المنتجات الوطنية تحتاج إلى رعاية ودعم من الدولة فى ظل منافسة المنتجات المستوردة التى تغزو الأسواق بأسعار مغرية، وتقول: علينا تشجيع المنتج الوطنى حتى وأن كان سعره أعلى من المستورد من أجل تحسين وتشجيع الصناعات المحلية وزيادة نمو الاقتصاد الوطنى، مع الحرص على إظهار هوية المنتج المصرى، فأغلب الصناعات تعتمد على التقليد من الدول الأخرى فى التصميمات ولا يبتكرون موديلاتهم الخاصة.

وتدعو د. سعاد الديب، رئيس الاتحاد النوعى لجمعيات حماية المستهلك إلى الاهتمام بثقافة البيع والشراء من خلال التركيز على ثقافة المستهلك واحتياجاته ومعرفة الذوق العام للمستهلكين خاصة فى مجال الملابس والأزياء، فلكل بلد ثقافته وتصميماته الخاصة به، ومن أجل دفع حركة السوق نحو المنتج المصرى علينا دراسة السوق جيدا.

وأرجعت الديب إقبال المواطنين على شراء المستورد إلى "عقدة الخواجة" التى يتمسك بها المصريون، قائلة: على الرغم من أن هناك بعض السلع المستوردة فى الأسواق لا تحظى بالجودة التى تتناسب مع سعرها لكن شراء المستورد فكرة تسيطر على قطاعات كبيرة من المستهلكين خاصة شريحة الشباب التى تبحث عن الموضة والتصميمات الحديثة، بالإضافة إلى أن هناك صناعات محلية جيدة لكنها لا تحظى بنفس دعاية المستورد الذى يحظى بعرض بضائعه وترويجها بصورة جذابة.

وتابعت: الاهتمام بمنظومة الصناعة من الأمور المهمة لبناء الثقة بين المنتج والمستهلك، فالبعض فقد ثقته بسبب انخفاض الجودة وتلاعب بعض التجار فى الخامات من أجل تحقيق الربح السريع ما أثر على حركة البيع والشراء حيث ترسخت صورة ذهنية عن المنتج بتضمنه عيوب صناعة، لذا يجب تغير الصورة ولن يتأتى ذلك إلا من خلال الرقابة المستمرة على المنتجات وأسعارها.

التكلفة والمنتج

يقول محمد المصرى، نائب رئيس اتحاد الغرف التجارية: استفادت صناعة الملابس من تعويم الجنيه الذى أدى لارتفاع سعر المنتجات المستوردة، وكانت صعوبة المنافسة تتمثل فى غش بعض التجار والمستوردين فى إدخال البضائع بفواتير أقل من قيمتها أو مهربة، وبالتالى تعرض فى المحال التجارية بأسعار أقل، فى حين يعرض الوطنى بأسعاره وتكلفته فيصبح غير قادر على المنافسة.

ويضيف: يتمتع المستهلك المصرى بالذكاء حيث يبحث عن الجودة والسعر الأقل، وهذا ما يتم تفعيله الآن مع المنتج المصرى لزيادة قدرته التنافسية، لذا علينا كمواطنين تشجيع الإنتاج المحلى مع التركيز على التسويق والإدارة فهما أهم عوامل جذب المواطن.

     العمالة والمهارة

من جانبها تؤكد النائبة هالة أبو السعد، وكيل لجنة الصناعات بالبرلمان أن المنتج المصرى قادر على المنافسة وبقوة وأن الصناعة المصرية تمتلك قدرات وكفاءات هائلة متمثلة فى العمالة التى تتمتع بمهارة وذكاء يمكنها من المنافسة إذا توافرت الإمكانيات واستراتيجية واضحة تساعد على ظهور المنتج بكفاءة عالية.

وتقول: علينا تطوير وتحسين الملابس المصرية وجودتها ومواكبتها للمستوردة التى تتميز بالتجديد، بالإضافة إلى مراعاة السعر ومدى تناسبه مع السوق، لافتة إلى أن المنتج الوطنى أثبت جدارته فى الأسواق المحلية والدولية والإقليمية وما زال الطريق مفتوحا فى العديد من الأسواق الجديدة، مشيرة إلى أنه يحتاج إلى دعم كبير من الجهات المعنية وعلى المنتجين اتباع المواصفات والمقاييس الخاصة بالمنتج والصناعة والحرص على الجودة مع أسعار مناسبة لزيادة الإقبال للشراء والقدرة التنافسية مع المنتجات الأخرى.

المصدر: كتبت : هايدى زكى
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 722 مشاهدة
نشرت فى 26 سبتمبر 2019 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,824,533

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز