خلال كلمته فى جلسة "اسأل الرئيس" ضمن المؤتمر الوطنى الثامن للشباب، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى على ضرورة وجود مناعة داخلية للدول لمواجهة الإرهاب والتنظيمات المسلحة، وكرر لفظ "المناعة" أكثر من مرة، حيث وجه حديثه للشعب المصرى بقوله "لازم مناعة الدولة المصرية تبقى تحت عنينا، ومحدش يبعدنا عن ده، ولازم نبقى حريصين على مناعة الدولة المصرية"، ولأن الكلمة قوية وأعجبتنى، سألت نفسى عن كيف تقوى مصر مناعتها ضد الإرهاب والإشاعات وحروب الجيل الرابع؟ خاصة وأننى اكتشفت أن الدول القوية تهتم دائماً بأمنها القومى، والمخاطر التى تهددها، وكيفية تقوية مناعتها إزاء هذه المخاطر، ومصطلح "مناعة الدول"مثلا فى دولة -مثل إسرائيل- معناه أن يُعقد مؤتمر سنوى بها يدور حول "مناعة إسرائيل"، وإذا كان هذا المصطلح قد شبه الدولة المصرية بجسد الإنسان الذى لديه مناعة ضد الأمراض وقادر على مقاومتها، وإذا كانت أحداث يناير 2011 قد أضعفت مناعة الدولة المصرية, إلا أنها سارعت واستعادت مكانتها ونفوذها وثقلها الإقليمى فى الشرق الأوسط وأفريقيا، وأصبح لديها مناعة ضد المخاطر، مع العلم أن تقوية مناعة الدولة المصرية لا يكون على المستوى العسكرى فقط ولكن القوة الاقتصادية مهمة جداً لتقوية مناعة الدولة المصرية، وهو ما قامت به الدولة المصرية من خلال إجراءات الإصلاح الإقتصادى، وإشادة المؤسسات الدولية بالاقتصاد المصرى، مع تحمل الشعب المصرى جزء كبير من تكلفة الإصلاح الاقتصادى فى سبيل الاستقرار الاقتصادى وإقامة المشروعات الزراعية كاستصلاح المليون ونصف فدان، والمشروعات الصناعية وغيرها من المشروعات كإنشاء كليات جديدة "الذكاء الاصطناعى"، وإنشاء مفاعل الضبعة النووى، وإقرار قانون الاستثمار الجديد لجذب الاستثمارات، ولكى يقوم الإعلام المصرى بدوره فى تقوية مناعة الدولة المصرية لابد من القيام ببناء جسور الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة كلها حتى لا نترك مجالاً للشائعات، وتقوية المناعة عن طريق الإعلام الموضوعى المتوازن والشفافية المطلقة بتوفير المعلومة الحقيقية، كما ينبغى أن تتكاتف كل أجهزة الدولة لتحقيق العدالة وإزالة الفروق الاجتماعية بين طبقات المجتمع حتى يكون لدى المواطنين المصريين مناعة حقيقية تُشعرهم بقيمة الوطن ويحافظوا عليه، وهذا أقصى درجات المناعة للدولة، وبالتالى أصبح من الضرورى الوقوف عند هذا المصطلح المهم - مناعة الشعب المصرى - الذى يعنى بالنسبة لنا كمصريين بأنه هو قوة مؤسسات الدولة ضد أى اختراق من أى نوع من جهة، وقوة ومناعة الشعب المصرى من أن يتم اختراقه بأى فرد منحرف أو ضال أو معادى للدولة ومؤسساتها، ويكون حائط صد ضد أى هجمات إرهابية أو فكرية لمؤسسات الدولة المصرية وشعبها.. وتحيا مصر.
ساحة النقاش