كتبت : أماني ربيع

 

حالة من الحزن والاكتئاب تعترى المرأة أو الفتاة بعد انفصالها عن حبيبها أو شريك حياتها الذى قاسمته الأحلام وشاركته رسم ملامح المستقبل وتطلعت للعيش بجواره، إلا أن هناك من يتغلبن على هذه الحالة بينما تقع أخريات أسيرات لآلامة الماضى وذكرياته الحزينة..

فى السطور التالية نتعرف على ضحايا قصص حب فاشلة نجحن فى بدء علاقة جديدة نسين من خلالها الحب القديم ليكن نماذج ملهمة لكل من تمر بمثل هذه التجربة لتؤكدن على أن الحياة لا تقف عند أحد..

البداية مع هناء.د، صانعة حلي التى ارتبطت بابن خالتها الذى رأت فيه فارس أحلامها ونال إعجاب والدها الذى كان يرأسه فى العمل، لكنها اصطدمت بعد زواجها بطلبه المتكرر أن تتوسط عند والدها حتى يترقى من عمله لتتأكد أنه لم يرتبط بها إلا بحثا عن مصلحته، الأمر الذى سبب لها صدمة كبيرة احتاجت بعدها لاستشارة طبيب نفسى حتى تتغلب على صدمتها، لكنها قررت تغيير حياتهاوممارسة الهواية التى أحبتها وهى صناعة الحلي التى كانت سببا فى لقائها مع زوجها الثانى الذى ساعدها في استعادة ثقتها بنفسها.

أما سهيلة.ر،مصورة فقد تحدت الجميع وتزوجت برجل متعدد العلاقات ظنا منها أنها باستطاعتها تغييره للأفضل لكنها اصطدمت بصخرة الواقع لتجده يخونها مع إحدى صديقاتها الأمر الذى كان نهاية لعلاقتها وبداية لحياة جديدة مع شاب مبتدئ فى مجال البرمجيات ورغم أنه يصغرها إلا أنه كان أكثر واقعية، جعلها تشعر أن الحياة يمكن أن تبدأ من جديد، وساعدها في العثور على نفسها.

وتقول مها.ع: أحببت زميلا لي بشدة وساعدته في كل شيء, كنت أحكى كل شيء لصديقتي التي كانت تبادر دائما للصلح بيننا في أي مشاجرة، بمرور الوقت تغيرت معاملته معى لأفاجأ بمكالمة منه يقول لي "كل شيء قسمة ونصيب"، والمفاجأة الأكبر أن بعدها بأسبوع عرفت أنه خطب صديقتى، أصبت بانهيار وفقدت ثقتي بكل من حولىحتى وصل الأمر إلى إضرابى عن الطعام،وتركت المدرسة التي كنت أعمل بها وسافرت إلى الإسكندرية لأعيش حياة روتينية تماما أحاول أن أنسى حزنى على حبيب خائن وصديقة كاذبة، وأثناء تنزهى على الكورنيش قابلت شابا شعرت معه أننى طفلة مددلة وكأن السنوات الضائعة في الحزن لم تكن، وتزوجنا في الإسكندرية التي أصبحت مدينة الحب بالنسبة لي.

"الدنيا يا ناس من غير الحب ما تتحبش" بروح مشرقة تحكي عبير.ن، مترجمة، وتقول: ارتبطت بصديق لى تعرفت عليه منذ المرحلة الثانوية، وأحببته بعلم عائلتينا وقررنا الارتباط بعد التخرج، لكن بعد تخرجنا فى الجامعة بعدة أشهر فقدت الاتصال به، وعندما سألت والدته عنه كانت تجيبني بإجابات مبهمة حتى عرفت من صديق مشترك أنه كان على علاقة بفتاة فرنسية تعرف إليها بشرم الشيخ وأنه أعد أوراقه وسافر إليها في فرنسا ليتزوجها ويبدأ مشواره هناك، كانت وقع الأمر قاسيا علي، فأنا تقريبا لم أعرف سواه، وحاولتالتواصل معه لأعرف لماذا تركنى، فبعث لي برسالة طويلة عبر فيسبوك أخبرني بأنه كان يشعر أنه يحبني حقا حتى قابل صديقته الفرنسية التى عرف معها معنى الحب الحقيقى، ووسط صدمتى لم أجد سوى ذلك صديقه الذى دعمنى لأكتشف أنه كان يحبني في صمت، ليدق قلبي من جديد، وأعرفمعه معنى الحب الحقيقي.

 

الحزن أمر صحى

يعلق د. أمجد مصيلحى، استشاري الصحة النفسية على مدى إمكانية بدء حياة جديدة بعد علاقة فاشلة قائلا: بعد أي تجربة فاشلة يجب أن نتوقف ونلتقط أنفاسنا، وألا نستسلم للحزن وإن كان الشعور بهأمر صحي لكن بشرط أن يكون لفترة محددة تعيد خلالها الفتاة حساباتها وتستعيد توازنها، مع تجنب تطبيب آلام العلاقة الأولى بأخرى لأن الفتاة فى هذه الفترة تكون عاجزة عن التمييزبل يجب عليها أن تنتظر لتلتئم الجروح، وبدلا من الهرب لحب جديد تجلس مع نفسها، أو تلجأ إلى الله، وتوجه طاقة الحب لديها بشكل جديد فتحب نفسه أولا، وتبدأ في تغيير روتينهامن خلال ممارسة هواية تحبها، فعندما تستعيد ثقتها بنفسها يمكنها أن تجد الشخص الذي تستحقه.

 

تقولصوفى عادل، خبيرة التنمية البشرية: الإنسان بطبعه كائن اجتماعي لا يستطيع العيش في عزلة لذافالحب ضروري في حياته، لكن لابد أن يكون هناك ضوابط له، فبعد الخروج من علاقة زواج أو خطوبة يجب معرفة أسباب فشلها، وقبل دخول أى علاقة جديدة يجب أن تحدد مواصفات شريك الحياةمع التركيز على الصفات التي يمكن التعامل معها، وأهم شيء ألا نتربط بأي شخص لمجرد أنه مناسب في المطلق فالمناسب قد لا يسعدنا بالضرورة، لكن المهم أن يكون مناسبا لطباعنا ونستطيع التعامل مع عيوبه، وعادة ما تكون الفرصة الجديدة أسهل إلى حد ما لأنها أكثر وضوحا لأننا نكون عرفنا ما نريده حقا، وتعرفنا على أنفسنا جيدا بعد التجارب السابقة.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 631 مشاهدة
نشرت فى 3 أكتوبر 2019 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,367,167

رئيس مجلس الإدارة:

أحمد عمر


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز