كتبت : سماح موسى

أحلام وطموحات تنسجها الفتاة قبل قصة حبها التى قد تسدل ستار النهاية عليها أحيانا، لكن كيف يمكن أن تخرج من صدمتها العاطفية لتعيش وتستمتع بحياتها من خلال العديد من السبل التى تحقق لها النجاح بل وتوفر لها حياة أكثر سعادة؟

البداية مع يناء عبد العزيز التى تمكنت من أن تحول فشلها فى علاقة عاطفية إلى نجاح حيث قررت البحث عن أهدافهاالتى أجبرها الزواج على التخلى عنها لتتمكن من استكمال حياتها والبدء من جديد.

وتقول أمنية عبدالسلام: ارتبطت بزميل لي أثناء دراستي بالجامعة، وبعد تخرجنا أعلنا خطبتناإلا أننى اكتشفت به عيوبا لم أكن أعرفها أثناء الدراسة، فوجدت أن إنهاء العلاقة الحل الأمثل رغم تعلقي الشديد به، وقررت إشغال عقلي بدراسة لغات مختلفة من خلال دورات مكثفة والتركيز في عملي وقطعت وعد على نفسي ألا أرتبط إلا بعد أن أحقق كل أحلامي.

أما نبيلة محمد فتقول: بعد عشرة دامت عشرين عاما استغل زوجى حبي له وسرق كل أموالي ورحل عنى الأمر الذى سبب لى آلاما دفينة لكن شدة هذه الآلام كانت بمثابة دافع للاهتمام بنفسى وأولادى الذين استطعت معه مواجهة الصدمة والبدء من جديد، حيث وجدت فى تفوقهم الدراسى نجاحى وسعادتى.

الوقاية أفضل من العلاج

يقول د. جمال شفيق،أستاذ علم النفس الإكلينكي بجامعة عين شمس: لاشك أن الإنسان معرض في كل مراحل حياته للنجاح والفشل، إلا أن أفضل أنواع النجاح هو الذي يعقب الفشل,فالإنسان إذا أخفق يبحث عن مواطن الضعف التي أدت إلى فشله وبإصرار وعزيمة وقوة يستطيع تحويلهإلى نجاح، وعلى المستوى العاطفى قد يكون إنهاء علاقة ما الحل الأمثل خاصة إذا كان أحد الطرفين يرفض التنازل ويرى وجوبه على الآخر الأمر الذى ينذر بخلل فى العلاقة.

ويضيف: يمكن أن تحول المرأة فشل العلاقة العاطفية إلى نجاح رغم أنها أكثر تأثرا بتبعاتها إلا أن الله حباها قدرة فائقة على التحمل والمثابرة، لذا أنصح الفتاة بدراسة الشاب جيدا قبل الارتباط به وعدم التعجل فى الزواج قبل الإلمام بجميع جوانب شخصيته خلال فترة الخطوبة مع الاستعانة برأى الوالدين والأهل فهم يتمتعون بمهارة مكتسبة فى الحكم على الآخرين من خلال التعامل معهمبالإضافة إلا أنهم يفكرون بعقولهم لا بقلوبهم كالفتاة، فدائما الوقاية خير من العلاج، أما إذا تعرضت الفتاة إلى صدمة عاطفية فعليها أن تتأكد أن بداخلها طاقة تستطيع من خلالها تحويل الفشل إلى نجاح لتستمتع بحياتها.

النهايات أخلاق

تتفق د. منار عبدالفتاح،استشاري الصحة النفسية والعلاقات الأسرية مع الرأي السابق وتقول: على المرأة إذا قررت إنهاء العلاقة أن تقطع علاقتها بالشخص إلى الأبد فلاتراقبه على مواقع التواصل الاجتماعي ولاتذكره في أي مجلس ولاتفش أسراره لأن النهايات أخلاق، وعليها أن تشعر بقيمة نفسها وألا تستسلم لليأس أو الإحباط بل تجعل من اهتماماتها محور حياتها كممارسة الرياضة مع الاهتمام برشاقتها وجمالها والتركيز علىأحلامها، مع استعادة علاقاتها بصديقاتها وأقاربها، بالإضافة إلى تغذية روحهامن خلال التقرب إلى الله، وشغل وقتفراغها بأى أعمال تطوعية أو ممارسة هواياتها المفضلة فالإحساس بالعطاء يؤثر بالإيجاب على نفسيتها،مع تجنب أن تقع فريسة للعزلة والاكتئاب.

التجاوز فى خطوات

أما د. ناهد نصر الدين، خبير التنمية البشريةفتقول:يمكن تجاوز الفشل العاطفيبعدة أمور أهمها تجاوز الحزن والاتجاه إلى خطوة أخرى ناجحة متوافقة مع قدراتها وإمكانياتها، وتجنب اختيار خطوة تؤدي إلى الفشل بمعنىأن تبحث عن نقاط محددة مع بذل جهد للوصول إليها، بالإضافة إلى الاندماج مع مجموعات جديدةتمدهابالثقة بالنفس مع الحرص على اختيار نسيج العلاقات التي تقويهاوتساعدها على ترميم حياتها، وتجنب البحث فى الذكرياتالقديمة التى تزيد حزنها وتضر بنفسيتها ولتتأكد من جميل صنع الله.

 

يقول إبراهيم شعبان، خبير تنمية بشرية:عند تعرض الفتاة لصدمة عاطفية لابد من التوقف لتلتقط أنفاسها وتحسب خطواتها المقبلة، وتضع مشكلاتها العاطفية تحت قدميها لتصعد عليها وألا تضعها فوق اكتافها فنهوى بها إلى أسفل، مع ضرورة دراسةإيجابيات وسلبيات العلاقة الفاشلة لإدارك الأخطاء وتجنبها فى المستقبل، إلى جانب وضع خارطة طريق للفترة القادمة والبحث عن مجال مناسب لها لتنجح من خلاله وتحقق فيه ذاتها.

  • Currently 5/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
1 تصويتات / 704 مشاهدة
نشرت فى 3 أكتوبر 2019 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,824,590

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز