بقلم : طاهــر البهــي
لمعت الفنانة المتفردة فردوس محمد، في تقديم دور الأم لتكون على قمة من قدمن هذا الدور في السينما المصرية، حتى لقبت بـ "أم السينما"، وكانت ولا تزال تبهرنا بأدائها السهل الممتنع في كل الأعمال التي أطلت علينا من خلالها ببراعة وإتقان.
ولدت فردوس محمد، في 13 يوليو 1906، بحي المغربلين في مدينة القاهرة، وتوفى والديها وهي صغيرة، فتولى تربيتها الشيخ علي يوسف مؤسس جريدة «المؤيد»، وألحقها بمدرسة إنجليزية بحي الحلمية، فتعلمت القراءة والكتابة والتدبير المنزلي وتربية الأطفال.
جذبها النشاط السينمائي بعد عملها بالمسرح، منذ بداياته المبكرة، حيث شاركت في أدوار مؤثرة في أفلام "ممنوع الحب" عام 1935، حينما اختارها المخرج محمد كريم لدور الأم في هذا الفيلم، ثم قدمت شخصية أم فاتن حمامة في فيلم "يوم سعيد" والبطولة كانت لموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، وكان هذا بدايتها في لفت الأنظار إليها في أدوار الأم التي أتقنتها في براعة شديدة وبدت طبيعية وكأنها تنسى أنها أمام كاميرا السينما!
تعد فردوس محمد من صاحبات الرقم القياسي بين نساء جيلها في تجسيد شخصية الأم المصرية الحنون، حيث وصل إجمالي عدد أفلامها إلى 127 فيلما، منها: "بياعة التفاح، سفير جهنم، سيدة القطار، صراع في الميناء، إحنا التلامذة، حكاية حب، الطريق المسدود، سيدة القصر، رد قلبي، أين عمري، شباب امرأة، ابن النيل، أبوحلموس، سلامة في خير، وعفريتة إسماعيل ياسين، وغزل البنات"، وكان آخرها فيلم "عنتر ابن شداد" عام 1961.
يذكر أن أقرب صديقاتها إلى قلبها من الوسط الفني، كوكب الشرق أم كلثوم والفنانة زينب صدقي، ودائما ما كن يلتقين سواء في فيلا أم كلثوم في الزمالك أو في بيت زينب صدقي في الإسكندرية، توفي 3 من أبنائها عقب ولادتهم، وتوفيت فردوس في 22 سبتمبر1961، عن عمر يناهز55 عاما، بعد صراع مرير مع مرض السرطان.
ساحة النقاش