كتبت : د. رانيا يحيى
واحدة من المبدعات والملهمات تساهم فى نشر الثقافة والوعى بإسهاماتها الفنية الراقية،إنها الجميلة المخرجة أميرة الفيقى والتى قدمت لنا أحدث أفلامها عن الأديب العالمى بعنوان "قاهرة نجيب محفوظ" والذى أحاطته بشمولية السيطرة على القاهرة المحرك الرئيسى لكثير من أحداث إبداعاته،وكأن عنوانها خطته ليعود بملكية القاهرة لأديبنا الكبير الذى استلهمها وكانت مصدر وحيه وإبداعه فلم تفارقه بأحيائها ومآذنها وبسماتها المجسدة لطبائع شخصياته وأبطال رواياته،كما تعاملت المخرجة مع الفيلم بمنطق التقاط الومضة التى بنيت عليها لوحتها الإبداعية لترسم لنا ألواناً زاهية من الأفكار والأطروحات التى غابت عن كثيرين،فالبعد المكانى وفلسفته كان له كبير الأثر على أدب حاصد نوبل الذى تناوله بعبقرية الأمكنة التى جسدها بمصرية خالصة وكان استغراقه فى المحلية سبباً لوصوله للعالمية.
وكانت فلسفة المكان خير معبر عن حالة كلية لا تقتصر فقط على مجرد جغرافيتها المحدودة, وإنما الفلسفة الأعلى والأعمق هى التى التقطتها أميرة لتتحدث عنها فى فيلمها المتميز, أيضاً اختياراتها للشخصيات بعناية الكاتبة الصحفية أمانى القصاص،الروائى الدكتور صلاح فضل،الدكتور الأديب محمود الضبع،والأستاذ نعيم صبرى أحد الأصدقاء المقربين لكاتبنا المبدع،واستطاعت المخرجة توظيف معلومات الشخوص أبطال فيلمها بما يتلاءم مع خبراتهم ومدى رؤيتهم الفلسفية لكتابات محفوظ مما ساهم فى خلق حالة ترابط واندماج من المتلقى مع فكرة فلسفة المكان التى تعايشنا داخلها بالانتقال بين هذه الآراء وبعض التسجيلات للروائى العالمى،كذلك تأكيد هذه الأفكار المعرفية من خلال سياقات الأفلام التى ارتكزت بشكل مباشر على فلسفة المكان وخلقت منها بطولات.
لقد سبحت فى عالم محفوظ بعد مرور عقود من إبداعه الروائى والذى ترجم سينمائياً فخلد أعماله واسمه.
ساحة النقاش