بقلم : مروى ياسين
"سَكِرَ محلي محطوط عَلِيّهُ كَرِيمَة..كَعَبّكَ مَحْنِيّ وَالعُود عَلِيّهُ القِيمَة..دَمَّكِ خَفِيف وَضَحْكتكِ شُرَبات..زِيّ العَسَل رَوَّحَكِ ياحلويات"كلمات ولحن يشبهني بغزل البنات كلمات سريعة الذوبان، مكسوة بحلوى السكر "بنيو لوك" فوضوي عابث مع إيقاع الصقفة.
على الرغم من محاولات شاكوش لتخير الكلمات حيث جاء على لسانه "حاولت أختار أغنيةشيكولحن نظيف للأسرة",فقد استطاعت أغنية "بنت الجيران"أن تحقق حلم آه لو لعبت يازهر واتبدلت الأحوال وركبت أول موجة في سكة الأموال، حيث تخطت حاجز الوهم لتستقر على محطة الذوق العام في عالم الواقع، ولكنها رغم رشاقة جملتهاستظل تصنف ضمن كتيبة أغاني المهرجانات، والتي تعد ظاهرة حية لتمييع الهوية والذوق والتي أفرزها لنا مجتمع السوشيال ميديا.
لا شك أنه عندما تهاجر القيمة يترسخ الجهل،لنشاهد وعلى الهواء مباشرة فوضى المهرجانات تبعثر الحب والفرح والنشوة في مشهد يضعنا أمام مفهوم الفوضى بمعناها الاجتماعي، ولنا في احتفال عيد الحب خير مثال لتحول المشهد من الافتراضي عبر السوشيال إلى مشهد حي تنبض بأعراقه الحياة في عالم الواقع.
أعلم أننا جيل يحمل زمناً مغايراً لا يفقه ثقافة المهرجانات،وأعلم يقينا أننا مازلنا نحمل عقولاً وقلوباً دافئة تزن الأمور بمنطق الحكمة، لذا فعلينا أن لا نعيش ثقافة فوقية فلا مجال للانقطاع عن الحدث، علينا ألا نتصلب حتى لا نجف، وأن نبادر ونصوب مسارات الخطأ بجدية المحارب،مع تعميق الدور التنويري للإذاعة المصرية لتغيير المزاج العام وتقويم أوصاله والتي انفلتت بفعل الفوضى غير الخلاقة، علينا فتح أبواب نقابة الموسيقيين للجيد والراقي والبناء فقط بشرط التدريب وضبط خارطة الطريق للكلمة واللحنفالاستنكار والتجاهل يولد التحدي.
وأخيرا أقول علينا بالكلمات المعبرة عن عشق تراب الوطن، وعلينا تثمين أي محاولة ولو بسيطة لذلك من خلال التقدير ومنح الجوائز للوصول لما نحتاجه فى هذه المرحلة.
ساحة النقاش