بقلم : ايمان العمرى
أصحابي الأعزاء صديقتنا مرام شردت قليلا وهي تتأمل تاريخ اليوم 29 فبراير، وأخذت تفكر فيه إنه لا يتكرر إلا كل أربع سنوات لكن ما أن يدخل على العام حتى يحوله من سنة بسيطة إلى كبيسة مجرد 24 ساعة تزيد في العام تقلبها رأسا على عقب..
لكنها عادت وأنكرت على نفسها دهشتها فلماذا هي تستهين بأي زيادة بسيطة مع أن ذلك هو قانون الكون كله، فمن أبسط الأشياء إلى أعقدها عندما نزيد مقدار أي عنصر تكون النتيجة سلبية.. وهنا تذكرت مادة الكيمياء في المرحلة الثانوية وكلمة مدرسها الشهيرة «أي خلل في مقادير العناصر قد يؤدي إلى حدوث انفجار .»
وليت الأمر يقتصر على معمل العلوم لكن في أي علاقة خاصة أو عامة، رسمية أو ودية، أي تزايد قد يسرق كل ما بها من جمال، فيصبح الاهتمام حصار يخنق، والتدليل إفساد وهكذا.. أخذت مرام تراجع كل علاقاتها فوجدت أن
اندفاعها كان يؤدي دائما إلى أنها تتسبب في أن تؤذي نفسها وأخيرا ما يحدث مع خطيبها فهي دائما ما تبادر بالاتصال به وهو يتعامل مع ذلك بلا مبالاة وكثير ما يتجاهل مكالماتها بحجة أنه مشغول.. نظرت مرام إلى هاتفها ولم تحاول الاتصال بخطيبها بل على العكس تركته على مكتبها ودخلت إلى المطبخ لإعداد وجبة غذاء تفاجئ بها أسرتها.. حرصت مرام على الدقة في المقادير خاصة الملح الذي كثير ما كان زيادته عيبا أساسيا في الوجبات التي كانت تعدها..
في المساء اتصل بها خطيبها ملهوفا فهي لم تحدثه طوال اليوم.. ردت عليه بهدوء
- أبدا.. كنت بتعلم إزاي أظبط الملح.
ساحة النقاش