كتبت : هدى إسماعيل

يتسرع كثيرون بإطلاق الحكم على الآخرين وتحديدا محاكمة شخص من أول نظرة بناء على مظهره أو أقواله أو حتى رد فعله على بعض المواقف دون الجلوس معه وتفهمه، وغالبا ما يبدأ هؤلاء الأشخاص بنشر حكمهم بين المتواجدين بينهم سواء في العمل أو المنزل أو الجلسات العامة وغيرها في محاولة منهم لإقناع المحيطين بصدق حدسهم وإحساسهم أو من خلال تجربتهم فى الحياة فتراهم يصدرون أحكاما بعيدة تماما عن الحقيقة.

فى البداية يقول محمد حسن، طالب جامعي: تعد المظاهر من أهم الأمور في وقتنا الحالي فعلى سبيل المثال البنات لا تنظر إلا إلى الشاب الوسيم الشيك دون الالتفات إلى أخلاقه وعلمه، لذا للأسف الكثير منا مظلوم بسبب ظروفه الاجتماعية التي لا دخل له بها.

أنا « أما نهى عصام، مدرسة: أظن أن فيلم كان يناقش هذه الفكرة » لا أكذب لكني أتجمل ببساطة وللأسف المظاهر دائما خادعة فالمعدن الحقيقي يكون في الداخل.

وتقول أميرة علي، طالبة: كانت جدتي تكرر عاشرت فلان « دائما على مسامعي والعشرة هنا تعني » يبقى تعرفه المعاملة الداخلية وليس النظر إلى الشكل الخارجي، وقد تعرضت لموقف مماثل فأقرب صديقة لروحي الآن كنت في البداية عندما رأيتها أول مرة لم أتقبلها فكانت نظرة خارجية فقط.

أما علي فؤاد فيقول: الحكم على الأشخاص وتقييمهم ينبغي ألا يكون بناء على تصرف واحد أو على النظرة الأولى، فمن كان سلبياً في جانب معين يمكن أن

 يكون إيجابيا في العديد من الجوانب الأخرى إذا ما تم التقرب منه لفترة أطول.

ضريبة التسرع

ترى د. سوسن فايد، أستاذ علم النفس أن الحكم على الأشخاص تحدده عوامل كثيرة قد تصل بالبعض إلى تكوين أحكام مسبقة على الآخرين لا تقبل النقاش ولا تغيرها الحقائق الدامغة، ويقول: كل إنسان يصادف في حياته أشخاصا لديهم مفاهيم ومعلومات مغلوطة عن الآخرين وقفت حائلاً دون اندماجهم مع الآخر وتقبلهم له ولعل ما ساعد على تكوين هذه المفاهيم لديهم الثقافة العامة في المجتمع. وتضيف: من الخطأ الحكم على الأشخاص دون التعامل معهم، لذا فالتسرع في الحكم على الأمور والأشخاص أمر سلبي يضر بكلا الطرفين، فالحكم السليم على الآخرين يمكن الاعتماد عليه بعد فترة طويلة.