بقلم : كريمة سويدان
مما لا شك فيه أن أزمة اجتياح فيروس كورونا العالم كله كانت لها تأثير كبير على الاقتصاد العالمى نتيجة تقليل أعداد العاملين سواء فى القطاع العام أو الخاص، علاوة على فرض حظر تجوال فى معظم دول العالم منها الجزئى ومنها الكلى، وغلق المطارات تباعا، وفى مصر سارعت الدولة لاتخاذ عدد من الإجراءات الاحترازية مبكرا لتقليل الالتحام بين المواطنين لمنع انتشار الفيروس المستجد، وهو ما أُحيي الحكومة عليه، ولكن كان هناك مشكلة العمالة غير المنتظمة التى تضررت من الفيروس وقرارات الحظر، لذا كان لابد من اتخاذ إجراءات سريعة لمساعدة هذه الفئة البسيطة فى المستوى الاجتماعى الكثيرة العدد والتى تجاوز 12 مليون شخص - طبقا لما أعلنه اتحاد عمال مصر-, وفى استجابة سريعة وفقا لتوجيهات القيادة السياسية وكافة أجهزة الدولة أصدر محمد سعفان، وزير القوى العاملة قراراً بصرف منحة استثنائية للعمالة غير المنتظمة المستفيدة والمسجلة بقواعد بيانات مديريات القوى العاملة بالمحافظات 120 ألف عامل قدرها 500 جنيه، كما خرج من مجلس النواب اقتراح بإنشاء صندوق تعويض للعمالة غير المنتظمة يضم وزراء القوى العاملة والتخطيط والتضامن والمالية واتحادات النقابات المهنية لوضع قواعد تعويض هذه العمالة عن التضرر بالعمل وبحث طرق تمويله، وهناك مبادرات يقوم بها نجوم الكرة والفن فى مصر ورجال الأعمال الشرفاء ومنظمات المجتمع المدنى الذين أبدوا استعدادهم لصرف إعانات شهرية لآلاف المتضررين ومنهم هذه العمالة، وأما عن مؤسسات القطاع الخاص فقد بدأت فى توزيع عمالتها على أكثر من وردية لتخفيف تواجد العمال فى أماكن العمل ودون الاستغناء عنهم، وطبعاً الاقتراح الخاص بإنشاء صندوق لإدارة الأزمة الذى أطلقته الحكومة بتخصيص موارده من موازنة الدولة أو من خلال مقترحات أخرى، وذلك لدعم أى قطاع متضرر من أى أزمة تتعرض لها مصر، يظل هو القرار الأهم فى هذا الشأن، ورغم أن هناك آلاف الأشخاص الذين سجلوا استمارة العمالة غير المنتظمة خلال الفترة الماضية وذلك من خلال الموقع الإلكترونى للوزارة، إلا أن هناك جهات عديدة وجمعيات وطنية محترمة قد أبدت استعدادها الكامل لوضع أيديهم فى أيدى الحكومة لمساعدة هذا النوع من العمالة والتى ليس لها أى ذنب سوى أنها أضطرت للجلوس فى البيت بلا عمل بسبب كورونا.. على أى حال هذه الظروف الاستثنائية التى يتعرض لها العالم كله بصفة عامة، ومصر بصفة خاصة أظهرت معدن الشعب المصرى الأصيل الذى يقف بجانب بعضه البعض فى الأزمات، وذلك بفضل قيادته الحكيمة، وحكومته المخلصة.. وتحيا مصر.
ساحة النقاش